تشهد حالياً ساحة الانتاج التلفزيونية حالة من الارتباك، فعلى رغم الإعلان عقب شهر رمضان الماضي عن عشرات المسلسلات التلفزيونية التي تنوي جهات الانتاج سواء الحكومية أم الخاصة تقديمها للموسم المقبل، وعلى رغم المنافسة التي أعلنت عن الاستعانة بنجوم وأجور خيالية رصدت لهم، الا أن المسألة تبدو حتى الآن مع مرور أكثر من ثلاثة أشهر على رمضان وكأنها للدعاية والاستهلاك المحلي، إذ لم يدخل أي من هذه المسلسلات حيز التنفيذ الفعلي، وسيطر الغموض على غالبية هذه الأعمال في ما يتعلق بعمليات الانتاج والنصوص والإخراج وغيرها. وتجلى الارتباك في حال الاستسلام التي يعيشها غالبية منتجي القطاع الخاص الذين ينتظرون فرج «التمويل» من بعض الفضائيات للمساهمة معهم في الانتاج، وحالة الجمود التي يعيشها القطاع العام ممثلاً في «مدينة الانتاج الإعلامي» و «قطاع الانتاج» وشركة «صوت القاهرة» على أمل المغامرة بأعمال قليلة ومتوسطة الكلفة الانتاجية وتعتمد على شباب المؤلفين والممثلين والمخرجين. وعلى رغم أن أسرة مسلسل «محمد علي» من بطولة يحيى الفخراني وتأليف الدكتورة لميس جابر أعلنت أخيراً إرجاء العمل إلى عام 2012، الا أن الإعلان جاء بعد فترة تخبط كبيرة عقب انسحاب السوري حاتم علي من المسلسل لارتباطه بمسلسل «عمر بن الخطاب» ثم ترشيح شادي الفخراني لإخراج العمل، وما تردد عن طلباته الانتاجية التي وجدت جهة الانتاج صعوبة في تلبيتها هذا العام لضيق ذات اليد، وانتهاء بالكشف عن أن المؤلفة لم تنته إلا من كتابة 15 حلقة فقط. وحتى لا تُضيع الشركة المنتجة ل «محمد علي» فرصة تعاقدها مع الفخراني في 2011، سارعت الى مخاطبة عدد من المؤلفين في ما يشبه الإعلان لتقديم نص للفخراني يحظى بقبوله. وما حدث مع «محمد علي» حدث مع مسلسل محمد هنيدي «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، خصوصاً ان الصراع تفاقم على اسم المخرج، بعدما خطف محمد سعد المخرج وائل إحسان ليتولى إخراج مسلسله «اللمبي وجولييت»، بينما يعدّ سامح عبدالعزيز لجزء ثانٍ من «الحارة». كما حدثت بلبلة حول هوية البطلة، وهل هي سيرين عبدالنور التي جسدت بطولة الفيلم الذي حوّل إلى مسلسل، على أن يكتبه يوسف معاطي الذي ردد طوال الشهور الماضية أنه ارتبط بأكثر من عمل لشهر رمضان المقبل منها «فرقة ناجي عطا الله» لعادل أمام و «ماما في البرلمان» لسميرة أحمد ومحمود ياسين و «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة». وفي الوقت الذي أعلن المؤلف أحمد أبو زيد كتابة مسلسل عنوانه «كيد النسا» تتقاسم بطولته سمية الخشاب وفيفي عبده، تعاقد على كتابة مسلسل لتامر حسني بعنوان «ابن بلد» على رغم أن حسني يحضر لجزء ثالث من فيلمه «عمر وسلمى» ليدخل به المنافسة في موسم الصيف السينمائي المقبل. وحين ادركت الخشاب خطورة الموقف، أبدت موافقتها على المشاركة في بطولة مسلسل «وادي الملوك» للمخرج حسني صالح. وبينما كانت تحضر غادة عبدالرازق لتصوير مسلسلها الجديد «سمارة» من تأليف مصطفى محرم وإخراج محمد النقلي، فوجئ فريق العمل باعتذار مفاجئ لعزت العلايلي على رغم موافقته السابقة على المشاركة فيه حين قرأ الحلقات العشر الأولى، قبل ان يجد ان الدور في بقية الحلقات تقليدي وهامشي ولن يضيف إلى رصيده الفني أي جديد. وحاولت أسرة المسلسل أن تبدو متماسكة أمام الاعتذار من طريق ترشيح حسن يوسف الذي كان شارك غادة بطولة مسلسلها الأخير «زهرة وأزواجها الخمسة» إلا أنه اعتذر لارتباطه بمسلسل «الميراث الملعون» من تأليف محمد صفاء عامر. ولا يزال موقف المنتج محمد فوزي الذي يعد واحداً من أهم منتجي الفيديو من انتاج مسلسلات جديدة معلقاً، خصوصاً أنه لديه أربعة مسلسلات أنتجها لرمضان الماضي، وهي «الدالي3» لنور الشريف ووفاء عامر، و «فرح العمدة» لغادة عادل، و «مكتوب على الجبين» لحسين فهمي ومي سليم، و «القدس» لفاروق الفيشاوي وعابد فهد وإخراج باسل الخطيب. ولم تستقر يسرا على سيناريو مسلسلها الجديد الذي أعلنت تقديمه مع شركة «العدل غروب» في خامس تعاون بينهما على التوالي بعد «قضية رأي عام» و «في أيد أمينة» و «خاص جداً» و «بالشمع الأحمر». ويتردد أن منتجها طلب من أكثر من مؤلف تقديم أفكار جديدة لها قبل البدء في كتابة الحلقات لرغبتها في أن يكون مسلسلها مختلفاً في الشكل والمضمون. ولا يزال الموقف غامضاً حول مسلسلات أخرى أعلن عنها ومنها «بين الشوطين» لنور الشريف و «الملك» لمحمود عبدالعزيز و «تحية كاريوكا» لوفاء عامر و «الشيماء» لقمر خلف و «أسماء بنت أبي بكر» لصابرين. ويبدو أن هذا الغموض سيستمر لفترة مقبلة، إلى أن ينفض القائمون على هذه الأعمال الغبار عن أنفسهم ويصيحون معاً: «رمضان ادركنا، يلا نصور».