تمايل 1500 طفل وطفلة على إيقاع الأهازيج الشعبية، وهم يلقون «دواخلهم» في مياه خليج تاروت عصر أمس، مستعيدين طقساً تراثياً يعود إلى مئات السنين، حين يلقون أوعية من الخوص، تُزرع في داخلها نباتات سريعة النمو، مثل الشعير أو القمح، وهم يرددون كلمات أهزوجة «الدوخلة»: «دوخلتي حجي بي حجي بي، لامن يجي حبيبي حبيبي، حبيبي راح مكة مكة، أو مكة المعمورة المعمورة، فيها السلاسل والذهب والنورة والنورة...». وهي كلمات يرددها الأطفال متمنين السلامة لأقاربهم من الحجاج، ويلقون ب «الدوخلة» في البحر، كي تذهب فداءً لأحبتهم من الحجاج. وفتح مقر إقامة «مهرجان الدوخلة» في نسخته الثامنة، على خليج جزيرة تاروت، أبوابه منذ السابعة صباحاً بعد أداء صلاة العيد، لاستقبال الزوار، لتناول إفطار العيد. وسط حضور كثيف. وكان الإفطار في القهوة الشعبية. وقال رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان عبدالله العسكري: ل «الحياة»: «الساحل الذي تُلقى منه «الدوخلات» كبير، ويستوعب أعداداً كبيرة من الأطفال الراغبين في رمي دواخلهم في البحر، وهم يرددون الأهازيج التراثية القديمة»، مشيراً إلى أنهم كانوا من «مختلف الفئات العمرية، وبعضهم يحرص على الحضور سنوياً لرمي الدواخل». ولفت العسكري إلى أن بعضهم «تجاوز سنوات الطفولة. لكنهم درجوا على المشاركة في المهرجان سنوياً، حتى أصبح طقساً لديهم. وعلى رغم أنهم تجاوزوا سنوات الطفولة، لكنهم لا يشعرون بمتعة العيد من دون أن يلقوا «الدوخلات» في البحر، وعلى حد تعبير ذويهم، فإنهم يترقبون موعد رمي الدواخل، ويسألون عنه. ويشكّل لهم المهرجان احتفالية خاصة، يتشارك فيها الأطفال والكبار»، مؤكداً أهمية أن «يتعرف أبناؤنا على تراث الأجداد، وحتى لا تندثر هذه العادات التي نفخر بها». وعلى رغم أن افتتاح المهرجان مساء الخميس كان رسمياً وخالياً من الفعاليات، إلا أن الحضور كان كثيفاً. وذكر العسكري أنه «منذ انطلاقة «الدوخلة» نعلن أن الافتتاح الأول رسمي، من دون فعاليات، إلا أن الجمهور يفاجئنا بالحضور الكثيف»، معتبراً ذلك دليلاً على «ترقب الجمهور للمهرجان، ورغبتهم في الاطلاع على تجهيزاته والجديد فيه، ما يجعلنا نقدم أفضل ما لدينا سنوياً، ونسعى جاهدين لإقامة الفعاليات التي تتناسب مع حاجة المجتمع، وتراعي العادات والتقاليد». واستقبل المهرجان 10 أطفال يعتزمون المشاركة في مسابقة «دوخلة قوت تالنت». وقال المسؤول المسرحي عنها ياسر الحسن: «استقبلنا إلى الآن 10 أطفال، والعدد قابل للزيادة. والليلة الأولى عبارة عن تعريف بالمسابقة، وأهدافها، والفئات المُستهدفة منها، ولم يتم تحديد فروع معينة للمسابقة، فهي تشمل كل الفنون والمجالات. وهناك لجنة تحكيم لكل فرع، تم اختيارهم لخبرتهم في مجالاتهم. وستكون هناك أربعة أيام للتصفيات. ومع ختام الدوخلة سيتم اختيار الفائزين في كل فرع». وعن المسرحيات، ذكر الحسن: «في الليلة الأولى ستُقدم مسرحيتان، إحداهما محلية «حسبة ضايعة»، وستُقدم عرضين في اليوم، وهي مسرحية اجتماعية كوميدية، تتحدث عن أسرة تعاني الشتات بسبب ظروف محيطة وضغوطات مختلفة. إضافة إلى المسرحية الخليجية «العشة»، التي ستُقدم عرضاً واحداً»، مؤكداً أن «الجمهور يتعطش للمسرح، ونشهد إقبالاً كبيراً على شباك التذاكر، إضافة إلى عروض «الكونغ فو»، و«الساحر الصغير»، و«اسكتشات فنية» للفنان مهدي الجصاص، والمسابقات. إلى ذلك، استقطبت القرية التراثية كبار السن الذين يعتبرونها «المَعلم الأول» لهم في المهرجان، ويتولى بعضهم الشرح للحضور من أبنائه أو غيرهم، عن ظروف حياتهم في السنوات الخالية، وسط إنصات من الجميع، ويتحدثون عن أسماء المعروضات، والعادات والتقاليد التي كانت مُتّبعة في تصميم المنزل، وأثاث غرفة العروس وتجهيزاتها.