أناس يبحثون عن أقاربهم في قوائم أنجزها موظفو مستشفى في الرياض، وطواقم طبية تعد الجثث الآتية إلى ثلاجة الموتى في مستشفى آخر، المشهد في مستشفى الشميسي يبعث على الحزن، جثث متفحمة وأخرى مقطعة الأوصال، في هذه الأثناء أعلن المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الرياض الدكتور عدنان العبدالكريم أمس، خروج 79 حالة مصابة في حادثة انفجار ناقلة الغاز، بينهم 35 سعودياً و44 من جنسيات مختلفة وذلك بعد تلقيهم العلاج، واستقرار حالهم الصحية. وقال العبدالكريم في بيان له أمس: «تم الاطمئنان على 54 حالة لا تزال تتلقى العلاج في المستشفيات، منهم 20 سعودياً و34 من جنسيات مختلفة». ( في هذه الأثناء قالت مصادر ل «الحياة» إن وزارة الصحة تعرفت على هويات 11 جثة متفحمة في مجمع الملك سعود الطبي، فيما لا تزال هناك 11 جثة أخرى مجهولة الهوية، فيما أكد مصدر في وزارة الصحة أن فحوصات الحمض النووي (DNA) ستجري على الجثث المجهولة خلال ثلاثة أيام بعد التنسيق مع الجهات المعنية. وتبين أن الجثث التي تم التعرف عليها هي لسعوديين و9 آسيويين. إلى ذلك، قدّم وزير الخارجية المصري محمد عمرو والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين أوغلي تعازيهما إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومة وشعب المملكة في ضحايا الانفجار الذي هزّ شرق الرياض أول من أمس (الخميس). وكان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز زار المصابين في مستشفى الحرس الوطني، ونقل تعازي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى ذوي المتوفين، مؤكّداً أن خادم الحرمين يُتابع عن كثب حالة المصابين، وأنه وجّه بتسخير الإمكانات كافة لعلاج جميع المصابين. إلى ذلك، أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي المتحدث الإعلامي باسم «صحة الرياض» سعد بن مسفر القحطاني، أن الإحصاء النهائي لجميع الحالات بلغ 133 حالة إصابة و22 وفاة، مؤكداً أن جميع الحالات تلقى اهتماماً بالغاً ومتابعة متواصلة. من جهته، قال المتحدث الإعلامي باسم الدفاع المدني في منطقة الرياض النقيب محمد الحمادي أمس، إنه حتى الآن لم يتم تحديد إجمالي الخسائر جراء الحادثة، مشيراً إلى أن قطاع الدفاع المدني بدأ أمس (الجمعة) في استقبال جميع المتضررين من حادثة الانفجار في مركز قيادات القوات الخاصة بالدفاع المدني في حي السلام، لافتاً إلى أن المركز سجّل بيانات أعداد كبيرة من المتضررين، وقال: «إن العمل على تسجيل الأضرار سيستمر 10 أيام، قبل أن يتم رفع التقارير النهائية للجنة المشكّلة برئاسة إمارة الرياض لتقويم الأضرار». في غضون ذلك، روى ل»الحياة» أحد المصابين الناجين من حادثة الانفجار يزيد العنزي تفاصيل الواقعة موضحاً أنه خرج من منزله القريب من موقع الحادثة برفقة أحد أقربائه قبيل الانفجار بدقائق معدودة، متوجهاً إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض لاستقبال جدته وعمته القادمتين من مدينة حائل، والمقرر وصولهما في الثامنة والنصف صباح أول من أمس. وأضاف: «بحكم قرب منزلي من موقع الحادثة، سلكت طريق خريص، ومنه أخذت مخرج شارع الشيخ جابر الصباح، وحين قمت بالالتفاف إلى اليسار، شاهدت دخاناً أبيض يغطي أسفل جسر خريص، فأيقنت بحدوث أمر به، فرجعت بسيارة والدي من نوع «يوكون» التي أقودها للخلف، وهممت بالالتفاف إلى الجهة اليمنى تجاه مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني، وأنا أنظر إلى السحابة البيضاء التي استمرت دقائق، قبل أن تتحول إلى لهب، وإذا بالمكان ينفجر بما فيه مقدمة مركبتي، شعرت بالنار تضرم في جانب وجهي الأيسر، وقمت بنطق الشهادتين، وإذا بالباب الذي بجانبي ينفتح من تلقاء نفسه، ولم أر أحداً يفتحه، فسقطت خارج المركبة على الأرض، ومرافقي خرج من المركبة، أتت فرقة تابعة للهلال الأحمر بعد دقيقة تقريباً، وذهبت بي إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني». من جهته، استبعد خبير في مجال التأمين شمول تغطية السيارات التي تأثرت بانفجار ناقلة الغاز في الرياض بتأمين السيارات، بسبب أنها تدخل ضمن تصنيف «الكارثة». وأوضح نائب رئيس شركة نجم لعمليات المناطق إبراهيم أبو شرارة ل«الحياة»، أن الكوارث في التأمين لا تغطى، وربما تدخل هذه السيارات المتأثرة في الانفجار في نظام تأمين شركة الغاز، لكن شركات تأمين السيارات لا تغطي هذه الكوارث، لافتاً إلى أنه تمت مباشرة 21 حادثة مرورية حول الموقع الذي حدث فيه الانفجار.