بثوان قصيرة (20 ثانية) اعلن الصحافي اللبناني فداء عيتاني انه بخير. هذا ما بثه فيديو قصير على صفحة "لواء عاصفة الشمال" في منطقة اعزاز، حيث لا يزال محتجزاً قيد الاقامة الجبرية، كما قال. عيتاني الذي بدا بصحة جيدة تحدث من امام بناء مؤلف من طبقة واحدة مدّون على أحد جدرانه بخط اسود "لواء عاصفة الشمال"، في منطقة مزنرة بسواتر رملية. اضيف الفيديو على مجموعة كبيرة من صور الصحافي، التي توزعت منذ أمس السبت على معظم صفحات "الفايسبوك"، مبتسماً او ممسكاً سيجارته او جالساً مع مجموعة من "الثوار السوريين". هكذا صارت مساحته، مستعاداً بالصور، وبالكلمات الكثيرة والبيانات التي تشجب احتجازه. عيتاني دخل"دائرة الضوء"، منذ إعلان خبر احتجازه صباح اليوم السبت، منذ ان كان تتبعه وتقصي أخبار حركته في مناطق النزاع والمدن التي تشهد اقتتالاً، أشبه بعمل يومي، وأمست قصصه منقولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شكل لافت، لا سيما أن عمله لمصلحة قنوات تلفزيونية، وتصويره مواقع الاشتعال في اكثر من مدينة سورية ونقل مشاهداته واجراء مقابلات مع جنود وناشطين معارضين، مكّنه من حصد جمهور "يريد ان يعرف أكثر" عن الحدث السوري. الدكتورة هديل مرعي، التي خصصت صفحة على موقع "فايسبوك" للتوقيع على بيان "ادانة" والمطالبة بالافراج عنه، تقول في اتصال مع "الحياة" ان "كل الرسائل الداخلية في سورية تشجب ما قامت به مجموعة اعزاز، وتحديداً فوج "عاصفة الشمال"، الذي يبدو انه اقترف سابقاً تجاوزات عدة لا تشرّف الثورة السورية"، موضحة: " لا يمكن ظلم الثورة السورية كلها واناطتها بهذه المجموعة وما قامت به، هناك مثقفون وناس شرفاء وراء هذه الثورة التي قامت من اجل الحق والحرية وليس الاحتجاز وحجر الحريات"، مشيرة الى ان "على الجيش الحر ان يوحد صفوفه من اجل ضبط هذه المخالفات التي تسيء الى الثورة واهلها". ولمحت مرعي الى "ضلوع" يد من النظام باحتجاز عيتاني. ولم يكد خبر احتجاز عيتاني يشيع حتى تدفقت التعليقات بشكل "جارف" على جدران "الفايسبوك" وتغريدات "تويتر"، منهم من استنكر ومنهم ما دان "بشدة" وانتقد تصرف الثوار. وقد وجه الياس سعيد على صفحة "لواء عاصفة الشمال" في تنسيقية اعزاز، بعد نشرها صورة لعيتاني محتجزاً ووراءه تلفزيون يبث صوراً من قناة "ال بي سي" التي يتعاون معها الصحافي اللبناني، انه: "عندما قام السفاح بمجزرة القصف في اعزاز قام الصحافيون والكتاب بالتصدي لها اعلامياً، وعندما انطلقت الثورة السورية من أجل الحرية لم تنطلق لتستبدل طرابيش القمع بأخرى. وكتب أن هذا التصرف بحق فداء عيتاني تصرف "أرعن لا يمت لا للحرية ولا للثورة بصلة... ومن يحارب الطغيان وتكميم الأفواه لا يقوم بمثيلها، بل هذه التصرفات تشويه للثورة والثوار والأهداف. النظام السوري حين يعتقل ويقتل صحافيين وناشطين اعلاميين يضع بعض مؤيديه مبررات وبعضهم يصمت عن الجرائم لكن أن يصدر بيان عن لواء "عاصفة الشمال" يبرر توقيف عيتاني يبقى أمراً غريباً عن أخلاق الثورة". عروى نيربية (مخرج) طالب ب"اطلاق سراح فداء عيتاني فوراً"، داعياً الى "تحرك فوري لا من أجل اطلاق سراح الصحافي المحتجز فحسب، بل أيضاً "لمنع تكرار مثل هذه الحوادث غير المسؤولة والمخجلة، أي عار هو هذا يا ثوار حلب؟ أي عار! أي عار! من يفعل هذا لا يؤتمن على شيء حتى يؤتمن على وطن. أول سلطة تحوزون عليها تجعل منكم مستبدين تعسفيين". وكان لواء عاصفة الشمال أصدر بياناً اكد فيه ان عيتاني موجود لديهم لأسباب "امنية" تتعلق ببعض المعلومات حول تحركات الصحافي في حلب وريفها وحفاظاً على "امن الثورة". لمشاهدة الفيديو انقر على هذا الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=OcJnlcGtNnw&feature=plcp