لا يبدو المشهد غريباً حينما يتجوّل بعض العمالة من جنسيات مختلفة داخل الأحياء السكنية، عارضين أنفسهم ك «جزارين» موقتين يستطيعون ذبح الأضاحي في يوم عيد الأضحى المبارك، فهذا المشهد بات مسلسلاً متكرراً في كل عام، وكل ذلك أمام عيون «الرقابة». ما يثير الاستغراب في كل عيد، هو التجاوب الذي تبديه بعض الأسر مع غير المتخصصين بذبح الأضاحي، وغير المدركين بالشكل التام لطريقتها، فعلى رغم التحذيرات المستمرة من التعامل مع «الجزارين العشوائيين» نظراً إلى استخدام الكثير منهم طرقاً غير سليمة، وتسبّب ذلك في مشكلات بيئية عدة، إلا أن ثمة من يختارهم لدوافع عدة قد لا تكون مقنعة في مجملها. ما بين تجنّب الازدحام الذي تشهده المسالخ النظامية التي تشرف عليها البلديات وتكون مجهزة بمتطلبات ذبح الأضاحي من حيث توفير مواقع ملائمة ومتخصصين في ذبح الأضاحي وأطباء بيطريين، والحرص على إتمام الذبح في أسرع وقت ممكن وغيرها من الدوافع، كلها تجعل جزاري الأحياء يجدون القبول والرغبة في الاستعانة بهم، بصرف النظر عمّا يمكن أن يحدث من انتقال أمراض معدية وغيرها. الجولات الميدانية التي تقوم بها الأمانة لإيقاف المخالفين من الجزارين لا تبدو كافية للحدّ من وجودهم، فالطلب المتزايد على السلخ يقابله مزيد من التجوّل وإبداء الاستعداد للسلخ من أصحاب مهن مختلفة، بصورة تفتقد الكشف الطبي للأضحية، وعدم التحقّق من إمكان ذبحها، إلى جانب استخدام أدوات ذبح غير مطابقة للاشتراطات الصحيّة. ويطالب أحمد العثمان بمضاعفة أعداد المسالخ في الرياض، بحيث تكون طاقتها الاستيعابية أكبر مما هي عليه الآن، إذ يجد أن ذلك من شأنه أن يسهم في تجنّب البعض أسلوب الذبح غير النظامي الذي يتم داخل المنازل أو المزارع في مواقع غير مخصصة. ويضيف: «يظهر أن المسالخ غير كافية، فحالات الازدحام التي تعيشها في يوم عيد الأضحي تدفع البعض إلى التوجّه للذبح بطريقة فردية أو باستخدام بعض العمالة لمساعدتهم، وأجد أن زيادة عدد المسالخ النظامية يمكن أن تقلّل مع طريقة الذبح العشوائي». ويعتبر فيصل الحمادي أنه مهما زادت الفرق الميدانية التي تبحث عن الجزارين العشوائيين، فإن من الصعوبة السيطرة عليهم جميعاً. ويقول: «من الضروري العمل على رفع الوعي من خلال إجراء بعض الحملات التوعوية التي تستهدف التنبيه إلى خطورة التعامل مع جزاري الأحياء غير المتخصصين، فالكثير قد لا يعون ما يمكن أن يسبّبه الذبح العشوائي في المواقع غير المهيأة». وكانت أمانة منطقة الرياض أعلنت عن 12 موقعاً لبيع الأضاحي، إضافة إلى تحديد 6 مواقع لذبحها تشمل أحياء متفرقة، منها مسلخ الرياض الآلي في حي المصانع، ومسلخ العزيزية في حي العزيزية، بطاقة استيعابية تبلغ 800 ذبيحة في الساعة لكل منهما، ومسلخ غرب الرياض في حي العريجاء بطاقة استيعابية تبلغ 600 ذبيحة في الساعة، ومسلخ شمال الرياض في حي المروج بطاقة استيعابية تبلغ 400 ذبيحة في الساعة.