أثارت تصريحات أدلى بها الرئيس محمود عباس للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أمس ردود فعل وجدلاً واسعاً بين الفلسطينيين، خصوصا قوله ان لديه الحق في زيارة بلدته صفد التي هجرت عائلته منها وليس العيش فيها، وأن فلسطين تقع في حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، وأنه لن تكون هناك انتفاضة عنيفة طالما تولى كرسي الرئاسة. ورأت أوساط، خصوصا في حركة «حماس» و«الجبهة الشعبية» وغيرهما من قوى المعارضة، في تصريحات عباس عن حق الزيارة وليس العيش في أراضي عام 1948، «تنازلاً عن حق العودة» وقال عباس في المقابلة: «زرت صفد مرة في السابق، لكنني أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها، لا أن أعيش فيها». وأضاف: «فلسطين الآن في نظري هي حدود عام 1967، والقدسالشرقية عاصمة لها، هذا هو الوضع الآن وإلى الأبد، هذه هي فلسطين في نظري، إنني لاجئ لكنني أعيش في رام الله، أعتقد أن الضفة الغربيةوغزة هي فلسطين، والأجزاء الأخرى هي إسرائيل». وتعهد ألا تكون هناك انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال ما دام رئيساً للسلطة. وانتقد عضو المكتب السياسي ل «حماس» عزت الرشق، بشدة تصريحات عباس، قائلاً في بيان رسمي له أمس إنها «مؤسفة ومرفوضة، ولا تعبر عن الشعب الفلسطيني بحال من الأحوال». وأضاف: «الحقوق الفلسطينية ليست محل مساومة من أحد، ولا أحد يملك حق التفريط فيها. لا أحد كائنا من كان يملك الحق في التنازل عن حق العودة، فحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ومدنهم وقراهم ومساكنهم التي هجروا منها حق مقدس لا تفريط فيه». وقال ممثل «الشعبية» في الخارج ماهر الطاهر: «إن حق العودة هو أساس وجوهر القضية الفلسطينية، وأي تنازل عن أرض أو عن ذرة تراب فلسطينية لا يعبر عن الشعب الفلسطيني وعن إرادته». وفي غزة، حمل الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري بشدة على تصريحات عباس، وقال: «لن يقبل أي فلسطيني التنازل عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها». كما حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات وانتقادات لتصريحات الرئيس. لكن مسؤولين في القيادة الفلسطينية أوضحوا أن تصريحات عباس موجهة الى الرأي العام الاسرائيلي عشية الازمة المتوقعة لدى تقديم الفلسطينيين طلب الحصول على مكانة عضو مراقب في الأممالمتحدة. وأكد أكثر من مسؤول في السلطة ان الرئيس عباس متمسك بحق «اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الارضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس» و«حل عادل لقضية اللاجئين». وقال المستشار السياسي للرئيس نمر حماد ل «الحياة»: «الرئيس عباس كان بصدد توجيه رسالة الى الرأي العام الاسرائيلي والعالمي مفادها اننا نريد دولة على حدود عام 1967 الى جانب اسرائيل وليس ازالة اسرائيل عن الوجود». واضاف: «الرئيس ابلغ الاسرائيليين في المقابلة أن العرب والمسلمين قدموا مبادرة السلام العربية القائمة على دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، وحل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194». وقال إن منتقدي عباس «يبحثون عن أي كلمة هنا وهناك كي يكرسوا الانقسام».