على مدى اليومين الماضيين، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بحال من السخط تجاه الإمكانات الصحية التي تشهدها مستشفيات منطقة الجوف، وذلك على إثر حادثة سير لعائلة راح ضحيتها 4 أشخاص من عائلة واحدة، بينما أصيب 7 آخرين، بعدما اصطدمت سيارتهم من نوع (جمس) بشاحنة نقل على طريق زلوم - سكاكا مساء السبت الماضي. ودافع المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني عن موقف وزارته تجاه ضعف الإمكانات التي تعاني منها مستشفيات المنطقة، وقال في تغريدات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الأخوة والأخوات وكل من تفاعل مع حادث الجوف، أشكر لكم اهتمامكم وأؤكد أن الزملاء في الوزارة يتعاملون مع الحدث بمهنية، ووفق الأعراف الطبية، ومنذ اللحظات الأولى لحادث الجوف تم تطبيق إجراءات النقل الطبي المتبعة وتم التنسيق مع المستشفيات وجاري التواصل مع الإخلاء الطبي». وأشار إلى أنه تم التأكد من الإجراءات المتبعة في العلاج وفي النقل، كما تم تعميد المدير العام للشؤون الصحية في منطقة الجوف وإدارة الطوارئ بسرعة النقل للحالات، وقال إن حالات المصابين في الحادثة متقدمة وخطرة. وسارع مغردون إلى سرد معاناة أهالي الجوف من الطرق الرئيسة المؤدية إليها، ودعا المغردون إلى إيجاد نهضة صحية في المنطقة تنفض بها الإمكانات المتواضعة للمستشفى المركزي الذي يعاني من عدم احتوائه على التجهيزات الطبية المناسبة لعلاج الحالات الطبية الحرجة، وعدم استعداد المستشفيات المتخصصة داخل المملكة لاستقبال تلك الحالات بأسرع وقت. وشهد «تويتر» خلال اليومين الماضين أكثر من «هاشتاق» خاص يدعو إلى تسريع نقل المصابين في المستشفيات المتقدمة، وذكر عضو مجلس الشورى الدكتور موافق الرويلي في تغريدة له عبر «هاشتاق» (حادث الجوف): «ننتظر استجابة وزير الصحة لهذه الكارثة، فضلاً «ريتويت» لا يحتمل الوضع تأخير الأرواح غالية»، ووصف عضو مجلس الشورى الدكتور موافق الرويلي مناطق الأطراف بالمناطق «المنسية» للخدمات الصحية، كونها تفتقر إلى العناصر الخدمية الفعالة، مشيراً إلى أن معظم تركيز الوزارات الخدمية يتمثّل في تنمية المدن الكبرى مثل الرياض والدمام جدة. وقال الرويلي في حديث إلى «الحياة» أمس: «مناطق الأطراف - كما يسميها البعض - أصبحت مناطق جاذبة ولم تعد طاردة، إذ تشهد عدداً من التجمعات الحضارية، وأهالي هذه المناطق يتوقعون من المسؤولين في الوزارات الخدمية مثل وزارة الصحة إعطاء العناية اللازمة بها، وعدم التركيز فقط على مدن محدّدة، فالجانب الصحي خارج المدن الثلاث الرئيسة يتشابه على مستوى الخدمات الصحية المقدّمة»، وعزا ذلك إلى عدم وجود برامج طبية تؤهل الطبيب السعودي للارتقاء بالجانب الصحي في مستشفيات «مناطق الأطراف». وفي «هاشتاق» آخر جاء بعنوان: (حملة أهالي الجوف لوزير الصحة)، قال عبدالله الهلابي: «الحملة تبيّن كم أن الخدمات الصحية والخدمية سيئة في الوطن، في كل مرة يجب أن تكون هناك حملة لتقوم الجهات الخدمية بواجبها»، وكتبت لؤلؤة الرشيد: «منا لمعالي وزير الصحة جملتنا جزاك الله خير مع الطفل عبدالله العنزي، وما تردنا مع حادث الجوف المفجع المأساوي!». وكانت عائلة في مركز صوير (50 كلم شمال سكاكا) فجعت في ثاني أيام العيد بوفاة 4 من أبنائها وإصابة 7 آخرين، بعد اصطدام سيارتهم من نوع (جمس سوبربان) بشاحنة كبيرة على طريق زلوم - سكاكا. وأوضح قريب العائلة خالد الرويلي ل«الحياة»، أن الحادثة وقعت حين استدار سائق الشاحنة بطريقة غير نظامية، ما أدى إلى اصطدام سيارة أقاربه في الشاحنة، وأضاف: «إن قوة الاصطدام تسببت باحتراق السيارة ووفاة سائقها على الفور»، مشيراً إلى أن الحادثة تسببت أيضاً بوفاة ثلاثة من الفتيات، في حين أصيب في الحادثة 7 من أفراد العائلة، خمسة منهم بحال خطرة. وقال إن المصابين المتبقين على قيد الحياة تتراوح أعمارهم بين 25 و11 عاماً، يرقدون في مستشفى الأمير عبدالرحمن السديري بمدينة سكاكا، بانتظار تحويلهم إلى إحدى المستشفيات المتخصصة داخل المملكة.