تضم طاولة لجنة الشكاوى في نقابة المهن السينمائية في مصر بلاغات يتبادل فيها عدد من المؤلفين الاتهامات بسرقة أفكارهم، والسطو على مسلسلاتهم، منها ما يجري تصويره حالياً، ومنها لا يزال قيد التحضير، علماً أن بعض هذه الشكاوى وصل إلى ساحات المحاكم للفصل فيها. ويأتي في مقدم هذه المسلسلات «جبل الحلال» الذي يجري التحضير لتصويره من بطولة محمود عبد العزيز وتأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج عادل أديب، إذ تقدم المؤلف محيي الدين مرعي ببلاغ إلى نقابة السينمائيين -قرر نقيبها مسعد فودة تشكيل لجنة فنية لبحث أي شكاوى بشأن سرقة الأعمال الفنية واقتباسها-، مدعماً بالمستندات التي يؤكد من خلالها أنه صاحب الفكرة والمسلسل الحقيقي، وقال إن فكرته تم السطو عليها، وطالب بشهادة مسؤولي التلفزيون المصري، لافتاً إلى أنه اتفق مع نور الشريف على بطولة المسلسل، ومع شركة «صوت القاهرة» على تنفيذه، لكن الصعوبات الإنتاجية حالت دون ذلك. وأعلن المؤلف مصطفى محرم فور إعلان قناة «أم بي سي» والمخرج عمرو عرفة عن تنفيذ مسلسل «سراي عابدين» الذي تلعب بطولته يسرا ونيللي كريم ونور ومكسيم خليل وداليا مصطفي وتأليف الكويتية هبة مشاري، أن المسلسل مسروق من مسلسله «عصر الحريم» الذي كان ينوي تقديمه العام الماضي مع المخرجة إيناس الدغيدي ويحمل عنوان «عصر الحريم» من بطولة ميرفت أمين ومصطفى فهمي ودرة. وأكد أن مسلسله الذي تأجل لظروف إنتاجية تعرض إلى عملية قرصنة، ما دفعه إلى السير في اتجاهين على حد قوله، الأول التقدم ببلاغ إلى نقابة السينمائيين للفصل في الأمر، والثاني إلى القضاء للمطالبة بوقف تنفيذ «سراي عابدين». واللافت أن المؤلف طارق البدوي كان اتهم مصطفى محرم بالسطو على مسلسله «نوسة» الذي تعاقد على تقديمه لهيفاء وهبي وإحدى شركات الإنتاج باسم «نوسة»، وبعدما اختلف مع جهة الإنتاج فوجئ بهيفاء تصور مسلسل «مولد وصاحبه غايب» من تأليف محرم، وبعد إطلاعه على السيناريو وتأكده من السطو على عمله، تقدم ببلاغ إلى نقابة السينمائيين التي شكلت لجنة ثلاثية أنصفته، لكنها لم توقف العمل، ما دفعه إلى رفع دعوى أمام إحدى المحاكم طالب فيها بوقف عرض المسلسل واتهم فيها مؤلف العمل وبطلته بسرقة مسلسله. وبمجرد إعلان إيناس الدغيدي نيتها تقديم مسلسل للمؤلف علاء حيدر يتناول قصة حياة الفنانة كاميليا وعلاقتها بالملك فاروق وأيضاً بمكتشفها الإعلامي أحمد سالم وتعاونها مع البوليس السياسي المصري ورفضها التجسس لمصلحة إسرائيل، سارع كل من المؤلف أبو العلا السلاموني والمخرج علي بدرخان بالشكوى إلى النقابة وأكدا أنهما صورا أكثر من 4 ساعات منذ نحو ستة أعوام من مسلسل «الفراشات تحترق دائماً» ويتناول قصة حياة كاميليا، وجسدت شخصيتها في المسلسل جالا فهمي، لكنّ مشاكل إنتاجية تسببت في تعطيل العمل إلى الآن. وفي موازاة ذلك يوجد عدد من المسلسلات المتنازع عليها بين عدد من المؤلفين، وتتمحور أحداث معظمها حول عدد من الشخصيات الشهيرة، ومنها المسلسل الذي يتناول قصة حياة الراحلة وردة الجزائرية. ففي الوقت الذي يعكف فيه الصحافي محمود معروف على كتابة السيناريو والحوار لعمل يرصد سيرة وردة ومسيرتها الفنية مستنداً إلى حلقات كتبها معها عن حياتها، يصرّ الموسيقار صلاح الشرنوبي على تقديم قصة حياة الفنانة الجزائرية في مسلسل يتولى الإشراف عليه وإنتاجه مستنداً إلى العلاقة المتينة التي جمعته بها والتي أثمرت تلحينه غالبية أغنياتها الأخيرة، وإنتاجه مسلسل «آن الأوان» الذي عادت به إلى الدراما بعد غياب. وعلى رغم انتهاء المؤلفة لميس جابر قبل عامين من كتابة مسلسل يتناول قصة حياة محمد علي باشا الذي حكم مصر خلال الفترة من 1805 إلى 1840، على أن يقوم ببطولته زوجها يحيى الفخراني، إلا أن المؤلف أبو العلا السلاموني والمخرج محمد فاضل أعلنا أنهما صاحبا الحق في الشخصية التي كتب السلاموني عملاً عنها قبل جابر بسنوات، وتعاقدا على تقديمه مع مدينة الإنتاج الإعلامي منذ سبعة أعوام، لكنه تأجل مراراً لأسباب إنتاجية. وتتنازع ثلاث شركات إنتاجية تقديم مسلسل عن حياة نجيب الريحاني كتبه ثلاثة مؤلفين، فلمن ستكون الغلبة على الشاشة؟