أعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل ناشطين فلسطينيين، أحدهما قائد ميداني في «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، في غارتين نفذهما الطيران الحربي الاسرائيلي على شمال قطاع غزة الذي شهد أيضاً عملية توغل اسرائيلية. ويأتي هذا التصعيد عشية الزيارة التي من المرتقب ان يقوم بها اليوم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزة لافتتاح مشاريع بدء الإعمار في غزة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الطبيب اشرف القدرة ان «مواطنين استشهدا واصيب اربعة آخرون» في قصف جوي اسرائيلي بالصواريخ في بيت حانون. ووصف حال المصابين الاربعة ب «الخطرة». وأعلنت «كتائب القسام» في بيان ان «القائد الميداني عبد الرحمن درويش ابو جلال (25 سنة)، وهو من سكان مخيم جباليا، استشهد في القصف الصهيوني لمجموعة قسامية اثناء تصديها لتوغل شمال بيت حانون»، موضحة ان ثلاثة من الجرحى من عناصرها. وتوعدت بالرد، وقالت: «نؤكد ان العدو لن يستطيع لي ذراعنا، وان جريمته هذه لن تمر من دون رد وحساب، وسيدفع الصهاينة ثمنها». وقالت «كتائب الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، مقتل احد عناصرها، موضحة انه «الشهيد ياسر الترابين». واستهجنت حركة «حماس» التصعيد الإسرائيلي قبيل عيد الأضحى المبارك، وقال الناطق باسمها فوزي برهوم إن التصعيد يهدف إلى «تعكير الأجواء في غزة والتنغيص على أهلها، وتحديداً قبيل عيد الأضحى المبارك، وإشاعة جو من الخوف والإرباك للتأثير على حال الحراك والجهد المبذول باتجاه الاستقرار الأمني والاقتصادي والعمراني». واعتبر «استمرار الصمت الأوروبي والدعم الأميركي المالي والعسكري للاحتلال بمثابة ضوء أخضر لسفك مزيد من الدم الفلسطيني الذي أصبح ثمناً لأي مكاسب انتخابية أميركية كانت أو إسرائيلية». وطالب بموقف عربي رسمي رادع للاحتلال، مشدداً على ضرورة استخدام واستغلال أوراق الضغط للجم الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني. وطالبت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» فصائل المقاومة في قطاع غزة، بضرورة توحيد الرد على جرائم الاحتلال «الإسرائيلي». ونقلت وكالة «سما» عن القيادي في الحركة داوود شهاب قوله ان «العدوان ما زال سياسة ثابتة عند الاحتلال، وأن (إسرائيل) تستهدف كل ما هو فلسطيني»، مؤكداً «حق المقاومة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني مهما كانت التضحيات». وأضاف: «فاتورة الحساب مع الاحتلال ارتفعت، وستأتي اللحظة التي يدفع فيها الاحتلال ثمن عدوانه وجرائمه بحق شعبنا». وأكدت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان الطيران شن غارتين على شمال القطاع صباح امس. وأوضح الجيش الاسرائيلي في بيان ان غارة جوية استهدفت مجموعة فلسطينيين رداً على اطلاق قذيفة هاون باتجاه «دورية روتينية» للجيش الاسرائيلي قرب القرية التعاونية (كيبوتز) «نير عام». وتحدث ناطق باسم الجيش الاسرائيلي عن «اطلاق اربع قذائف على جنوب اسرائيل لم تسفر عن ضحايا او اضرار». وتوعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بمواصلة استهداف «حماس» رداً على استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه مناطق في النقب الغربي جنوب إسرائيل. وقال قبل اجتماعه بمبعوث اللجنة الرباعية توني بلير «إن الشيء الحقيقي أننا نتعامل مع إطلاق الصواريخ باستمرار، فحماس تطلق الصواريخ بدعم من إيران، أطلقوها سابقاً وعادوا لإطلاقها مرة أخرى، ولا يمكن أن نسمح لأحد بتسليح نفسه وإطلاق النار علينا». وأضاف: «كل من يطلق النار علينا، لن يتمتع بالحصانة ولن يفلت من العقاب، هاجمونا من قبل ومن بعد، وسياستنا لن تختلف تجاه المنظمات الإرهابية في غزة، ولن يتمكنوا من الفرار من دون عقاب وهم يعرفون ما نقوم به». من جهة ثانية، قامت دبابات وجرافات اسرائيلية بعملية توغل في قطاع بيت حانون حيث جرى تبادل لاطلاق النار بين جنود وناشطين فلسطينيين. وأكد عدد من سكان البلدة الحدودية مع اسرائيل ان خمس دبابات على الاقل وعدداً من الجرافات العسكرية الاسرائيلية توغلت بعمق مئات الامتار في اراضي البلدة وسط اطلاق النار. وقال احد السكان وهو خضر المصري في الثلاثينات من عمره: «بدأت الدبابات بالتوغل في ساعة مبكرة، وقامت مجموعة مقاومين بإطلاق قذائف تجاههم ثم قامت طائرة استطلاع اسرائيلية بقصف المجموعة بصاروخ». وقال شهود ان مقاتلين فلسطينيين اطلقوا عدداً من قذائف الهاون على الدبابات الاسرائيلية التي توغلت في اراض زراعية شرق بيت حانون.