قتل 41 شخصاً على الأقل وجرح عشرات آخرون في هجوم نفذه انتحاري فجّر نفسه خلال أداء صلاة عيد الأضحى داخل مسجد عيد قاه في ميمنه عاصمة ولاية فارياب شمال افغانستان. واوضح نائب حاكم الولاية عبدالستار باريز ان الانتحاري الذي يعتقد بأنه فتى يبغ 14 أو 15 من العمر ارتدى بزة الشرطة، وفجّر نفسه وسط الحشد الذي ضم مسؤولين في الحكومة الاقليمية، مشيراً الى سقوط 19 من عناصر قوات الامن بينهم الشرطة والجيش والاستخبارات، و5 أطفال. وقال: «كنا نتبادل التهاني بحلول عيد الاضحى بعد اداء الصلاة، ودوى فجأة انفجار قوي جداً وارتفعت سحب الدخان والغبار في المنطقة، وتناثرت اشلاء القتلى من الشرطة والمدنيين في كل مكان». ولم يستبعد لال محمد أحمد زاي الناطق باسم الشرطة في شمال افغانستان استهداف الهجوم قائد شرطة الولاية عبدالخالد أقصاي، في ظل تقارير اولية عن تفجير الانتحاري المواد الناسفة التي حملها فور ركوب اقصاي سيارته، علماً ان عمليات «طالبان» ضد عناصر الشرطة الافغانية ومسؤولي الحكومة زادت مع استعداد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) للانسحاب بحلول نهاية 2014، وتسليم مسؤوليات الأمن بالكامل الى القوات المحلية التي يخشى ان يؤدي عدم جاهزيتها الى توسيع الحركة نشاطاتها في البلاد. وساد هدوء نسبي شمال افغانستان قبل شهور، باعتبار ان حركة «طالبان» التي اطاح تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظامها نهاية عام 2001، ركزت عملياتها في المناطق الجنوبية والشرقية. لكن الحركة كثفت اخيراً نشاطاتها في هذا الجزء من البلاد. والاسبوع الماضي، ادى انفجار قنبلة على حافة طريق في ولاية بلخ الشمالية ايضاً الى سقوط 19 قتيلاً على الاقل وحوالى 50 جريحاً توجهوا على متن باص لحضور حفلة زواج. الى ذلك، افاد بيان اصدرته «طالبان» بأن «جنديين افغانيين وقفا وراء هجوم في ولاية فرح (غرب) اول من امس، أسفر عن مقتل جندي إيطالي وجرح اثنين آخرين». واضاف البيان أن «احد الجنديين التحق بعد الهجوم بصفوف طالبان، على غرار شرطي قتل جنديين أميركيين في ولاية أروزجان (جنوب) اول من أمس ايضاً». ومنذ بداية 2012، قتل اكثر من 54 جندياً من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) برصاص رجال يرتدون زي قوات الأمن الأفغانية، ما اشاع مناخاً من الريبة بين الجنود الأجانب والأفغان. وفي باكستان، قتل مسلحون عضوين في لجنة مناهضة ل «طالبان» في منطقة وادي سوات القبلية (شمال غرب)، حيث تعرضت الناشطة في مجال حقوق التعليم للفتيات ملالا يوسف زاي (15 سنة) لعملية اغتيال في التاسع من الشهر الجاري، ادت الى اصابتها في الرأس. واطلق المسلحون النار على تاجيم غل لدى وجوده امام مسجد، ثم على سرادار محمد داخل منزله مع عائلته، قبل ان يلوذوا بالفرار». وكان رجال الملا فضل الله، احد قادة «طالبان باكستان»، فرضوا قوانينهم على وادي سوات بين عامي 2007 و2009، ثم انكفأوا إثر هجوم واسع شنه الجيش الباكستاني. وفي مدينة برمنغهام البريطانية، حيث تتلقى ملالا العلاج في أحد مستشفياتها، صرح والدها ضياء الدين يوسف زاي، بأن ابنته «قوية وستنهض مجدداً، وتسعى الى تحقيق احلامها»، بعدما أصبحت رمزاً قوياً لمقاومة محاولة «طالبان» حرمان المرأة من التعليم. وقال ضياء الدين الذي سافر مع افراد من أسرته الى بريطانيا لمساعدة ابنته في التعافي، بصوت مرتعش مشحون بالمشاعر: « ارادوا قتلها، لكنها سقطت موقتاً فقط، وستنهض مجدداً وتقف على قدميها». وأضاف لدى جلوسه الى جوار ابنه: «انها معجزة بالنسبة لنا. حالتها كانت سيئة جداً لكنها تتحسن بسرعة تبعث على التفاؤل». ويقول أطباء بريطانيون ان ملالا تملك فرصاً طيبة للتعافي في وحدة خاصة بالمستشفى المتخصصة في الاصابات المعقدة، والتي عالجت مئات من الجنود الذين أصيبوا في افغانستان.