أحدثت تصريحات الرئيس محمود عباس للتلفزيون الإسرائيلي عن حق العودة وحدود عام 1967، هزة كبيرة في الشارع الفلسطيني، وتحولت إلى مركز حديث الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، وبيانات الفصائل والقوى السياسية. وكان الرئيس عباس قال في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أول من أمس إن لديه الحق في زيارة بلدته صفد التي هجرت عائلته منها عام 1948، وليس العيش فيها، وأن فلسطين تقع في حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وأنه لن تكون هناك انتفاضة عنيفة طالما تولى كرسي الرئاسة. وطغت تعليقات الجمهور على هذه التصريحات على موقع «فايسبوك» الذي قلما تجد فلسطينياً تحت سن الخمسين ليس له حساب عليه. وتراوحت التعليقات بين الاتهام والتخوين والمطالبة بالرحيل، إلى الدفاع والدعوة إلى التفهم. وجاء في أحد التعليقات: «هل تصريحات الرئيس الأخيرة أفقدته الكثير من شعبيته لأنه خاطب عقلية الاحتلال ولم يخاطب عقلية شعبه؟». وكتب آخر: «كلما تحدث خسر». ووجه ثالث رسالة إلى الرئيس على موقع لمة صحافة على «فايسبوك» جاء فيها: «سيدي الرئيس... أنا لست بلاجئ... ولم أذق مرارة اللجوء... وربما أنا من الفلسطينيين الذين لم يلامسوا عذاب الحياة بشكل كبير مقارنة مع الآلاف الآخرين... أنا لم أعانق القدس إلا مرتين... لم أر أي مدينة فلسطينية أخرى في حياتي... لكن لن أتخلى عن حقي الكامل بمعانقة كامل تراب الوطن رغم الاحتلال... سيدي الرئيس ليش (لماذا) تقول مش (ليس من) حقك أن تعيش بصفد؟؟؟ حقك ونص... وحقي وحق أولادي وأولاد أولادي أن يعيشو في كل فلسطين». كما دافع بعض المعلقين عن موقف الرئيس واعتبره واقعياً ويمثل السياسة الرسمية لجميع الفصائل، بما فيها حركة «حماس»، والقائمة على الدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 إلى جانب إسرائيل، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين. وأمام احتدام الجدل في الشارع الفلسطيني أصدر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة بياناً توضيحياً جدد فيه التأكيد على تمسك القيادة الفلسطينية ب «الثوابت الوطنية» للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن مقابلة الرئيس مع القناة التلفزيونية الإسرائيلية «لا تعني مفاوضات»، وأن «هدف المقابلة كان التأثير في الرأي العام الإسرائيلي».