يبدو ان ضعف جماهيرية مسلسلي السيرة «صديق العمر» (تناول العلاقة التي جمعت الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر) و «سرايا عابدين» (تناول جزءاً من حياة الخديوي إسماعيل، سواء على الصعيد الجماهيري أو النقدي)، ألقى بظلاله على بعض مسلسلات هذه الفئة، خصوصاً تلك التي حاول أصحابها إخراجها إلى النور خلال الفترة الماضية، معوّلين آمالاً عريضة على نجاح العملين لتتحمس جهات الإنتاج سواء الحكومية أو الخاصة لتمويل أعمالهم، وهو ما لم يتحقق، وزادت الأمور تعقيداً بعودة بعض هذه الأعمال إلى المربع الصفر، بعدما قطع أصحابها شوطاً مهماً لتنفيذها. ويأتي مسلسل «العلم والإيمان» الذي يتناول قصة حياة الدكتور مصطفى محمود من تأليف وليد يوسف وبطولة خالد النبوي في المقدمة، إذ فقدت الجهة التي كانت تنوي تنفيذه حماستها، واضطر المؤلف إلى مناشدة جهات الإنتاج الحكومية لتمويل العمل رغم معاناتها من عدم وجود سيولة مالية، وهو ما ينذر بدخول العمل نفقاً مظلماً. وفي الوقت الذي استسلم للأمر الواقع أصحاب مسلسل «الضاحك الباكي» الذي يتناول حياة نجيب الريحاني من تأليف محمد الغيطي وبطولة صلاح عبدالله وإخراج وائل عبدالحميد، بعد رفض جهة إنتاجه تمويله منذ العام 2009 بسبب الفشل الذي حصدته في مسلسل «أنا قلبي دليلي» عن حياة ليلى مراد، لا تزال حماسة المؤلف محمد الرفاعي والمخرج مجدي أحمد علي، قوية لتنفيذ مسلسل «مداح القمر» الذي يتناول قصة حياة الموسيقار بليغ حمدي، المليئة بالمواقف والخطوط الدرامية، خصوصاً بعد انتهاء أحقية مدينة الإنتاج الإعلامي في تنفيذه، بعدما ظل حبيس أدراجها أكثر من خمسة أعوام، رُفض فيها عدد من الفنانين الذين رشحوا للشخصية ومنهم فراس إبراهيم وهاني سلامة ومحمد نجاتي وأحمد عزمي، بدعوى المغالاة في أجور بعضهم، وصعوبة تسويق العمل بأسماء بعضهم الآخر. وما زال يحيى الفخراني يحاول تقديم أحد أحلامه الفنية، وهو شخصية محمد علي باشا، علماً أن المسلسل الذي كتبت له السيناريو والحوار زوجته الدكتورة لميس جابر كان مقرراً تقديمه مع المخرج حاتم علي قبل أربعة أعوام، وتم بناء قلعة محمد علي التي تدور فيها غالبية مشاهد العمل، إلا أن الجهة الإنتاجية صرفت النظر عن تمويله بسبب الكلفة الإنتاجية العالية. وتعوّل المخرجة إنعام محمد علي والمؤلف محمد السيد عيد اللذان قدما معاً مسلسلي سير هما «قاسم أمين» و «رجل لهذا الزمان» عن حياة الدكتور مصطفى مشرفة، أمالاً على تقديم مسلسل عن الاقتصادي الأول في مصر طلعت حرب خلال العام الحالي، ويسعيان لإشراك بنك مصر الذي أسسه حرب، في إنتاج المسلسل. ويبقى الموقف غامضاً لعدد من مسلسلات السير التي تعاقد مؤلفوها مع قطاع الإنتاج على تقديمها منذ فترة، وفي مقدمها «شجرة الدر» للمؤلف يسري الجندي، والذي كانت تعاقدت على بطولته قبل ثلاثة أعوام سلاف فواخرجي على أن يخرجه محمد عزيزية، ووافقت غادة عبدالرازق العام الماضي على تقديمه، لكنها أرجأت تنفيذه لارتباطها بتصوير مسلسل «السيدة الأولى»، واستطاع مقربون من عبدالرازق إقناعها في حالة تقاعس القطاع عن إنتاجه منفرداً، بالدخول معه كشريك من خلال شركتها الإنتاجية التي كونتها أخيراً. واستسلم عدد من المؤلفين الذين انتهوا من كتابة مسلسلات سير ذاتية للأزمة المالية التي عرقلت أعمالهم التي حصلوا على كل الموافقات الرقابية لتنفيذها، ومنها «الأميرة ذات الهمة» من تأليف محمد السيد عيد وإخراج إبراهيم الشوادي، و «ذات النطاقين» عن حياة أسماء بنت أبي بكر من تأليف الدكتور بهاء الدين إبراهيم وإخراج هاني إسماعيل، و «بطل الحرب والسلام» عن حياة الرئيس محمد أنور السادات للمؤلفة أميرة أبو الفتوح، و «الشيماء» عن حياة الشيماء، شقيقة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الرضاعة، من تأليف عبدالحي مرعي، و «أبو هريرة» للمؤلف عبدالستار فتحي، و «الجبرتي» و «ابن طوبار» و «الكواكبي» لمحمد أبو الخير.