يبدو أن الإنتاج الدرامي اللبناني لم يعد يكتفي ب «التطعيم» من الخارج، بل سيضم في المسلسل الدرامي الجديد «علاقات خاصة» من انتاج شركة «اونلاين» اللبنانية، مجموعة من نجوم العالم العربي مثل باسم ياخور، ديمة قندلفت، جيني اسبر ومنى واصف من سورية، و أحمد زاهر من مصر. ومن لبنان هناك عمار شلق، كارمن لبّس، ميرفا القاضي، طوني عيسى، آية طيبا، وجويّ خوري إلى جانب اخرين. والعمل المؤلف من ستين حلقة، من كتابة نور شيشكلي بمشاركة مؤيد النابلسي، وإخراج رشا شربتجي التي دارت كاميرتها هذا الأسبوع، على أن تشمل مناطق لبنان ومصر وتركيا. ويكشف المنتج زياد شويري ل «الحياة» أنه قرر بعد عمله «عشق النساء»، الذهاب بعيداً في الأعمال العربية المشتركة من جهة النص والإخراج والتمثيل والتصوير، بدلاً من الأعمال اللبنانية الصرفة. ولكن مع إصراره على إبعاد صفة «العمل العربي» عنها. ويقول أن «العمل لبنانيّ، تدور أحداثه في لبنان وسيصوّر بغالبيته فيه، ولكنّ بمشاركة عدد كبير من النجوم بهدف نشر الدراما اللبنانية في الخارج». وعن «موجة» إدخال ممثلين عرب الى العمل اللبناني بهدف التسويق فقط من دون وجود أي مبرر دراميّ، يؤكد شويري أن نص «علاقات خاصة» كتب فعلاً على اساس وجود خطوط سورية ومصريّة في صلب العمل، لذا وجودهم في المسلسل طبيعيّ، وغير مصطنع ويخدم حبكة السيناريو». وفي سياق متصل، يشير إلى أن هذا النوع من الأعمال أصبح الأكثر طلباً من الفضائيات. وفي الوقت الذي لا يزال النص يخضع لتعديلات، يوضح ملخص العمل المعاصر الإجتماعي الذي وضعته الكاتبة، أن أحداثه تدور حول خمسة خطوط أساسية، تتمثل ب»علاقات خاصة» بين أزواج، لكل منهم قصته التي تتقاطع بشكل أو بأخر مع العلاقة الأخرى. الزوج الأول يتألف من «جو» (مفاوضات جارية مع باسل خياط) رجل الأعمال السوري الغنيّ الذي يتزوج من «ياسمين» (ميرفا القاضي) المرأة اللبنانية المنتمية الى بيئة فقيرة، ليصنع منها نجمة غناء مشهورة. ويعيشان معاً حالة من الصراع بين إحساسها باستغلال زوجها لها وبين رغبته بمساعدتها والإهتمام بها لأنه يحبها. وترتبط حياة هاتين الشخصيتين ب»فرح» زوجة «حسام» (أحمد زاهر) المطلق الذي يكبرها بخمسة عشر عاماً وهو والد لطفل صغير، بعد خلاف طويل مع أهلها الرافضين لهذا الزواج. وتتزايد الخلافات حين تدخل الى حياتهما لاحقاً زوجته السابقة محاولةً تخريبها. وتتشابك «العلاقات الخاصة» مع خط «رنا» (آية طيبا) وأخيها «جهاد» (عمار شلق) الذي يحقد عليه «اياد» (طوني عيسى) لأنه سلبه حبيبته «لَمار» (جوّي خوري)، قبل أن يرتبط ب»رنا» بدافع انتقام مشترك منهما تجاه «جهاد» المتحكم بحياة أخته اساساً. وتقول آية طيبا عن دورها في العمل: «ترغب رنا في الإنتقام من شقيقها المتحكم بحياتها والذي يرفض زواجها من الرجل الذي تحبه، بسبب فقره، فتتزوج ألد عدو له للوصول الى غايتها في الإنتقام والزواج من حبيبها». وتشير جوّي خوري الى ان دورها في هذا العمل يختلف عن كل مسلسلاتها الأخرى. «فيه الكثير من الإنكسار، فهي امرأة عشقت في حياتها ولكن بوجع كبير، بخاصة عندما تعلم ان من تحبه تزوج من شقيقة زوجها». ويقول طوني عيسى عن شخصية «اياد» المركبة: «فيها حب مكبوت وأسف على الماضي... حب للمستقبل، وخوف منه... هي شخصية قوية وهادئة». ويلفت إلى «تطويعه مفردات الكاتبة السورية كي تصبح أكثر لبنانية وحقيقية بالنسبة إلى الدور». وأمّا «العلاقة الخاصة» الأخيرة، فتربط «تيم» (باسم ياخور)، الشاب السوري الذي يهرب مع حبيبته «مايا» (ديمة قندلفت) الى لبنان ويتزوجها بعد أن يرفض الزواج المفروض عليه من أهله بطريقة تقليدية من ابنة خالته. وفي سياق متصل، يشكو صاحب شركة «أونلاين» من «عدم تنظيم عمل شركات الإنتاج غير اللبنانية الوافدة، والتي تقوم بالمضاربة على شركات الإنتاج المحلية، وتعمل في شكل غير منضبط وعشوائي مما يسهم في إضعاف الدراما اللبنانية وعرقلة تقدمها»، على حد قوله. إلا أن شويري يؤكد على حق العمل للجميع من خلال المعاملة بالمثل، كما يحصل في عدد من الدول العربية وضمنها مصر، فيطالب المعنيين «بحماية صناعة الدراما الوطنية من خلال منع كل الشركات غير اللبنانية من العمل في لبنان إلا عن طريق شركة لبنانيّة».