الأمير متعب رعى الاحتفال بمرور 20 عاماً على مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي

نيابة عن سمو ولي العهد..

نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رعى صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة مساء امس الحفل الذي اقامه البنك الاسلامي للتنمية بمناسبة مرور (20) عاماص على انشاء مشروع المملكة العربية السعودية للافادة من الهدى والاضاحي وذلك بقاعة الاحتفالات بمقر رابطة العالم الاسلامي بمكة المكرمة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل رئيس البنك الاسلامي للتنمية الدكتور أحمد بن محمد علي وأعضاء لجنة الافادة والمشرف على مكتب مشروع المملكة العربية السعودية للافادة من الهدي والاضاحي عبد الله السبالي.
وبديء الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ثم القى رئيس البنك الاسلامي للتنمية كلمة رحب فيها بسمو وزير الشؤون البلدية والقروية وشكره على رعايته لهذا الحفل.
ونوه بالدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الشؤون البلدية والقروية وسمو وزير الداخلية وسمو امير منطقة مكة المكرمة وللحكومة الرشيدة لاهتمامهم المستمر والرعاية المتواصلة التي ما فتيء يحظى بها مشروع المملكة العربية السعودية للافادة من لحوم الهدي والاضاحي منذ بدئه في موسم حج عام 1403ه
اثر ذلك شاهد سموه والحضور عرضاً مرئياً عن انجازات المشروع منذ افتتاحه عام 1403 ه حتى الآن المتمثلة في الافادة من 9 ملايين و772 الفا و223 رأسا من الاغنام وكذلك الافادة من 117 الفا و888 رأسا من الجمال والابقار علاوة على توزيع 5 ملايين و529 الفا و993 رأسا من الاغنام خارج المملكة الى جانب وصول مجموع ما انفقته حكومة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء مجازر المشروع وتجهيزها الى اكثر من مليار ريال.
عقب ذلك القى معالي وزير الحج الاستاذ اياد بن امين مدني كلمة اشاد فيها بالجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها المشروع في الافادة من لحوم الهدي والاضاحي معربا عن شكره وتقديره لرئيس البنك الإسلامي للتنمية وجميع اعضاء اللجنة والعاملين بالمشروع على ما قدموه من دراسات واعمال للافادة من لحوم الهدي والاضاحي وتوزيعها على الفقراء داخل المملكة وخارجها.
وابان ان هناك تعاون وثيق ومستمر ما بين وزارة الحج والبنك الاسلامي للتنمية لتطوير المشروع وتقديم كل ما من شأنه الاستفادة من الهدي والاضاحي وتوفير اقصى درجات الراحة واليسر لضيوف الرحمن اثناء ادائهم لمناسك الهدي والأضاحي متمنيا للقائمين على المشروع التوفيق والسير قدما لتحقيق المزيد من الاهداف المرجوة من المشروع.
بعد ذلك القى ممثل منظمة الحج والزيارة الايراني سماحة الشيخ محمد علي التسخيري كلمة نوه فيها بما توليه حكومة المملكة العربية السعودية من عناية واهتمام بحجاج بيت الله الحرام وحرصها الدائم في كل عام على تقديم المزيد من الخدمات لوفود الرحمن لتمكينهم من اداء الركن الخامس من اركان الاسلام بكل يسر وسهولة وامان مؤكدا ان ما حققه مشروع الافادة من الهدي والاضاحي منذ افتتاحه حتى الآن يعد قراءة واضحة لما تقدمة المملكة من خدمات لضيوف الرحمن وتمكينهم من اداء مناسكهم في راحة وامان مشيرا الى ان منظمة الحج والزيارة بالجمهورية الاسلامية الايرانية قامت هذا العام بخطوة مهمة تيسر علي الحجاج الايرانيين حيث قامت بجمع قيمة الهدي من الحجاج الايرانيين قبل وصولهم الى المملكة وايداع تلك المبالغ في حساب المشروع بالبنك الاسلامى للتنمية.
إثر ذلك، ألقى نائب رئيس بعثة الحج السنغالية تشيرنو ابراهيم يحيى كلمة احدى الدول المستفيدة من لحوم الهدي والأضاحي اعرب فيها باسمه ونيابة عن الشعب السنغالي عن عظيم شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما تقدمه من دعم ومؤازرة للشعب السنغالي ولجميع شعوب العالم الاسلامي مؤكدا ان هذا الدعم نابع من تمسكها بالعقيدة الاسلامية التي تدعو إلى التكافل والرحمة واللين.
وقال: «في كل عام عقب موسم الحج تصل إلى الجمهورية السنغالية رحلات شحن سعودية محملة بلحوم الهدي والأضاحي لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين» لافتا إلى ان هذه الخطوات المباركة من مشروع الافادة من الهدي والأضاحي تعد دليلا صادقا على عناية المملكة بمناسك الحج وتوزيعها بالطريقة الشرعية الصحيحة.
بعد ذلك ألقى عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج الدكتور اسامة بن فضل البار كلمة تحدث فيها عن بدايات المعهد ودوره في انشاء هذا المشروع المهم، حيث اهتم باحثو المعهد في باكورة نشاطاته البحثية بموضوع الأضاحي وكانوا يسجلون ملاحظاتهم عن المسالخ التي يذبح فيها الهدى والأضاحي والتي ترمى او تدفن او تحرق دون الاستفادة منها لافتا النظر إلى ان مشروع المملكة للافادة من الهدي والأضاحي الذي جنى فقراء المسلمين في 28 دولة واقلية اسلامية حصاده خلال عشرين عاما من الانجاز مشيدا بجهود الجهات الحكومية والقطاع الخاص والباحثين في تنفيذ هذا المشروع.
عقب ذلك القى سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس ادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة قال فيها: «لا يشك مسلم فيما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام والتيسير والتسهيل بما يعينهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وهذا ولله الحمد أمر واضح جلي لا يحتاج إلى دعاية بل واقع يشهد له».
واضاف سماحته قائلاً: «من المعلوم ان الذبح في الحج شعيرة من شعائر الاسلام ومعلوم ان دم المتعة والقران واجب وهذه شعيرة عظيمة وكذلك من المعلوم ان علماء المسلمين يرون انفاق قيمة ذبح الهدى والمتعة والقران غير مجز فان الله جل وعلا أوجب ما تيسر من الهدي وجعل عوض ذلك عند فقده صيام ثلاثة ايام وسبعة اذا رجع» مشيرا إلى ان الهدي والأضاحي شعائر اسلامية يجب المحافظة عليها.
وأبان سماحته ان تكاثر عدد الحجاج في هذه الازمنة استدعى انشاء هذا البنك الذي نفع الله به وان هذا المشروع مشروع الاستفادة من الأضاحي مشروع حقق اهدافه وافاد افادة عظيمة لافتا إلى ان الاستفادة من لحوم الأضاحي ما يقارب من 700 الف رأس من الاغنام في كل عام وهذا عمل مبارك وجيد أفاد واستفاد الناس منه خيرا من ترك البهيمة ما بين احراق ودفن لوثت البيئة مؤكدا سماحته ان تطور المشروع ونموه عمل مبارك مضى عليه عشرون عاما لافتا النظر إلى صدور فتوى من هيئة كبار العلماء عام 1403ه باقرار هذا المشروع الذي افاد الكثير من الفقراء والمحتاجين داخل المملكة وخارجها.
اثر ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية كلمة قال فيها«لقد شرفني أخي صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بان انوب عن سموه الكريم باللقاء بكم في حفل تكريم الشخصيات التي ادت دورا بارزا في انجاح مشروع المملكة العربية السعودية للافادة من الهدي والاضاحي والذي يتزامن مع مرور عشرين عاما على انشائه.. هذا المشروع الذي اقامه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في عام 1403ه وحظي بدعم متواصل ورعاية كريمة من سمو ولي العهد وسمو النائب الثاني حفظهما الله».
وابان سموه ان الاحتفاء بهذه النخبة من الشخصيات التي ادت دورا بارزا في تحقيق نجاح مشروع المملكة العربية السعودية للافادة من الهدي والاضاحي يدل على اهمية هذا المشروع الذي يهدف الى تيسير نسك النحر لحجاج بيت الله الحرام بتوفير الانعام المستوفية لجميع الشروط الشرعية والصحية كما يسهم المشروع بشكل كبير في المحافظة على نظافة بيئة المشاعر المقدسة.
وافاد سموه ان هذا المشروع يتولى تهيئة اللحوم بعد التأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك الادمي ويقوم بتوزيعها على المستحقين من فقراء الحرم وبنقل ما فاض منها الى المستحقين في الدول الاسلامية جوا وبرا وبحرا مشيرا سموه الى انه منذ بداية المشروع تمت الافادة من حوالي عشرة ملايين ذبيحة من الاغنام ومائة وثمانية عشر ألف ذبيحة من الجمال والابقار ووزع ما يزيد على خمسة ملايين وخمسمائة ذبيحة خارج المملكة.
واكد سموه ان المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله تسعد بتقديم أفضل الخدمات لتيسير اداء الركن الخامس من اركان الاسلام وستبذل كل غال ونفيس لاقامة المشاريع التي تخدم حجاج بيت الله الحرام وتيسير اداء مناسكهم بكل يسر وسهولة انطلاقا من السياسات الحكيمة التي أرسى قواعدها موحد هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.
وعبر سموه في ختام كلمته عن شكره لجميع القائمين على المشروع داعيا الله العلي القدير ان يديم على هذه البلاد نعمة الامن والامان وان يوفق الجميع لما فيه صلاح ديننا وخير امتنا.
وفي نهاية الحفل قام سمو الأمير متعب بن عبد العزيز بتكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في انجاح مشروع المملكة للافادة من الهدي والاضاحي من الاعضاء الحاليين والسابقين للجنة الافادة من الهدي والاضاحي واعضاء اللجنة الفنية المنبثقة عن لجنة الافادة من الهدي والاضاحي وكذلك الموظفين السابقين والحاليين بمكتب المشروع والشركات والمؤسسات التي عملت مع المشروع كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة من رئيس البنك الاسلامي للتنمية.
حضر الحفل اعضاء السلك الدبلوماسي الاسلامي المعتمدين لدى المملكة وممثلي المنظمات الاسلامية ورؤساء بعثات الحج وعدد من المسؤولين بمكة المكرمة.
وفي تصريح صحافي عقب رعايته الحفل أكد صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ان الهيئة تدرس مشروع الجمرات دراسة متأنية تراعي الكثافة البشرية المتوقعة لضيوف الرحمن في السنوات القادمة مشيراً سموه الى ان الهيئة تحرص على دراسة تطوير المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة تطوراً مبنياً على أسس علمية وبعيدة المدى.
واوضح سموه ان البناء على سفوح الجبال في مشعر منى لايزال قيد الدراسة وسوف تتم الدراسة من كافة الآراء والمقترحات المقدمة من المتخصصين لافتاً سموه الى ان الدراسة تركز على عمليات التمويل والاستفادة المتوقعة من هذا المشروع.
وبين سمو الأمير متعب ان هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لم تركز على ايجاد جسر بديل وانما تطوير منطقة الجمرات من اجل استيعاب الاعداد المتزايدة من الحجيج مشيراً الى انه ليس هناك ازالة للجسر الحالي وايجاد جسر بديل وانما تطوير شامل لمنطقة الجمرات، وسيتم تنفيذ ذلك على عدة مراحل كما ستتم الاعتمادات المالية لكل مرحلة على حدة.
وأكد سمو الأمير متعب ان هذا المشروع يحتاج لعدة سنوات لتنفيذه بكل مراحله وحتى الآن لم يتم اعتماد اي مبالغ لهذا المشروع. وحول مشروع ربط المشاعر المقدسة بالسكك الحديدية اوضح سموه ان هذا المشروع سابق لأوانه ونحن الآن ندرس ماهو اهم فهناك تدرج في دراسة المشاريع حسب الاولويات مؤكداً سموه ان جميع الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن تقوم بدور متكامل وبتنسيق وتعاون.
وافاد سمو الأمير متعب ان التعديلات التي اجريت على جسر الجمرات والمتمثلة في تغيير احواض الرمي والشاخص ان هذه التعديلات ستمكن حجاج بيت الله الحرام من اداء شعيرة الرمي من مسافة بعيدة وستسهم في تخفيف الزحام عند الرمي.
وأكد سمو وزير الشؤون البلدية والقروية ان جميع المشروعات التي تم تنفيذها في المشاعر المقدسة هذا العام قد انتهى العمل بها وسيستفيد منها حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج كما ستساهم بإذن الله في التسهيل عليهم عند اداء مناسكهم.
وبين سموه ان عملية تفويج الحجاج على جسر الجمرات يحظى بأهمية كبرى واهتمام بالغ وهناك خطة اعدت لعملية التفويج تشارك فيها جميع الجهات المعنية بخدمة الحجاج.