أحيت ليبيا أمس الذكرى الأولى لإعلان «تحرير» البلاد من نظام العقيد الراحل معمر القذافي، فيما استمرت الاشتباكات في مدينة بني وليد التي تردد أن القوات الحكومية وصلت إلى منطقة السوق فيها، وهو الأمر الذي نفاه المدافعون عنها. وقال رئيس أركان الجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش في كلمته خلال الاحتفال الذي أقيم صباح أمس في معسكر القوات الخاصة في بنغازي بمناسبة «إعلان التحرير»: «لقد مر عام على إعلان التحرير، عام من التحديات مرت فيه بلادنا بشدائد وصعوبات ومنعطفات خطيرة ... ولكن، بفضل الله أولاً وبإرادة الشعب الصلبة وبعزيمة الثوار وبالوعي واليقظة التي تحلى بها الليبيون، تمكنت ليبيا من الخروج من كل ضيق ومنزلق وإن كانت التحديات لا تزال باقية والمشوار لا يزال طويلاً». وأضاف وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية: «نعاهدكم بأننا سنوصل الليل بالنهار من أجل بناء جيش قوي». وبمناسبة احتفالات عيد التحرير، جابت سيارات مزدانة بالعلم الليبي شوارع طرابلس أمس مطلقة العنان للأناشيد الوطنية. كما قامت طائرات تابعة لسلاح الجو بعروض جوية. لكن الاحتفالات بذكرى التحرير جاءت على وقع استمرار المعارك العنيفة في مدينة بني وليد على بعد 140 كلم جنوب شرقي طرابلس. وتسعى القوات الحكومية إلى طرد من تصفهم بالمقاتلين المؤيدين للنظام السابق من هذه المدينة التي تقطنها قبيلة الورفلة. وأعلنت القوات الحكومية أمس «تحرير» عدد من الثوار المتحدرين من مدينة زليتن شرق طرابلس كانوا محتجزين لدى مقاتلي بني وليد. كما ترددت معلومات عن وصول القوات المهاجمة التي تعمل تحت مسمى «درع ليبيا» إلى سوق بني وليد. لكن موقعاً على شبكة الإنترنت يمثّل مقاتلي المدينة نفى صحة ذلك، مؤكداً أن كل الهجمات تم صدها حتى الآن. وزاد الموقع: «قلنا لكم كفّوا شركم وانسحبوا... وإن كان هناك جيش وطني من الشرق أو أي مدينة فليأتِ (إلى بني وليد)... أما مصراتة فهي ليست شرطي ليبيا». ويزعم مقاتلو بني وليد أن القوات المهاجمة هي في الحقيقة تابعة لمدينة مصراتة ولا تمثّل الجيش الوطني. وثمة خلاف شديد بين المدينتين على خلفية موقفهما من الثورة ضد نظام معمر القذافي العام الماضي.