واصل أكثر من ثلاثة ملايين حاج أداء مناسك حجهم أمس (الجمعة) في يسر وسلاسة، بعد وصولهم بسلام من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى. وقالت السلطات السعودية إنها لم ترصد أي تدافع عند منشأة الجمرات، حيث أدى الحجيج نسك رمي جمرة العقبة، وشهد المرور وانتقال المشاة انسياباً سلساً بالنسبة إلى الحجاج الذين ذهبوا إلى بيت الله الحرام في مكةالمكرمة لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة ونحر الهدي على من عليه هدي من الحجاج. وتواصل تكامل منظومة الخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى وفود ضيوف الرحمن. (للمزيد) وأعلنت السعودية أمس أن عدد الحجاج بلغ هذا العام 3.1 مليون حاج، 1.4 مليون من داخل السعودية، و1.7 قدموا من الخارج. وبدأ يوم الحجاج أمس بقدومهم رجالاً وركباناً من مشعر المزدلفة، وانطلقوا مهللين ملبين إلى رمي جمرة العقبة، في نطاق خطة تفويج محكمة عبر الطبقات الأربع التي تتكون منها منشأة الجمرات. وأعلنت شركة المياه الوطنية السعودية أمس أنها ضخت خلال الأيام الأربعة الماضية أكثر من مليون متر مكعب من المياه في شبكة المشاعر المقدسة، استهلك منها الحجاج 315 ألفاً. وقالت وزارة الصحة السعودية إن 294 ألف حاج راجعوا مستشفياتها ومراكزها الصحية في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة حتى أمس. وذكرت أن عدد الحجاج المنومين بمستشفياتها في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة حتى أول أيام عيد الأضحى يبلغ 1056 مريضاً. وأضافت أن عدد حالات الإرهاق الحراري لم يتجاوز 29 حالة. وتوقع البنك الإسلامي أن يحقق هذا العام رقماً قياسياً قد يتجاوز ما حققه العام الماضي البالغ 1.4 مليون رأس من الأغنام، لاكتمال منشأة المجازر، وتزايد إقبال الحجاج على تنفيذ الهدي والفدي عبره بطريقة منظمة ومفيدة للمسلمين في أنحاء العالم كافة، وسط استعدادات مكثفة من البنك الإسلامي الذي نفذ في يوم عرفة تجربة تشغيل للتأكد من جاهزيته. وبدأت المجازر التابعة لمشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي صباح أمس استقبال الحجاج الذي سيكملون مناسكهم بذبح الأضاحي والهدي والفدي، تقرباً لله تعالى وسط استعدادات قام بها المشروع الذي يشرف عليه البنك الإسلامي للتنمية. واستقبل المشروع الذي انطلق في حج عام 1403ه حتى حج العام الماضي أكثر من 16 مليون ذبيحة بإشراف مباشر من البنك الإسلامي للتنمية الذي أوكلت إليه مهمة الإشراف على المشروع، فيما نفذ العام الماضي ذبح نحو 1.4 مليون رأس من الأغنام. وقال المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أمس: «إن الافتراش أذى للحجاج، وهو من الضرر الذي يجب الابتعاد عنه». ونصح حجاج بيت الله الحرام بأن يتقوا الله في جميع أعمالهم ويراعوا أداء المناسك بكل خشوع وطمأنينة وأن يعطوا الطريق حقها، وينبغي إفساح الطريق وكف الأذى لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم والجلوس على الطرقات، فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها؛ غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر». وعلق المفتى العام للمملكة، في تصريح إلى وكالة الأنباء السعودية، على من يمارس الافتراش أنه من الإيذاء، وهو من الإيذاء المتعدي للغير والضرر، ومن الواجب الابتعاد عن ممارسة مثل هذا السلوك.