أكثر من 40 مسلسلاً (30 دراما اجتماعية، و6 كوميديا، و4 بيئة شامية) أعلن عنها القطاع الخاص في سورية، ولكن مع ذلك لم ينطلق تصوير أي منها حتى الآن، في ظل الترقب والحذر الذي تنتهجه شركات الإنتاج غير التابعة للدولة، ما أفسح المجال ل «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» في التفرد بالساحة الدرامية. فبعدما أنجزت المسلسل الكوميدي «أنت هنا» للمخرج علي ديوب والكاتب شادي دويعر، انطلق تصوير المسلسل الاجتماعي «المفتاح» للكاتب خالد خليفة والمخرج هشام شربتجي. «الحياة» تواجدت في موقع تصوير المسلسل الذي يعالج قضايا الفساد الاجتماعي والاقتصادي وبعض القضايا الاجتماعية الأخرى، وحاورت بعض نجومه. بطل العمل باسم ياخور أكّد أن الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والعربية عن كون مسلسل «المفتاح» فكرته، وأن خليفة كتب السيناريو فقط، ليست دقيقة، وأضاف: «مساهمتي في الفكرة كانت بسيطة جداً، من خلال اقتراح أساس الشخصية التي أجسدها والمقولة التي نريد أن نقدمها. لكنّ النص وخطوطه العامة وأفكاره وطروحاته من توقيع خالد خليفة، خصوصاً أن الفكرة تعتمد على تفاصيل حقوقية وطريقة التعامل مع القوانين وما بين سطورها، وانطلاقاً من مهنة الكاتب السابقة (محاماة)، ساهم ذلك في أن يظهر النص في شكل استثنائي، متضمناً الكثير من التفاصيل الاحترافية، ليس فقط في مجال الكتابة ولكن أيضاً في المجالات القانونية والحقوقية». وعن شخصية «مسعود» التي يجسدها ياخور في المسلسل، قال: «أجسد دور طالب حقوق يتخلى عن دراسته، ويعمل في تعقيب المعاملات، ويُصادف سلسلة من التحولات والتدرجات في حياته، إذ يشغل منصباً سياسياً كبيراً، بعد أن يكوّن ثروة ضخمة. هذا التحول يأتي نتيجة فهمه لبنية القوانين وثغراتها، وهو لا يعمل أبداً بطريقة غير مشروعة، بل بطريقة مشروعة ولكن غير أخلاقية، وهو صاحب مفهوم في العمل يقول أن ليس كل ما هو قانوني أخلاقي، وليس كل ما هو غير قانوني غير أخلاقي. تمرد الفنان خالد القيش اعتبر أن «طروحات العمل مهمة وضرورية في هذه الفترة، بخاصة أن النص على مقدار كبير من الجودة والاحتراف». وعن دوره في العمل قال: «أجسد شخصية المحامي الذي يشعر أن مهنته لا تلبي طموحاته، ولا ترضي غروره، فيتطوع في الشرطة، ويعمل كضابط في الأمن الجنائي، وتسير الشخصية في خطين الأول مهني يتعلق بقضايا الفساد، والثاني عائلي يتعلق بالزواج ورفض والدته لارتباطه بامرأة أكبر منه». وأبدت الفنانة ديمة الجندي سعادتها بالوقوف للمرة الأولى أمام كاميرا المخرج هشام شربتجي، وأكّدت أن المخرج، وأهمية النص وطريقة معالجته، قادتها للمشاركة في العمل. أما عن الشخصية التي تجسدها فقالت: «ألعب دور «ميساء»، وهي امرأة متزوجة، تعيش بطريقة رتيبة، وفجأة تكتشف أن هذا الوضع لا يناسبها، فتتمرد على حياتها، وتتجه للكتابة، مغيرةً حياتها في شكل جذري». النجمة الشابة ديمة قندلفت والتي تشارك المخرج شربتجي في هذا العمل للمرة الثالثة بعد «رياح الخماسين» و «جرن الشاويش» وصفت العمل ب «المميز»، وأثنت على خطوطه، واعتبرتها متكاملة، كما أثنت «على الشخصيات المكتوبة بعناية فائقة وبطريقة احترافية». وأضافت: «أجسد شخصية «لينا»، الشابة التي تترك حبيبها في سورية بعد تعذر زواجها منه بسبب الكثير من الظروف القاسية والصعبة، وتتزوج بآخر وتسافر معه إلى الولاياتالمتحدة، لكنها تصطدم بالواقع هناك وتعاني من تصرفات زوجها، لتقرر في النهاية تركه والعودة إلى بلدها بحثاً عن حبها الضائع، لكنها تفشل في استعادته، فتعتزل الحياة». وأوضح الكاتب خالد خليفة أن «العمل يدور حول شخصيتين أساسيتين، هما المحامي والخبير القانوني، يعرفان القوانين وثغراتها في شكل جيد، ما يمكنهما من تجاوزها والالتفاف عليها، إذ يهتمان بحرفية القوانين ويهملان الجوهر، فيعبران الأبواب بخاصة أنهما على دراية تامة بالمفاتيح». وأشار إلى «أن العمل ينطوي على طروحات جريئة لمختلف أشكال الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإنساني»، مؤكداً «أن كل نوع من أنواع الفساد يؤدي إلى الآخر، كما يناقش القلق الذي يحكم علاقاتنا الإنسانية في ظل تطورات العصر ومتغيراته». ولخّص خليفة فكرة العمل بقوله: «يحاول أن يعطينا صدمة حياتية، عبر مناقشة البديهيات التي اعتدنا أن تكون منتهية، لكننا عبر تطور الأحداث نجد أنها ليست كذلك، فبعد أن يبني البطلان إمبراطورية ضخمة، يكتشفان أنهما وحيدان، وغير سعيدين». سم الأفعى أما المخرج هشام شربتجي، الملقب ب «شيخ الكار في سورية» والذي أخرج أول أجزاء مسلسل «مرايا» في عام 1984، ويعد من أقدم المخرجين السوريين، فوصف العمل بأنه «من المسلسلات الدرامية ذات الشكل الفني الخاص. فعدد الشخصيات يزيد على 250 شخصية، ومواقع التصوير كثيرة جداً، فضلاً عن امتداد تاريخ العمل لما يزيد على عشر سنوات، مما يشكل عبئاً إضافياً على كافة المستويات، لكن تعاون المؤسسة ساهم في تخطي مختلف العقبات». واعتبر أن العمل يقدم نماذج مختلفة من الشعب السوري، ضمن إطار الموضوع الأساس وهو الفساد، وأضاف: «نحاول أن نسلط الضوء على آليات الفساد، وطريقة تفكيك هذه الآليات، للعبور إلى مستقبل أفضل، فالنص مثل سم الأفعى تحت بند الفساد، لكنني سأحاول أن استخدمه كترياق لاستئصال المرض». شربتجي يعود للدراما السورية بعد غياب 5 سنوات عمل فيها خارج سورية والعمل الذي يخرجه، بدأ تصويره قبل شهر في مناطق مختلفة من دمشق، ويشارك في بطولته مجموعة من الفنانين السوريين، منهم باسم ياخور، ديمة الجندي، ديمة قندلفت، سلمى المصري، شكران مرتجى، قمر خلف، خالد القيش، محمد حداقي، أمل عرفة، عبدالمنعم عمايري، فايز قزق، محمد خير الجراح، جرجس جبارة، عبدالحكيم قطيفان، سليم كلاس، ربى المأمون، أحمد الأحمد، وآخرون.