قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمس «إن الفتن تحيط بنا من كل جانب»، ما يتطلب «التوكل على الله، والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن ووحدة وسيادة بلادنا». وأكد أن أعداء الأمة «لا هدف لهم غير الإخلال بأمن بلادنا ووحدتها التي تحققت». وأعرب الملك عبدالله، في كلمة ألقاها أمس في منى، لدى استقباله الأمراء والمفتي العام للمملكة والعلماء والمشايخ وضيوف خادم الحرمين الشريفين من دول مجلس التعاون الخليجي والوزراء وقادة وضباط أمن الحج وأسرة الكشافة المشاركة في الحج، عن تهنئته لرجال القوات المسلحة بقطاعاتها كافة، وشعب السعودية بعيد الأضحى المبارك. وقال «أحمدُ الله الذي سخّر لنا خدمة حجاج بيت الله الحرام، وهو شرف نفخر به، ولا يسعني إلا أن أدعو الله لكم بالعون والسداد». وقال «أيها الإخوة الكرام، إنكم درع هذا الوطن بعد الله، ولا شك بأنكم تعلمون ما تمر به المنطقة في المرحلة الراهنة التي يتربص بها أعداء الأمة بوطنكم، ولا هدف لهم غير الإخلال بأمن بلادنا ووحدته التي تحققت وكافح من أجل وحدتها الملك عبدالعزيز وأجدادكم، يرحمهم الله». وأضاف «إن الفتن تحيط بنا من كل جانب، ولا رادع لها إلا بالتوكل على الله، والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن ووحدة وسيادة بلادنا، لذلك علينا أن نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا. فبارك الله فيكم وأعانكم بنصرٍ من عنده». وواصل أكثر من ثلاثة ملايين حاج أداء مناسك حجهم أمس في يسر وسلاسة، بعد وصولهم بسلام من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى. وقالت السلطات السعودية إنها لم ترصد أي تدافع عند منشأة الجمرات، حيث أدى الحجيج نسك رمي جمرة العقبة. وشهد المرور وانتقال المشاة انسياباً سلساً بالنسبة إلى الحجاج الذين ذهبوا إلى بيت الله الحرام في مكةالمكرمة لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة ونحر الهدي على من عليه هدي من الحجاج. وتواصل تكامل منظومة الخدمات التي تقدمها الحكومة السعودية إلى وفود ضيوف الرحمن الذين بلغ عددهم هذا العام 3.1 مليون حاج، 1.4 مليون من داخل السعودية، و1.7 قدموا من الخارج. وبدأ يوم الحجاج أمس بقدومهم رجالاً وركباناً من مشعر المزدلفة، وانطلقوا مهللين ملبين إلى رمي جمرة العقبة، في نطاق خطة تفويج محكمة عبر الطبقات الأربع التي تتكون منها منشأة الجمرات. وتوقع البنك الإسلامي أن يحقق هذا العام رقماً قياسياً قد يتجاوز ما حققه العام الماضي البالغ 1.4مليون رأس من الأغنام، لاكتمال منشأة المجازر. وتزايد إقبال الحجاج على تنفيذ الهدي والفدي عبره بطريقة منظمة ومفيدة للمسلمين في أنحاء العالم كافة، وسط استعدادات مكثفة من البنك الإسلامي الذي نفذ في يوم عرفة تجربة تشغيل للتأكد من جاهزيته. وبدأت المجازر التابعة لمشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي صباحا باستقبال الحجاج الذي سيكملون مناسكهم بذبح الأضاحي والهدي والفدي. وقال المفتي العام للسعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ: «إن الافتراش أذى للحجاج، وهو من الضرر الذي يجب الابتعاد عنه». ونصح حجاج بيت الله الحرام بأن يتقوا الله في جميع أعمالهم ويراعوا أداء المناسك بكل خشوع وطمأنينة وأن يعطوا الطريق حقها، وينبغي إفساح الطريق وكف الأذى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إياكم والجلوس على الطرقات، فإن أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها، غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر».