دعا مختلف الفرقاء السياسيين العراقيين إلى «التهدئة وعدم التصعيد»، فيما أكد «ائتلاف دولة القانون» أن «حكومة الغالبية آخر الخيارات، وخيارنا الأول هو المؤتمر الوطني». ويشهد العراق أزمة سياسية منذ أواخر العام الماضي تفاقمت في أيار (مايو) الماضي بعد مطالبة القائمة «العراقية « والأكراد و «تيار الصدر» بسحب الثقة من حكومة المالكي لكن انسحاب «تيار الصدر» أجبر تلك الكتل على تغيير استرتجيتها. وأعرب الرئيس جلال طالباني في برقية تهنئة وجهها إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في مناسبة عيد الأضحى عن أمله بأن «يكون العيد مناسبة لإنجاح محاولات جميع الأطراف لحل مشاكل الوطن وتطوير أسس الديموقراطية والحرية في العراق وتثبيت العلاقات الاستراتيجية القوية بين جميع القوى السياسية»، فيما دعا «حزب الدعوة» الذي يتزعمه رئيس الوزراء إلى «استثمار عيد الأضحى في نبذ الخلافات وتهيئة الأرضية لعقد المؤتمر الوطني». وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للحزب أنه «يدعو إلى أن تكون هذه المناسبة فرصة لإشاعة روح التسامح ونبذ الخلافات والفرقة التي يعمل أعداء العراق على بثها لتعميق الخلافات بينهم لإفشال التجربة الديموقراطية ومحاولة إرجاع العراق إلى الفترة المظلمة إبان حكم البعث الديكتاتوري». ورأى أن «المناسبة يجب أن تستثمر لتهيئة الأجواء الودية ونبذ الخلافات لتهيئة الأرضية المناسبة لعقد اللقاء الوطني»، معتبراً أنها «فرصة لتأكيد الروح الوطنية وإشاعة مفاهيم الوحدة والسلم والتكاتف، لتفويت الفرصة على أعداء العملية السياسية الذين يريدون النيل من النجاحات التي حققتها حكومة الشراكة الوطنية». وأكد القيادي في «ائتلاف دولة القانون» هيثم الجبوري ل «الحياة» أن «حكومة الغالبية هي آخر الخيارات لدينا، وخيارنا الأول هو المؤتمر الوطني لحل المشاكل العالقة وفق الدستور». واعتبر «زيارة وفد إقليم كردستان بغداد ناجحة لأنها تمكنت من حلحلة الوضع السياسي»، مرجحاً أن «تنفرج الأزمة في شكل كامل بعد العيد». وكان بارزاني اجتمع أول من أمس مع وفد الأحزاب الكردستانية الذي زار بغداد برئاسة برهم صالح أول من أمس. وأفاد بيان لرئاسة الإقليم بأن «الوفد بحث مع بارزاني خلال اللقاء في نتائج الاجتماعات في بغداد». ونقل البيان عن بارزاني قوله إن «المشكلة في العراق ليست بين الأكراد والعرب أو مشكلة إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية»، مؤكداً أن «المشكلة الأساسية هي مشكلة الحكم وهي مشكلة خطيرة». وأضاف أن «الوضع الأمني يسوء يوماً بعد يوم في العراق ويحتاج إلى محاولات جادة من جميع الأطراف السياسية وإلى خطوة جدية لحل المشاكل كافة على أساس الالتزام بالدستور الدائم وتنفيذ بنوده بعيداً من الانتقام»، مشيراً إلى أن «اتفاق أربيل دلالة واضحة وحقيقية وشرعية لبناء الحكومة الاتحادية في بغداد». وكان وفدان كرديان أنهيا قبل أيام زيارة العاصمة، بعد أن أجريا سلسلة من اللقاءات مع الحكومة والأطراف السياسية في زيارة وصفت ب «الإيجابية».