تناولت في مقالي الأخير طبيعة العلاقة المتوترة بين ناديين كبيرين كالأهلي والاتحاد، اعتبرت أن ما يحدث بينهما هذه الأيام هو امتداد لما كان يحدث في السابق، لأنهما يمثلان القطبين الكبيرين في جدة. وبناءً على معلومات غير دقيقة، وأعترف بذلك، بنيت رأيي الذي لمت فيه إدارة النادي الأهلي، إذ أعتقدت أنها هي من بادر بطلب تقسيم المدرجات في مباراتي الفريقين في نصف نهائي دوري أبطال آسيا. ليس لأن الأهلي ارتكب خطأً، وإنما لكون التجارب في مثل هذه الحالات لم تنجح من السابق مع إدارات الاتحاد المختلفة، ثم لأن أنظمة الاتحاد الآسيوي فرضت هذه التقسيمات في مباريات الذهاب والإياب. والحقيقة أن كل ما حدث لم يكن للنادي الأهلي علاقة به، إذ اتضحت الصورة، وتجلت الحقيقة التي كانت غائبة بظهور مدير إدارة الكرة في النادي الأهلي طارق كيال، ومن بعده مدير مكتب رعاية الشباب في جدة أحمد روزي من خلال برامج رياضية عدة. إذ صرح الطرفان بالحقيقة التي أنصفت النادي الأهلي وإدارته الواعية، ووضعت اللوم على إدارة نادي الاتحاد التي سعت إلى تظليل الرأي العام، وتأليف القصص والروايات، وهي تعلم أن فكرة التقسيم كانت مقترحاً، تقدمت به الجهات الأمنية، نقله مدير مكتب رعاية الشباب للنادي الأهلي في اتصال هاتفي وخطاب رسمي. وكعادة النادي الأهلي رحّب بالمقترح من منطلق أن المصلحة العامة تتطلب ذلك، خصوصاً أن المباراتين ستلعبان في أيام الحج، وهي الأيام التي تكون فيها القطاعات الأمنية في خدمة ضيوف الرحمن في مكة والمشاعر المقدسة. لكن التفاف إدارة نادي الاتحاد ممثلة في نائب الرئيس وهو محام معروف على موافقتها قبل 24 ساعة من الاجتماع على التقسيم، وهو ما أكّده مدير مكتب رعاية الشباب، ورفضها للتقسيم في اليوم التالي يثير أكثر من علامة استفهام! ولا أدري ما الذي تفكر فيه إدارة الاتحاد، وهل ستكون قادرة على ضبط الأمور في مباراة الذهاب التي ستقام على ملعب الاتحاد المستضيف؟! وكيف ستتعامل مع الجمهور؟! وهل هي على استعداد لتحمل مسؤولية ما يحدث لا سمح الله داخل الملعب وخارجه؟! إننا أمام مباراتين، تحتاج إلى أصحاب الحكمة والعقل الذين يفرقون بين نتائج كرة القدم الوقتية، وبين مصلحة عليا، يترتب عليها تجنيب الناديين نتائج لا تحمد عقباها، ولسنا بحاجة إلى التذكير بما حدث بين جمهور الإسماعيلي والأهلي في الدوري المصري التي راح ضحيتها أبرياء من الجانبين! وما زلت عند رأيي بأن التقسيم هو الحل الأمثل في هذا التوقيت، إلا إذا كانت إدارة نادي الاتحاد ما زالت مصرة على موقفها، فإن عليها أن تتحمل تبعات أي أمور تخلفها المباراة المقبلة، كونها رفضت التجاوب مع طلب الجهات الأمنية! [email protected] @abdullahshaikhi