لطالما استمعنا دائماً في بداية برامجنا الإعلامية - كما في ختامها - إلى السلام الملكي السعودي استماعاً مؤثراً في أعماقنا، وطربنا كثيراً للأناشيد الوطنية وألحانها الخالدة على يد فرق موسيقى القوات المسلحة في المناسبات الوطنية المختلفة، كتعبيرات فنية تختزن الكثير من الأحداث الوطنية المجيدة في مقطوعاتها الموسيقية، ومع كل ذلك قد لا يخطر على بالنا تلك الجهود الخفية، والجنود المجهولون الذين كانوا وراء ذلك الإبداع العظيم للموسيقى العسكرية السعودية لعقود طويلة.. هذا الإحساس دفعني برغبة قوية للكشف عن العلاقة بين حبنا لتلك الموسيقى العذبة في السلام الملكي السعودي والأناشيد الوطنية، والبحث عن منبع تلك الموسيقى وما يتصل بها من مبدعين كبار ومعاهد عريقة أسست لذلك النمط الوطني الخاص بموسيقانا العسكرية. غمرتني مشاعر ملتبسة بهذا الإحساس، حين مرت السيارة ببطء في الطريق المقابل لشارع الوشم وسط مدينة الرياض، ثم توقفت أمام مبنى (معهد موسيقى القوات المسلحة).. أخيراً شعرت بمزيج من الرغبة والرهبة وأنا أدلف بوابة المعهد، الذي أوحى لي بانطباع حميم، عن معنى القوة والرقة في طبيعة الموسيقى العسكرية. تلك الموسيقى التي تجعلنا نستشعر القوة في أحاسيسنا الوطنية، بمعزل عن الاهتمام - عادة - بكل أولئك الذين أنجبهم ذلك الصرح الوطني والفني طوال العقود الماضية. كنت أستجيب لشعور عميق بالامتنان وأنا استعد لتلك الزيارة بحثاً عن الكثير من الإجابات وراء ذلك الصرح الكبير عبر الحوار والتحقيق والسؤال عن مبدعين، وضباط وفنانين وإداريين تخرجوا منه وأثروا الموسيقى العسكرية بالعديد من الألحان والمارشات ومعزوفات السلام الوطني وغيرها من إبداعات معهد الموسيقى العسكرية بالرياض. ولم يخب ظني حين رأيت أثناء مروري وتجوالي في أروقة المعهد، لوحة كتبت عليها أسماء الضباط الذين تولوا قيادة المعهد من تاريخ تأسيسه كمدرسة للموسيقى ومن ثم تحول إلى معهد كلافتة ولاء وعرفان إلى جهودهم التي بذلوها في هذا الصرح الوطني. عزف جهوري في البداية لم أكن أتوقع سهولة الإجراءات الإدارية في مثل هذا التحقيق، فقد كانت التجربة جديدة بالنسبة لي وغريبة نوعاً ما، لا سيما من طرفي كسيدة سعودية تزور منشأة عسكرية لأول مرة، لكن لحسن الحظ كان استقبالي في غاية السهولة واللطف، وبطريقة منظمة حينما رحب بي ضباط المعهد وعلى رأسهم سعادة العميد (صالح بن محمد العرف) مدير إدارة موسيقات القوات المسلحة، ثم بدأنا الجولة حسب توجيهات العميد صالح بن محمد العرف بالدخول إلى قاعة العزف للفرقة الخاصة، كانت القاعة أشبه بفصل دراسي كبير، في إحدى جهاته سبورة لتدوين النوتات الموسيقية، تقابلها مدرجات عريضة يجلس عليها أعضاء الفرقة بحسب صفوفهم وآلاتهم الموسيقية، من نحاس، أو ريش، أو قرب أو إيقاع ويرتدون زياً واحداً وعندما بدأت الفرقة بعزف إحدى المقطوعات الوطنية أحسست حينها بحماس نبيل أثارته تلك الموسيقى ليس عبر الأسلوب الجميل في العزف فحسب بل من زحام الأصوات الموسيقية المتعددة والمعبرة جميعها في أداء لحن واحد ففي مثل هكذا موسيقى لا تستمتع باللحن فقط، وإنما كذلك بالفخامة التي تجسدها تلك الآلات التي تثير حماساً وطنياً حقيقياً.. "الموسيقى العسكرية مبنية على دراسة منهجية قراءة وعزفاً متزامنة مع بعضها، بحيث يستطيع الفني العسكري أن يعزف أي مقطوعة بقراءتها، وآلات الموسيقى العسكرية جهورة وخصوصاً عندما يكون العزف في الأماكن المفتوحة مثل آلات النفخ، وهي آلات نحاسية، وريش. ولا تعزف الموسيقى العسكرية على الآلات الوترية مثل الكمان والعود والقانون". استمعت في صمت إلى حديث العميد (صالح بن محمد العرف)، وهو يجيب على سؤالي حول طبيعة الموسيقى العسكرية.. ثم واصل العميد (العرف) حديثه عن سؤالي بخصوص شروط التقدم للدراسة في المعهد مجيباً: "هناك شروط عسكرية للتقدم مثل باقي المعاهد والكليات العسكرية كالطول، والوزن واللياقة الصحية، وعدم تعاطي المخدرات، بالإضافة إلى بعض الشروط الفنية الخاصة كفحص الأسنان واليدين وشكل الفم وصحة الرئتين ولياقة بدنية تمكن المتقدم من حمل آلة وزنها 4كلجم مثلاً". كان العميد صالح العرف يشرح لي بعض أنواع ومناسبات عزف الموسيقى العسكرية في مكتبه وبحضور المقدم عدنان بن حسين أبو سليمان مساعد قائد معهد موسيقى القوات المسلحة حين استأنف حديثه: "هناك بداية السلام الملكي الوطني، وهناك سلام العلم عند دخول العرض أو مكان الاحتفال وهناك مقطوعات عسكرية تعزف بحسب الرتب العسكرية. فمعزوفة سلام رتبة الفريق تختلف عن معزوفة سلام اللواء في المناسبات الرسمية، أما المارشات العسكرية فهي من تأليف مجموعة من الفنيين العسكريين القدماء من الموهوبين وذوي الآذان الموسيقية، يقومون بتأليفها تحت إشراف إدارة موسيقات القوات المسلحة وقيادة المعهد حيث تتم معالجات فنية للمارشات، لتجنب الأخطاء ثم يحمل كل مارش اسم صاحبه، وعنوانه كمارش (الريس، فتوح مكة، الصقور)، وأحياناً هناك مارشات تتألف من موسيقى بعض الأغاني الوطنية يتم تدريب الطلاب على عزفها مثل المارش المقتبس من أغنية (فوق هام السحب)". ثم تحدث العميد صالح العرف عن بعض نشاطات معهد الموسيقى قائلاً: "تنعقد بصفة شبه سنوية مسابقات في الموسيقى العسكرية في جميع دول العالم، والمعهد حريص على المشاركة الفعالة، وقد أحرز مراكز متقدمة في بعض الدول الشقيقة، وعلى صعيد المشاركات المحلية يساند المعهد فرق الحرس الوطني ويشارك في استعراضات الخيل والمناسبات الرياضية وخصوصاً دوري القوات المسلحة". بدايات الموسيقى العسكرية هكذا شدني حديث العميد صالح العرف عن الموسيقى العسكرية ودور المعهد فيها إلى البحث عن المزيد من المعلومات والتفاصيل عن هذا المعهد الوطني، ودوره، وتاريخه. ذلك أن الحديث عن معهد الموسيقى العسكرية الذي تم إنشاؤه بأمر من صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز - رحمه الله -، يستدعي الكثير من التفاصيل المتعلقة بنشأة الفرقة العسكرية السعودية الأولى التي تعتبر من أقدم العناصر العسكرية في القوات المسلحة. وكانت في بداياتها تتكون من عدد قليل (عازفي إيقاع، قارعي الطبول، ونافخي أبواق) والتي عرفت باسم (فصيل الدمّام) وهو اسم مشتق من نقرة الطبلة الكبيرة (الدّم). وحين عادت القوات السعودية من فلسطين في العام 1369ه، رافقتها فرقة موسيقية نحاسية - تم التعاقد معها فيما بعد - برعاية صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز رحمه الله وزير الدفاع والطيران آنذاك. كان أول عزف للسلام الملكي السعودي بعد تجميع فصائل الدمّام من العديد من مناطق المملكة، وتوحيدها تحت اسم (الفرقة السعودية الأولى) في العام 1369ه وتم تدشين العزف الأول للسلام الملكي السعودي من خلال استعراضات عسكرية منظمة صاحبها عزف آخر للعديد من السلامات الدولية في مناسبات استقبال ضيوف المملكة من مختلف الدول. في ذلك الزمان تسارعت خطى الانخراط في العالم الحديث والتفاعل مع كل التطورات الجديدة في مجال الموسيقى العسكرية كفن يعبر عن روح الانضباط والحماس ويشد الجنود بإيقاعاته المنتظمة إلى حالة معنوية عالية في عمل القوات العسكرية، ومن ثم تم تأسيس وافتتاح أول مدرسة للموسيقى العسكرية السعودية تحت عنوان (مدرسة موسيقى الجيش) في العام 1372ه بمدينة الطائف وأقيمت الدورات للراغبين وتم التعاقد مع مدربين وفنيين من الدول الشقيقة والصديقة، كما صاحب ذلك بعثات فنية للتدريب في العديد من تلك الدول، لاسيما (مصر) التي كان الضابط الأول ل (مدرسة موسيقى الجيش) من مبتعثي الدراسة فيها. ومن هذه المدرسة الأولى للموسيقى العسكرية بالمملكة، تكونت فرقة (موسيقى الحرس الملكي) وفرقة (كلية الملك عبد العزيز الحربية) والعديد من فرق الموسيقى العسكرية الأخرى. في العام 1383ه تم تشكيل إدارة خاصة بالموسيقى العسكرية، تعبيراً عن المزيد من الحاجة إلى تأسيس جهاز إداري يتفرغ لأعمال الموسيقى العسكرية وما يتصل بها من مهام وقدرات وخبرات فنية؛ فقامت (إدارة موسيقات الجيش العربي السعودي) للاضطلاع بهذا الأمر كمركز رئيسي بالرياض، وذلك بعد أن تم نقل (مدرسة موسيقى الجيش) من الطائف إلى الرياض في نفس العام. ومع توسع فنون الموسيقى العسكرية، وتطور أنماطها، والحاجة المتجددة إلى التحديث في الموسيقي العسكرية، ومواكبة مستجداته في العالم شهد النصف الثاني من العام 1393ه إنشاء (معهد موسيقى القوات المسلحة) بالرياض، خلفا ل (مدرسة موسيقى الجيش بالطائف) تحت إشراف (إدارة موسيقات القوات المسلحة): بكل فروعها: (برية، جوية، بحرية، دفاع جوي) في جميع أنحاء المملكة. وكانت (إدارة موسيقات القوات المسلحة) هي البديل الأكثر تقدماً ل (إدارة موسيقات الجيش العربي السعودي). ومن (إدارة موسيقات القوات المسلحة) انبثقت إبداعات الفرق العسكرية السعودية المختلفة في المناطق، والكليات والمعاهد العسكرية. وكانت هذه الإدارة تشرف بأساليب فنية متوازنة على تدريب الكوادر الفنية من أفراد الفرق المتعددة، وعزف السلامات الدولية والمارشات العسكرية، وما يتصل بذلك من تطوير مناهج سنوية للتدريب الراقي، والبرمجة الفنية لكافة الفرق الموسيقية بالمملكة تمثلت في: تشكيل فرق موسيقية حسب التوازن الفني، تدريب كوادر فنية على عزف الأناشيد الوطنية والمارشات العسكرية والسلامات الدولية، إجراء اختبارات ترقية فنية للموسيقيين وتأهيلهم عبر دورات متقدمة في تخصصاتهم المختلفة. ومن أهم فرق (معهد موسيقى القوات المسلحة): الفرقة الموسيقية الخاصة للقوات المسلحة، و(الفرقة الموسيقية ب).. ومن مهام الفرقتين: عزف السلام الوطني، والسلامات الوطنية للدول الأخرى التي يحل رؤساؤها ضيوفاً على المملكة، بالإضافة إلى المشاركة في المهرجانات الوطنية والدولية، والقيام بمهام الإسناد الفني لجميع فرق الموسيقى العسكرية بالمملكة. وهناك بعض الأسس التي يقوم عليها اختيار المرشحين للانضمام إلى دورات المعهد روعي فيها الحد الأدنى من الثقافة العامة، كشهادة إتمام الدراسة بالمرحلة المتوسطة وشهادة الثانوية العامة، وذلك لتحقيق الفائدة المنشودة من التدريب الموسيقي لكل دورة من هذه الدورات الآتية التي يعقدها معهد موسيقى القوات المسلحة باستمرار.. وهي: الدورة التأسيسية موسيقى ضباط (للضباط). الدورات التمهيدية للطلبة الموسيقيين (مستجدين) لجميع التخصصات. الدورة التمهيدية للجنود الموسيقيين (جنود) لجميع التخصصات. الدورة التأسيسية لضباط الصف الموسيقيين لجميع التخصصات. الدورة المتقدمة لضباط الصف الموسيقيين لجميع التخصصات. دورة إعداد المدربين لجميع التخصصات (لمدربي الفرق الموسيقية ). الدورة التأسيسية معمري الآلات. الدورة المتقدمة معمري الآلات. دورة بروقي. كيان متكامل ومنظم وعبر هذا التكثيف العميق والاهتمام بجدوى الموسيقى العسكرية الوطنية، تحول معهد الموسيقى العسكرية، إلى كيان متكامل وهيئة منظمة تتعدد فيها فروع الموسيقى العسكرية ضمن برنامج تطويري متجدد احتوى على الكثير من المهام. منها تخريج عازفين دارسين لقراءة النوتة الموسيقية، تزويد فرق موسيقى القوات المسلحة بكل فروعها (برية، جوية، بحرية، دفاع جوي)، إعداد معلمي الموسيقى العسكرية من الدارسين من بين الشباب السعودي، وتدريب منسوبي الموسيقى في الحرس الوطني. هذا بالإضافة إلى تأسيس مناهج متقدمة في الاهتمام بالإعداد الموسيقي لأفراد القوات المسلحة برعاية مواهبهم علمياً وفنياً من خلال دورات مبرمجة طبقاً لبرنامج مدروس عبر تدرج وظيفي من فرد عادي (عازف) إلى ضابط فني موسيقي (قائد فرقة موسيقية) ومن ضمن هذه المناهج: دورات متقدمة تتجاوز التدريب الأساسي إلى تدريب عال ومركز ومدعم بمراجع فنية لكل فرع من فروع فن الموسيقى العسكرية يجسد جودة المستوى ودقة المحتوى تؤهل المنتظمين في الفرق الموسيقية العسكرية السعودية من مواكبة زملائهم في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية الشقيقة والاستفادة من أحدث النظم الفنية للموسيقى العسكرية في العالم، ولهذه الجهود العظيمة في مجال الموسيقى العسكرية للقوات المسلحة السعودية؛ أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماماً بالغاً بالموسيقى العسكرية ومتابعة حثيثة من سمو ولي العهد الأمين بإنشاء مقر للمعهد مزود بأعلى نظم الأداء الفني ومجهز بكافة آليات التطوير وأجهزة الموسيقى العسكرية الحديثة والتجهيزات الفنية المتقدمة لخدمة هذا التخصص بمدينة الطائف تخليداً لذكرى أول نواة للموسيقى العسكرية في المملكة ومن أجل ضمان تطوير الموسيقات العسكرية لتواكب التطور الشامل الذي تشهده مملكتنا الحبيبة، حيث تم الاعتماد على أبناء هذا الوطن في هذا المجال، وجلب مستشارين بتوجيهات سامية لهذا الغرض. أحسست - في نهاية الزيارة - بشعور من التناغم بين طبيعة أداء هذا المعهد في فن الموسيقى، وبين منسوبيه بكافة تخصصاتهم ورتبهم، وعلى رأسهم العميد (صالح بن محمد العرف) مدير إدارة موسيقات القوات المسلحة، والمشرف على المعهد. الذي ذلل بدماثة خلقه ولطفه واحترامه الكثير من الصعاب والحواجز من أجل إنجاز هذا التحقيق وكم هو رائع أن يتجسد الإحساس النبيل بالموسيقى الوطنية في نفوس عازفيها. فقد لمست ذلك واضحاً في حديث منسوب المعهد (محمد عمر الزهراني) من (دورة إعداد المدربين) عن رغبته في حب وتعلم الموسيقى قائلاً: "أعزف على آلة الأكلارنيت وهي آلة غربية، وبعدها أخذت دورة تأسيسية.. من ثم دورة متقدمة.. الموسيقى بحر لا ينضب والإنسان كلما تعلم يكتشف دائماً الجديد فيها". أما عازف الفلوت (عبد الله سعد الشمراني) فقد قال معبراً عن سعادته في هذا المعهد: "منذ بدايتي التعليمية كنت أتمنى الالتحاق بالمعهد، والفرقة الموسيقية العسكرية أصبحت فرقة اجتماعية تجدها في كل الاحتفالات الرسمية بالمملكة سواء أكانت رسمية، أو رياضية، أو مناسبات كالأعياد". دورات وبعثات أثناء الجولة كانت هناك ورشة فنية تقوم بإصلاح الأعطال الجسيمة في الآلات الموسيقية على أيدي فنيين عسكريين مهرة توزعوا على أربعة أقسام: قسم إصلاح آلات الريش، وقسم لإصلاح آلات النحاس والأبواق، وآخر لإصلاح آلات الطبول، والأخير لإصلاح آلات الوتريات والبيانو. كما مررنا أثناء الجولة بمطبخ خاص بخدمة طلاب المعهد الذين يقيمون فيه للدراسة مجهزاً بكل ما يلزم من إعداد الوجبات اليومية، ويحتوي على العديد من الأفران وتتصل به صالة طعام تكفي لأكثر من مئة طالب. عرفت حينها - عندما رأيت طبيب المعهد في العيادة الطبية التي مررنا بها - معنى كل هذه الجهود المتكاملة وتوفيرها لخدمة طلاب معهد موسيقى القوات المسلحة بالرياض، فحين تقوم حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وتولي اهتمامها ورعايتها لمثل هذه المواهب الفنية سنشعر بمدى عمق الألحان العذبة في أناشيدنا الوطنية والسلام الملكي ومارشات الحماسة العسكرية لقواتنا المسلحة. ذلك أن الإبداع الموسيقي لا يمكن أن يزدهر إلا في ظل رعاية فنية متكاملة، وتطوير ومواكبة حية لفن الموسيقى العسكرية في العالم، وما يرتبط بذلك من بعثات ودورات، وأجهزة. وكوادر موهوبة وشباب طامحين وكل ذلك كان مجسداً في هذا المعهد العريق.