منح الثوار الليبيون القوات الموالية للعقيد معمر القذافي مهلة ثلاثة أيام تنتهي السبت للإستسلام وإلا واجهوا عملاً عسكرياً يحسم القتال في الجيوب القليلة الباقية على ولائها للنظام السابق. وجاءت المهلة التي تنتهي بنهاية احتفالات عيد الفطر بعدما رفض مناصرو القذافي إلقاء السلاح في معقلهم في مدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي التي يتقدم الثوار في اتجاهها من الشرق والغرب. وتسري مهلة الثوار على بقية المدن التي بقيت على ولائها للنظام السابق، وبينها سبها كبرى حواضر الجنوب ومعقل قبيلتي القذاذفة والمقارحة، وكذلك على بني وليد جنوب شرقي طرابلس والتي تُعتبر معقلاً لقبيلة الورفلة التي يتردد أن القذافي يختفي لديها منذ فراره من طرابلس التي سيطر عليها الثوار الأسبوع الماضي. ونسبت وكالة «رويترز» إلى العقيد هشام أبو حجر قائد القوات المناهضة للقذافي التي تقدمت من الجبل الغربي واستولت على طرابلس قبل أسبوع، إن نحو 50 ألف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة ضد القذافي في شباط (فبراير) الماضي. وأضاف أن ما بين 15 و 17 ألف شخص قتلوا في مصراتة وزليتن وان جبل نفوسة (الجبل الغربي) شهد سقوط الكثير من الضحايا. وتابع أن مقاتلي المعارضة حرروا نحو 28 ألف سجين، مشيراً إلى أنهم يعتبرون جميع المفقودين في عداد الموتى. وفي طرابلس، نقلت وكالة «فرانس برس» عن أحمد الظراط المكلف شؤون الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي: «سنجمع الأسلحة المنتشرة في الشارع». وقال إن الثوار المسلحين في طرابلس سيكون عليهم أن يختاروا بين الانضمام إلى «الجيش الوطني» أو قوات الأمن. وتزامنت التحضيرات لمعركة سرت مع بوادر أزمة بين حكومة الثوار الليبيين والجزائر بسبب استضافة الأخيرة أسرة القذافي التي لجأت إليها يوم الإثنين. وشدد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمام وزراء حكومته، أول من أمس، على ضرورة «احترام القانون الدولي» في حال فر معمر القدافي نحو الجزائر، في تلميح واضح إلى استعداد الجزائر إلى تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي تتهمه بالتورط في جرائم ضد الإنسانية. وينطبق ذلك أيضاً على نجل القذافي سيف الإسلام المطلوب بدوره للمحكمة الجنائية. وأكدت مصادر جزائرية رسمية أن كريمة القذافي عائشة التي لجأت إلى الجزائر مع والدتها صفية وشقيقيها محمد وهانيبال، أنجبت «في وقت مبكر» صباح الثلثاء طفلة سمّتها «صفية» تيمناً بوالدتها. وقالت مصادر حكومية ل «الحياة» إن 31 شخصاً من أفراد عائلة القدافي ستتم استضافتهم ل «أسباب إنسانية بحت» وهم سيقيمون في موقع دخولهم في ولاية إليزي الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي قرب الحدود الليبية. وأوضح مصدر جزائري ل «الحياة» أن «الوضع الصحي لعائشة (حملها) كان أحد أسباب قبول دخول أفراد عائلة القدافي إلى الجزائر». وكشف أن الجزائر قررت إبقاء أفراد عائلة الزعيم الليبي في جنوب إليزي، لكن عائشة وبعض افراد عائلتها نُقلوا بطائرة إلى مستشفى في مدينة جانت بشمال إليزي حيث وضعت إبنة القدافي طفلتها. وتحدث المصدر عن فترة 12 ساعة قضاها أفراد عائلة القدافي ينتظرون موافقة الجزائر على دخول المعبر الحدودي تنكارين على بعد 2200 كلم جنوب شرقي العاصمة. وجانت مدينة سياحية يزورها كثير من الغربيين. ولا توجد إقامات رسمية محروسة فيها، باستثناء قصر يتبع الرئاسة كان يزوره الرئيس السابق الشاذلي بن جديد. وفور إعلان وزارة الخارجية الجزائرية الاثنين وصول عائلة القذافي الى الجزائر، طالب محمد العلاقي عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي بإعادتهم. وفي نيويورك، تصدّرت مسألة مراجعة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا مشاورات جرت أمس في مجلس الأمن الذي درس سبل تحرير ودائع ليبية مجمدة بموجب القرارين الرقم 1970 و1973. وكان من المقرر أن يستمع المجلس إلى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ما بعد النزاعات إيان مارتن الذي أجرى مشاورات مع المجلس الوطني الانتقالي في شأن «المساعدة الدولية لليبيا ما بعد القذافي» والتي سيكون للأمم المتحدة دور محوري فيها. وقال ديبلوماسيون إن تحضيرات غربية جارية «بهدوء» في مجلس الأمن لعناصر مشروع قرار «يغطي وجود الأممالمتحدة في ليبيا في المرحلة المقبلة والودائع الليبية المجمدة في الخارج العائدة للشركات والكيانات وليس الأشخاص». وكان بان كي مون أجرى بحضور مارتن وموفده الى ليبيا عبدالاه الخطيب مشاورات عبر الفيديو مع قادة الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي الجمعة الماضي. وقال بان إن «الجميع اتفقوا على إنه فيما لو طلبت الحكومة الليبية الجديدة، فإننا سنقدم المساعدة لتطوير قدرات الشرطة مع الإبقاء في البال إن البلاد تفيض بالأسلحة الخفيفة».