قالت الكاتبة حليمة مظفر في مقالها بالوطن لقد أصبح من الضروري جدا على الجهات الإعلامية المسؤولة في مختلف الوزارات، والهيئات الحكومية، وإمارات المناطق، وأمانات المدن، خاصة الجهات الأمنية، أن تُنشئ في تويتر والفيسبوك حسابات رسمية، تتابع الأحداث الجارية ثانية بثانية، وتتواصل مع العامة في حال حصول أي حادث، منعا للإشاعات المغرضة ومن تحول الأكاذيب إلى “كرات ثلج” باسم الحقيقة، قد يصدقها الناس وقد تدفعهم إلى حماقات نحن في غنى عنها! خاصة التي تثير فزعهم وتتصل بأمنهم، فساعة واحدة بانتظار تغطية حدث ما من الإعلام التقليدي أو لإصدار بيان رسمي، كفيلة بانتشار “تغريدة مغرضة” انتشار النار في الهشيم! ولعليّ أستشهد بما حصل يوم الخميس الماضي، خلال متابعة آل تويتر لحادثة “انفجار ناقلة الغاز ” في الرياض، أحد المغردين غرد أن ما حصل انفجار قنبلة وأنه يسمع إطلاق نار كثيف، وآخر زعم أنه صاروخ من طائرة حربية! فيما آخر قال إنه شاهد طائرة مدنية تسقط!! والمؤسف أن المغردين أنفسهم في كل هذه التغريدات هم شهود عيان!! كيف!؟ لا نعلم! وهذا أدعى لتصديقهم! وصنفت الكاتبة المغردين في تويتر قائلة إن هناك المغرد “الصالح” الذي يهبنا تغريدا نتأمله وفكرة نحلق معها ومعلومة موثوقا بها، هناك “الطالح” الذي لا يتردد في أن ينعق كالغربان بكذب مؤذٍ وخبر مُسوس! ولأن تويتر بات من أهم مصادر الأخبار في العالم العربي، للحصول عليها لحظة بلحظة، في ظل تأخر الإعلام التقليدي وأيضا تقليديته في التعامل مع الحريات الصحفية، بات الناس يهرعون إلى وسائل الاتصال الاجتماعية، فقد أصبح كل “مغرد” في كل مكان “صحفيا” سواء تمتع بمهنية أو لا!! فقد صار ما يهم الكثيرين الحصول على أكبر “رقم” لإعادة تدوير “تغريدة”! مع أناس باتوا يتحدثون عن الأشياء كما يريدونها لا كما حقيقتها! واعتبرت أن الخوف ممن يندسون في تويتر ممن يتربصون بأمننا وحياتنا ووحدتنا، من خلال مسميات مزورة وهويات وهمية وأسماء مستعارة، مما نراه اليوم بكثرة في تويتر، والمؤسف تحظى معرفات كهذه بمتابعة وشهرة تويترية، بل ويعدها بعض المتابعين مصدرا موثوقا لنقل الأخبار! ولا يترددون في تصديقها!! ومن يعش بين آل تويتر يشهد بعينه “تحول الكثير من الكذب إلى حقيقة” نتيجة إعادة تدويرها! ولهذا علينا أن ندرك، إن كان “عند جهينة الخبر اليقين” ف “في تويتر الخبر العجيب أيضا!!” بجانب “الخبر الصائب”، فليس كل ما يتم تداوله فيه صحيحا، لأن هناك بعض الكائنات الناطقة “طالحة” تنشر أمراضها النفسية وتراكماتها السلبية وأهدافها الحاقدة وتنفث سمومها بيننا، فينعقون كالغربان ويحسبه الطيبون “تغريد بلابل “! .