دعا زعيم الاتحاد الاشتراكي المعارض عبد الواحد الراضي الأممالمتحدة إلى التزام الحياد وإنصاف بلاده في ملف الصحراء، معتبراً أن اقتراح الحكم الذاتي يشكل «تنازلاً» لجهة تحمل المسؤولية في إنهاء نزاع طال أمده. وشكلت تطورات قضية الصحراء محور محادثات جمعت الموفد الدولي كريستوفر روس إلى زعماء الأحزاب السياسية المغربية في الموالاة والمعارضة. ووصف الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط الأوضاع الإقليمية أنها تهدد السلم والأمن في غضون تنامي المخاطر من بلدان الساحل جنوب الصحراء. وأوضح أن المنطقة لم تعد تستسيغ إضافة بؤر توتر جديدة. وعبر عن اعتقاده أن روس «اقتنع أن القضية الوطنية هي قضية شعب وقضية أمة وقضية استقرار المنطقة وأن جبهة بوليساريو أصبحت تُستغل من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» لتهديد الأمن في المنطقة». واعتبر محمد الأبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري المعارض أن لقاء روس «يفتح صفحة جديدة للمستقبل» تمهد لتسوية للنزاع. وركزت مداخلات حزبية على أهمية تنقية الأجواء ومعاودة بناء علاقات الثقة بين المغرب والجزائر كمدخل لبدء تسوية شاملة للنزاع. وحرص زعماء أحزاب على إبراز أهمية بناء الاتحاد المغاربي لاحتواء الخلافات وفتح صفحة جديدة في العلاقات المغاربية. ويعتبر الاجتماع، الذي دام أكثر من خمس ساعات، الأول من نوعه بين روس وزعماء الأحزاب المغربية الذين استعرضوا موقف الإجماع حيال قضية الصحراء، ما اعتبر دعماً لموقف الحكومة التي رهنت إحراز التقدم بالتزام حرفية القرارات الدولية، على خلفية جدل سياسي وقانوني كان أثير إزاء إمكان توسيع صلاحيات بعثة «مينورسو» لرصد أوضاع حقوق الإنسان في المحافظات الصحراوية. وكان المغرب أبدى انزعاجاً حيال آخر تقرير صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. واتهم الموفد روس ب «الانحياز» ما أدى إلى إعلان سحب ثقته. إلا أنه عاود النظر في موقفه بعد مشاورات مع بان أبدى من خلالها تمسكه بالمبعوث روس في إطار التزام مرجعية الأممالمتحدة. ويراهن روس الذي يقوم بجولة استكشافية إلى المنطقة على حمل أطراف النزاع على استئناف المفاوضات الرسمية المباشرة بعد تجريب وصفة المفاوضات غير الرسمية. ومن المقرر أن ينهي جولته بالتوقف في مدريد وباريس لحيازة دعم قوي لمبادرته التي ستعرض تفاصيلها على مجلس الأمن الدولي الشهر المقبل.