قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة خاصة مع «الحياة» على الطائرة التي أقلت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من بيروت إلى جدة حول ما إذا كانت فرنسا ستقوم بتحرك على غرار ما قامت به سابقاً في اجتماع لا سيل سان كلو: «نحن باستمرار نصغي لما يريده أصدقاؤنا اللبنانيون وهم يطلبون منا أن نبقى إلى جانبهم وأن تبقى القوات الفرنسية في يونيفيل في الجنوب وهذا ما اكده الرئيس هولاند. وأيضاً يريدون منا تسهيل الحوار الوطني وهذا ما نقوم به حالياً اضافة إلى التعاون الثنائي بين البلدين». وإذا كانت زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باريس في 19 الجاري قائمة، قال: «نعم دعوناه في هذا الموعد وهو رئيس حكومة لبنان ومن الطبيعي أن نستقبله. وفي الوقت نفسه ليس سراً أن لدينا اتصالات مع شخصيات من المعارضة ومن 14 آذار وهذا طبيعي». وبما أن هولاند قال إن فرنسا تتحدث مع جميع القوى اللبنانية، هل يمكن أن تستقبل ممثلين عن «حزب الله»، قال: «لا هذه ليست طريقة عملنا فنحن نعرف أن حزب الله في الحكومة ولكن في الوقت نفسه لدينا لوم إزاء حزب الله وتذكري انه ارسل أخيراً طائرة دون طيار من صنع إيراني فوق إسرائيل وكل هذا لا يسهل الحوار معهم». وعن لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلي واحتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد إيران، قال: «لدينا قلق كبير منذ زمن طويل من احتمال حصول إيران على السلاح النووي، وفرنسا ودول عديدة منها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، اتخذت عقوبات ضد إيران ونتفاوض أيضاً. وقد تكلمنا في لبنان عن الموضوع وهو موضوع مطروح على جدول محادثاتنا في السعودية. وهذا تهديد كبير والمفاوضة لم تعط أي ثمرة حتى الآن والجانب اللبناني أيضاً لديه مخاوف من ذلك خصوصاً أن لبنان على الحدود مع إسرائيل وحزب الله في الجنوب ونعرف روابطه بإيران، إذاً هذا أيضاً ما يقلق الجانب اللبناني». وإذا كان يرى إمكان النجاح للرئيس سليمان في مسعاه للحوار، قال: «يبذل كل الجهود بهذا الاتجاه ويجب أن نحيي جهوده لأنه يحاول بكل طاقته ضمان وحدة البلد وسيادته». وإذا كانت فرنسا ستجمع الفرقاء اللبنانيين على ما فعلته سابقاً في سان كلو، قال: «فرنسا مستعدة للقيام بأي تحرك مفيد في باريس أو في سان كلو، وهناك بعض الاجتماعات الضرورية ولكن ينبغي أن يكون للأطراف حاجة وطلب لذلك ولكن ممكن جداً في الأشهر المقبلة ومع تزايد الصعوبات أن يكون هناك اجتماعات في باريس لأطراف لبنانية... سيكون بالتأكيد في الأشهر المقبلة تحرك ديبلوماسي كثيف من فرنسا على صعيد المشكلة اللبنانية والملف السوري وإيران ومسيرة السلام في الشرق الأوسط». وماذا قال لك وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف؟ أجاب: فابيوس: «هناك نقاط خلاف حول سورية فهم يقولون إن بشار الأسد لا يمكن أن يرحل ونحن نقول أن لا حل معه، لكن هناك نقاط تلاق حول ضرورة وقف إطلاق النار والأمل بمهمة الأخضر الابراهيمي وأن يلعب مجلس الأمن دوراً اكبر. فنحن نستمر في الحوار معهم». وعن أهمية زيارة هولاند السعودية قال: «السعودية بلد بالغ الأهمية يلعب دوراً مهماً في المنطقة ودولياً، والعلاقات بين فرنسا والسعودية قريبة ووثيقة على كل الأصعدة، وفي هذا الظرف الصعب للمنطقة وهذا مهم جداً». هولاند والحريري وعلى هامش الغداء الذي أقامه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والوفد المرافق، صافح الرئيس هولاند رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري الذي كان من ضمن المدعوين إلى الغداء، وأرسل إليه مستشاريه الاثنين بول جان أورتيز وإيمانويل بون لوضعه في صورة زيارة هولاند لبيروت والاطلاع على موقفه مما يجري في لبنان. وقالت مصادر فرنسية ل «الحياة» إن ضيق الوقت لم يمكن الفريق الديبلوماسي من إجراء محادثات موسعة، واتفقا على أن يلتقيا الحريري مجدداً عندما يزور باريس قريباً. ولم يتطرق معه المستشاران إلى موضوع الحكومة. وعلمت «الحياة» من مصدر فرنسي أن العاهل السعودي الذي كان يعرف اللواء وسام الحسن، أعرب عن استيائه الشديد من «هؤلاء الذين يزعزعون استقرار لبنان والذين يسيطرون على أمن المطار ويقومون بأعمال إجرامية». وشارك هولاند العاهل السعودي في إدانة الأعمال الإجرامية، مشيراً إلى شخص الحسن «الاستثنائي». واتفقا على ضرورة التصدي بقوة إلى كل من يحاول زعزعة لبنان. ونقلت مصادر مطلعة أن مرحلة ما بعد اغتيال الحسن أدت إلى «موقف حازم» لدى الرئيس الحريري في شأن الحكومة وأنه «لا يمكن تسليم البلد والتعيينات التي تقوم بها إلى حزب الله، لذا هو عازم على المضي في المطالبة بتغيير الحكومة». إكليل فرنسي على ضريح الحسن وفي بيروت، وضع السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي باسم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والمدير العام لقوى الامن الداخلي بالوكالة العميد روبير جبور ممثلاً المدير العام لقوى الأمن اللواء أشرف ريفي أمس، اكليلين على ضريح اللواء الشهيد وسام الحسن في باحة مسجد محمد الأمين في وسط بيروت. وكان في استقبال باولي وفد من كتلة «المستقبل» ضم النواب: عمار حوري وسيرج طورسركيسيان وزياد القادري، نادر الحريري مستشار الرئيس سعد الحريري، ورافقه وفد من السفارة الفرنسية. ووقف باولي دقيقة أمام ضريح الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري للصلاة عن روحه ثم وضع الاكليل على ضريح اللواء الحسن وتلا الصلاة عن روحه. ودوّن باولي في سجل الضريح تضامن الرئيس الفرنسي مع الشعب اللبناني بعد العملية التي استهدفت اللواء الحسن، مشيداً بمزايا الفقيد الذي «كرس حياته لوطنه وللبحث عن الحقيقة لحماية بلده وضمان سيادته». وقبيل مغادرته، اوضح باولي ان الهدف من الزيارة هو «تأكيد التضامن مع لبنان وتكريم ذكرى لبناني كبير، رجل كرس حياته لوطنه وللبحث عن الحقيقة وحماية اللبنانيين جميعاً»، مشيراً الى ان الرئيس الفرنسي ولدى زيارته لبنان أمس كلفه «القيام بهذه المهمة باسمه». وأشار الى ان الرئيس هولاند «اراد عبر مروره في لبنان في زيارته الاولى للشرق الاوسط تأكيد تضامنه وصداقته العميقة مع لبنان ومع اللبنانيين جميعاً في هذه الاوقات الصعبة».