قبل ثلاثة أعوام منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - النادي الأهلي «وثيقة» لقب سفير الوطن خلال تشرف رئيس هيئة أعضاء شرفه الأمير خالد بن عبدالله وإدارة النادي وفرق النادي المتوجة ببطولات خارجية بالسلام عليه حفظه الله وإهدائه هذه البطولات. ومنذ ذلك الوقت وقبله ورجل النادي الأهلي الكبير والخبير الأمير خالد بن عبدالله يرسم خريطة طريق للأهلي في لوحة قارة آسيا، لينقله من البطولات الخليجية والعربية إلى المنافسة على بطولة دوري أبطال آسيا والفوز بكأسها، والوصول إلى بطولة العالم للأندية. لم يعد حلم الأمير خالد بن عبدالله حلماً، بل بات واقعاً بوصول الفريق الذي رعاه بفكره وسقاه من خبرته إلى نهائي دوري أبطال آسيا، فلم يعد يفصل بينه وبين اللقب الآسيوي ليكون زعيمها الجديد سوى أيام قليلة، بعد أن تأهل من بوابة شقيقه الاتحاد. وللحق، فإن هذا الجيل لفريق الأهلي لم يأتِ قبله جيل أفضل منه، سوى جيل السبعينات الميلادية، الذي جلب للأهلي لقب «قلعة الكؤوس»، وهو الجيل الذي جمع بين الدوري وكأس الملك في موسم واحد. إن الوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا إنجاز كبير، لكن الإنجاز الأكبر هو تحقيق لقب دوري أبطال آسيا، وذلك بكل تأكيد هو هدف وطموح هذا الجيل المميز، الذي أمامه الآن فرصة ذهبية ليكتب تاريخاً جديداً من كوريا الجنوبية، لكن الحقيقة أن الإدارة في الأهلي، وأقصد العمل الإداري المنظم، ساهم بدرجة عالية في هذا الحضور والوهج للفريق في مشواره بدوري أبطال آسيا، منذ الأدوار الأولى التي شهدت وقوع الفريق في مجموعة حديدية، مروراً بلقائي سباهان الإيراني، وصولاً إلى مواجهتين من العيار الثقيل مع جاره ومنافسه التقليدي الاتحاد في الدور نصف النهائي. لقد تغير الأهلي كثيراً مع مدربه التشيخي كاريل غاروليم، فقد أحدث هذا العجوز نقلة في الفريق، وقدمه لآسيا في صورة شخصية الفريق البطل، والثقيل داخل الملعب مع امتلاكه للثقة والعودة للمباراة، وهذا ما كان يفتقده الأهلي في السابق. ولعل ما يميز غاروليم عن غيره من المدربين، أنه من أولئك المدربين الذين يرون بأن اللاعب الموهوب والواثق من إمكاناته لا بد أن يأخذ فرصته كلاعب أساسي، وهو ما حدث مع ياسر الفهمي في بداية هذه البطولة، وما يحدث حالياً مع اللاعب الصغير سناً، والكبير نضجاً وفكراً كروياً، مصطفى بصاص. وإذا كان الحديث عن وصول الأهلي إلى نهائي القارة الآسيوية، فإن من الإنصاف أن أشيد بالدور الذي تقوم به إدارة الأهلي بقيادة الأمير الشاب فهد بن خالد، فخلال عقدين من الزمن لم يأت لرئاسة النادي من هو أفضل من هذا الرئيس الشاب. ومع كامل التقدير لرؤساء الأهلي السابقين كافة الذين لم يقصروا وأدوا دورهم على أكمل وجه، إلا أن إدارة فهد بن خالد فرضت نفسها ببطولات وأرقام يصعب على غيرها تحقيقها، وأهمها الوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا. ومع الصمت الذي اعتدنا عليه من كل مسؤولي النادي الأهلي بدءاً من كبير الأهلاويين، الأمير خالد بن عبدالله، الذين يطبقون تلك الحكمة العربية «الصمت حكمة»، إلا أن أكاديمية النادي تكلمت هذه المرة بصوت مرتفع، وقدمت باكورة إنتاجها للفريق الأول وهديتها للكرة السعودي، فهل بعد حديث مصطفى بصاص حديث؟ شكراً أكاديمية النادي الأهلي، فالحديث لم ينتهِ! - كبسولة: لا يتحقق شيء ذو قيمة من دون الصبر والعمل الجاد، والمعاناة! [email protected]