في رائعته «أنا رديت لعيونك»، يصور الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر قصة الأهلي مع بطولة آسيا، فقد كان أول فريق سعودي يشارك في بطولة أندية آسيا قبل 26 عاماً، وحل وصيفاً لفريق دايو الكوري. غاب الأهلي عن نهائيات البطولة الآسيوية منذ ذلك التاريخ، لكنه لم يغب عن المشاركة فيها خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه يعود إليها هذه المرة، وهو أكثر إصراراً على الفوز باللقب من الأرض الكورية. والحقيقة أن فريق الأهلي الحالي «منتج فاخر»، ولا سيما أن صناعته استغرقت وقتاً طويلاً، وتطلب حضوره بهذه الأناقة عملاً وجهداً ومالاً، وإدارة فهمت متطلبات المرحلة، وشروط العودة إلى المكان اللائق بالأهلي. إن الحديث عن الأهلي، هو حديث في التاريخ، وفي الجغرافيا، وفي الهندسة والتخطيط، وهو ما جعل منه «جامعة» تقدم لطلابها كرة القدم والرياضة بمفهوم أن الرياضة قبل ليست فوزاً وخسارة فقط، بل أخلاق ورقي. تلك النظرية التي سار عليها النادي الأهلي مكنته من الوصول إلى أهدافه وفق رؤية كانت أشبه بخريطة طريق، بدأت منذ ثلاثة أعوام، وصل فيها الأهلي في عامه الأول إلى مركز لا يليق به في الدوري، ومع ذلك لم يتوقف العمل. وفي العام الذي يليه نافس الفريق على بطولة الدوري، وكان قريباً من تحقيق اللقب، الذي ذهب إلى فريق الشباب المنافس القوي، وإن كان يحسب للأهلي أنه بقي منافساً على البطولات المحلية، وهو في الوقت نفسه يخوض منافسات شرسة في دوري أبطال آسيا عبر مجموعته الحديدية. لقد برهن الأهلي على أنه قادر على أن يكون منافساً وبطلاً في الداخل، ومنافساً في الخارج، وليس هناك دليل أكبر من حصول الفريق على لقب وصيف بطل الدوري، وفوزه بكأس الأبطال في الموسم الماضي، وتأهله للمباراة النهائية لدوري أبطال آسيا. ولعل ما يميز الأهلي عن غيره، أن لديه أكاديمية بدأت في الإنتاج، وكان أول إنتاجها للفريق الأول اللاعب القادم مصطفى بصاص، وفي القريب العاجل سيعلن الأهلي من خلال أكاديميته «الاكتفاء الذاتي». أمام أولسان الكوري غداً سيخوض الأهلي مباراة مفصلية - نهائية - على لقب القارة، لن يكون الأهلي فيها ضيف شرف، بل سيدخلها بشخصية البطل، وهذا هو سلاح أهلي 2012. ولو جاءت الظروف على غير ما يتمناه محبو الأهلي للأهلي، وخسر الفريق اللقب - لا قدر الله -، فإن ذلك إن حدث لن يخدش صورة الأهلي وحضوره الجميل في دوري أبطال آسيا، بل ستكون بداية لحضور بطولي على مستوى القارة، وفالك طيب يا أهلي. [email protected] @abdullahshaikhi