طاولت موجة ارتفاع الأسعار التي ضربت السلع الغذائية الاستراحات في الطائف، إذ قفز تأجير الاستراحة ليوم واحد بنسبة 100 في المئة، خصوصاً مع زيادة الطلب وعدم مبالاة الكثير من العوائل بالسعر قدر اهتمامهم بإيجاد الاستراحة، فيما طالب متخصصون بسرعة تنظيم عمل الاستراحات وإخضاعها لآلية معينة مثل الفنادق والوحدات السكنية المفروشة. وعلى رغم تضاعف الأسعار، فإن ذلك لم يمنع أهالي وزوار الطائف من الإقبال عليها باكراً، ووصل سعر إيجار الاستراحات ذات الخدمات المميزة من مسطحات خضراء ومسابح ومجالس تقليدية إلى أربعة آلاف للاستراحة الواحدة في اليوم، في حين راوح سعر إيجار الاستراحات المتوسطة بين 1000 و3500 ريال لليوم الواحد.غير أن تجمع الأقارب من العائلة الواحدة أسهم في تخفيف حدة الغلاء من خلال تقسيم كلفة الإيجار على العائلة كلها. وقال سعد الشدادي الذي قام بحجز استراحة منذ وقت باكر ل«الحياة»: «البحث عن الاستراحات مع دخول إجازة عيد الأضحى لا يجدي نفعاً، وبادرت بحجز الاستراحة منذ وقت باكر، غير أن أسعارها عالية ولا تقف عند سقف معروف، فصاحب الاستراحة يحدد السعر الذي يرغب فيه، خصوصاً مع زيادة الطلب، وعدم مبالاة الكثير من العائلات بالسعر، قدر اهتمامهم بإيجاد الاستراحة، لا سيما أنه سيتم تقسيم الكلفة على عدد من الأسر في العائلة الواحدة». ويقول أحد المستثمرين في الاستراحات (فضل عدم ذكر اسمه) ل«الحياة»، إنه استثمر أرضه في بناء استراحة، إذ رأى أن هذا الاستثمار يحقق عائداً جيداً، وهو قليل الكلفة، إضافة إلى الاستفادة من الاستراحة كمتنفس ترفيهي للعائلة. وعن السعر العالي لإيجار اليوم الواحد في أيام العيد، أوضح أن «هذا متعارف عليه من أصحاب الاستراحات والعملاء، فالسعر يرتفع بسبب زيادة الطلب، وعجز كثير من المستأجرين عن إيجاد الأماكن الملائمة للتجمع العائلي بالعيد من خصوصية». وعن أماكن انتشار الاستراحات، تحدث ناصر الحارثي أحد المستثمرين في مجال الاستراحات قائلاً: «تنتشر الاستراحات في مناطق القيم والسيل والحوية وأريحة والهدا والمثناة والشفا ووادي السوطة وسمنان وسمينين، فهي تجذب الأهالي والزوار لقضاء أوقات الإجازات والترفيه، ويتجه إليها المستثمرون لإقامة الاستراحات». من ناحيته، قال رئيس اللجنة العقارية بغرفة الطائف أحمد العبيكان، إن هناك اختلافاً في الأسعار ما بين استراحة وأخرى، وزيادة السعر تعود إلى قلة العرض وكثرة الطلب، مشيراً إلى أن الاستراحات التي يتم تأجيرها في أيام الأعياد لا يمكن إحصاؤها، لأن ملاكها يقومون بتأجيرها، ولا توجد آلية لذلك، خصوصاً أنها ليست تابعة للهيئة العامة للسياحة والآثار، ولا تخضع لمواصفات معينة مثل الفنادق والشقق السكنية المفروشة. وأكد العبيكان في حديثه إلى «الحياة» الحاجة إلى تنظيم الاستراحات التي يتم تأجيرها، سواء في المواسم أم الأيام العادية، لأن هذا أمر مهم من الناحية الأمنية، خصوصاً أن غالبية القائمين على تلك الاستراحات من العمالة الوافدة التي تقوم بالتأجير لكل من يرغب ومن دون عقد أو آلية منظمة، وهو ما يجعل من الضروري تسريع العمل لضبط وضع الاستراحات وتنظيمها.