رفض الفنان الفلسطيني عمر سعد، ابن بلدة المغار في الجليل المحتل (داخل الخط الأخضر)، الخدمة العسكرية في دولة المحتل، بعد تسلمه طلباً من قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة الالتزام بالخدمة الإجبارية في صفوف هذا الجيش. عمر سعد، العازف المتميز في «أوركسترا فلسطين للشباب» التابعة للمعهد الوطني للموسيقى، أصدر بياناً يوضح فيه موقفه، تحت عنوان «رفض المثول للتجنيد الإجباري». وقال في البيان: «تسلّمت أمراً بالمثول في مكاتب التجنيد في 31 من الشهر الجاري، لإجراء الفحوص بحسب قانون التجنيد الإجباري، لكنني أرفض ذلك، لمعارضتي قانون التجنيد المفروض على طائفتي الدرزية». وأضاف: «أرفض لأني رجل سلام وأكره العنف بكل أشكاله، وأعتقد أن المؤسسة العسكرية هي قمة العنف الجسدي والنفسي، ومنذ تسلّمي طلب المثول لإجراء الفحوص، تغيَّرتْ حياتي، ازدادت عصبيتي وتَشتُّت تفكيري، تذكّرتُ آلاف الصور القاسية، ولم أتخيَّل نفسي مرتدياً الملابس العسكرية ومشاركاً في قمع شعبي الفلسطيني ومحاربة إخواني العرب». وتابع: «أنا موسيقي أعزف على آلة الفيولا، لديّ أصدقاء موسيقيون من رام الله وأريحا والقدس والخليل ونابلس وجنين وشفا عمرو وعيلبون، إضافة إلى روما وأثينا وعمّان وبيروت ودمشق وأوسلو... جميعنا يعزف للحرية، للإنسانية وللسلام، سلاحنا الموسيقى ولن يكون لنا سلاح آخر». وزاد سعد: «أنا من طائفة ظُلمَت بقانون ظالم، فكيف يمكن أن نحارب أقرباءنا في فلسطين وسورية والأردن ولبنان؟ كيف أحمل السلاح ضد إخوتي وأبناء شعبي في فلسطين؟ كيف يمكن أن أكون جندياً على حاجز قلنديا أو أي حاجز احتلاليّ آخر وأنا مَن جرّب ظلم الحواجز؟ كيف أمنع ابن رام الله من زيارة القدس مدينته؟ كيف أحرس جدار الفصل العنصري؟ كيف أكون سجَّاناً لأبناء شعبي وأنا أعرف أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية؟». وأضاف عازف «الفيولا» الفلسطيني الشاب: «خَدَم العديد من شبابنا في الجيش تنفيذاً لقانون التجنيد الإجباري، فماذا حصّلنا؟ التمييز في جميع المجالات، قرانا أفقر القرى، صودرت أراضينا، لا خرائط هيكلية، لا مناطق صناعية... نسبة خرِّيجي الجامعات من قرانا من أدنى النسب في المنطقة، نسبة البطالة في قرانا من أعلى النسب... لقد أَبْعَدَنا هذا القانون عن امتدادنا العربي». وختم بنبرة تحدٍّ لجيش الاحتلال وقياداته: «هذه السنة سأُكمِل تعليمي الثانوي، وأطمح إلى إكمال تعليمي الجامعي... أنا متأكد أنكم ستحاولون ثَنْيِي عن طموحي الإنساني، لكنني أعلنها بأعلى صوتي: أنا عُمر زهر الدين محمد سعد، لن أكون وقوداً لنارِ حربِكم، ولن أكون جندياً في جيشكم».