أعلنت حكومة إقليم كردستان التوصل إلى اتفاق مع بغداد لتصدير 250 ألف برميل من النفط يومياً، مقابل دفع الأخيرة مستحقات الشركات العاملة فيه، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه وفد الإقليم إلى تخطي تبادل عبارات «المجاملة»، والابتعاد عن «الإثارة» عبر وسائل الإعلام. ووصل وفدان كرديان إلى بغداد الأحد، الأول يمثل حكومة الإقليم برئاسة نائب رئيس الوزراء عماد أحمد، ويمثل الثاني الأحزاب الكردية، باستثناء حركة «التغيير» المعارضة، برئاسة نائب رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني» برهم صالح، في محاولة وصفت ب «الأخيرة» لحل الخلافات المزمنة بين الجانبين وأبرزها ملفات النفط وحصة الإقليم من الموازنة الاتحادية. وأكدت حكومة الإقليم في بيان أن «الجانبين اتفقا على أن يصدر الإقليم 250 ألف برميل من النفط يومياً، مقابل دفع الحكومة مستحقات الشركات وذلك بموجب الاتفاق المبرم في أيلول (سبتمبر) الماضي»، وأكدت أن نص الاتفاق «سيدرج في شكل مستقل ضمن قانون الموازنة العامة المقبلة، لضمان التنفيذ». وكشف البيان «اتفاق الطرفين على حاجة الفقرات الخاصة بالنفقات السيادية لموازنة عام 2013، إلى مراجعة ووضع مقاييس محددة، فيما تمت الموافقة على صرف النفقات الحاكمة في شكل مباشر إلى الإقليم». وقد تقرر إحالة مضمون الاجتماع إلى البرلمان للمصادقة عليه. وكان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني ذكر في بيان عقب لقائه الوفد الكردي أول من أمس أنه «أكد التزام الإقليم تسليم النفط إلى الوزارة الاتحادية بهدف تصديره». ونشبت بين الطرفين أزمة في العلاقات، بلغت ذروتها في نيسان (أبريل) الماضي عقب إعلان الإقليم وقف صادراته النفطية احتجاجاً على عدم دفع بغداد مستحقات الشركات النفطية المنتجة، قبل أن يتوصلا إلى اتفاق لإنهاء الأزمة في أيلول الماضي. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء نوري المالكي خلال لقائه الوفد الكردي إن «مصلحة العراق فوق كل اعتبار، ويجب ملامسة المشاكل الواقعية والتحرك الحقيقي لوضع الحلول على أساس الدستور، وعدم الاكتفاء بتبادل عبارات المجاملة»، كما دعا إلى «الابتعاد عن الإثارة في الأجواء الإعلامية ووضع آليات للحوار المباشر وبحث المشاكل التفصيلية ومعالجتها على أساس الدستور».