تشخص الأبصار نحو استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة مساء اليوم، إذ يقام هناك اللقاء المرتقب بين الاتحاد والأهلي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، في صراع من العيار الثقيل والثقيل جداً. الاتحاد تصدر فرق المجموعة الثالثة من دون أية خسارة، وجمع أكثر من 16 نقطة هي الأعلى بين فرق المجموعات، قبل أن يتجاوز بيروزي الإيراني في دور ال16 بثلاثية نظيفة، ثم أقصى غوانزو الصيني المرشح الأقوى لنيل اللقب، في ربع النهائي، فيما تأهل الأهلي عبر البطاقة الثانية في المجموعة الرابعة، ونجح في تخطي عقبة الجزيرة الإماراتي في دور ال16 بركلات الترجيح في عقر داره، قبل أن يكسب سباهان الإيراني في دور ال 8. الإدارتان حرصتا على الإعداد النفسي قبل البدني، وشهدت التدريبات في المعسكرين حضوراً شرفياً كبيراً، كما تم رصد المكافآت والحوافز، إضافة إلى تسليم اللاعبين المستحقات المتأخرة كافة، سعياً إلى التجهيز الأمثل، واشتد الصراع على مستوى التصريحات الإعلامية قبل فترة طويلة، وأشغل تقسيم المدرجات الشارع الرياضي عامة، ومحبي الناديين على وجه الخصوص، فيما كثفت الأجهزة الطبية جهودها لتجهيز المصابين. الاتحاد هو صاحب الضيافة في النزال الأول، ما يجعل مدربه الإسباني كانيدا في غاية الحيطة والحذر، ولن يبالغ في الشق الهجومي خشية أن يلج مرمى فريقه هدف يصعب تعويضه، وكانيدا تحت يده أجندة مليئة بالأسماء ذات الخبرة العريضة في المعترك الآسيوي، إذ يشكل محمد نور مركز القوة الحقيقي فنياً ونفسياً، ولديه قدرة عجيبة على ترجيح كفة فريقه في أية لحظة من المباراة، إلى جانب القتالية العالية التي لا يجيدها سوى لاعبي الاتحاد أسامة المولد وحمد المنتشري وسعود كريري، فيما تعول الجماهير الصفراء على المهاجم نايف هزازي الشيء الكثير للاستفادة من أنصاف الفرص، ودائماً ما يسجل البرازيلي دي سوزا والكرواتي أنس الشربيني حضوراً بارزاً في النواحي الهجومية. المدرب الاتحادي لديه دكة احتياط مزدحمة بالأوراق الرابحة التي تمنحه فرصة تغيير الشكل الفني للمباراة، بوجود الوجوه الشابة فهد المولد ومحمد ابوسبعان ومعن خضري وغيرهم من الأسماء. وعلى الجهة الأخرى، يشمر لاعبو الأهلي عن سواعدهم لكسب الجولة الأولى خارج أرضهم، والاقتراب من تحقيق الحلم بالوصول إلى النهائي الآسيوي للمرة الأولى، بحثاً عن لقب غالٍ جداً، وغائب عن الخزائن الخضراء، ويدرك المدرب التشيخي غاروليم فارق الخبرة الذي يصب في كفة خصمه، إلى جانب أفضلية الحضور الجماهيري، لذا سيسعى جاهداً إلى الخروج بأفضل النتائج وتأجيل الحسم إلى مباراة الإياب. الأهلي يعيش السنتين الأخيرتين أفضل أحواله الفنية، وجماهيره تمني النفس بمعانقة أغلى الألقاب، وترى بأن الجيل الحالي قادر على إعادة جزء من الزمن الجميل للقلعة الخضراء، وخطوط الفريق الأهلاوي تشهد تكاملية رائعة، إذ من الصعب وصف أي من خطوطه بالضعف أو التواضع، في الوقت الذي يمتلك قوة هائلة جداً في خط المقدمة، فالمهاجمان العماني عماد الحوسني والبرازيلي فيكتور سيموس يجيدان التحرك المثالي في المساحات المتاحة في ملعب الخصم، ويعرفان طريق المرمى جيداً، ودائماً ما يكونان عبئاً ثقيلاً على دفاعات الفرق المقابلة. تيسير الجاسم يشكل عنصر الخبرة في منتصف الميدان، إذ يتحرك بكل أناقة وينجح في المهام الموكلة له، فيما يتحرك معتز الموسى ووليد باخشوين بحيوية الشباب، فيما ما زال ما يقدمه الأرجنتيني موراليس من دون طموحات الجماهير. الكتيبة الخضراء تمتاز بتنوع الحلول الهجومية، إذ يشكل ظهيرا الجنب كامل المر ومنصور الحربي قوة كبيرة، وخطورة بالغة على المرمى المقابل، تزيد من ضراوة الهجمة التي يقودها الثنائي عماد الحوسني وفيكتور سيموس. يصنف النقاد الرياضيون مباراة الذهاب بالأهم نحو بلوغ التأهل، لذا سيكون السجال على أشده بين الجارين اللدودين، فالاتحاد صاحب الأرض والجمهور يتطلع إلى حسم التأهل باكراً، والأهلي يمني النفس بملامسة نتيجة إيجابية تزيد من حظوظه في مباراة الرد بين أنصاره.