عم الحداد الوطني امس المناطق اللبنانية استنكاراً لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن. وشهدت بيروت توقفاً تاماً لحركتها التجارية، وتراجعت حركة السير على الطرق بسبب حالات الغضب التي استمرت منذ ليل اول من امس، وعبر عنها شبان بإحراق الاطارات ووضع العوائق لا سيما على الطرق الحيوية في اتجاه الجنوب والشمال والبقاع والمطار. واذ تسببت حال الفلتان والفوضى ببث الرعب في نفوس المواطنين وفي منع موظفين من الوصول الى اعمالهم لا سيما المستشفيات، فان انتشار الجيش اللبناني في الاحياء التي شكلت في الماضي بؤر احتكاك مع مناصرين لاحزاب من قوى 8 آذار، حال دون حصول اي تدهور امني. وأعيد فتح الطرق في مدينة صيدا بعد توافق فاعلياتها على تجنيبها اي هزة امنية، فيما اعتصم انصار الشيخ احمد الاسير في موقعهم السابق لبعض الوقت. وقطع شبان الاوتوستراد الساحلي عند نقطة جدرا-وادي الزينة بالاطارات المشتعلة والعوائق الحديدية لبعض الوقت وتدخل الجيش وفتحها. وأدت حال الغضب بقاعاً الى قطع طريق شتورة التي اعيد فتحها من الجيش، كما قطعت طريق سعدنايل بالسواتر الترابية. وحاول غاضبون، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، إحراق مكتب لحزب «الاتحاد» التابع للوزير السابق عبد الرحيم مراد عند مفرق بلدة المرج، وتدخل الجيش الذي استعمل الرصاصات المطاطية والهروات، وأدخل خمسة جرحى من مناصري «تيار المستقبل» الى المستشفيات. وسجل على معبر المصنع الحدودي مع سورية عودة عائلات سورية من لبنان الى بلدهم خشية تعرضهم لاعتداءات، كما صرح بعضهم. وحضت قيادة الجيش - مديرية التوجيه اللبنانيين على الصبر والتضامن تجنباً للفتنة. وتوقفت في بيان لها أمس عند «حركة الاحتجاجات الواسعة في مختلف المناطق بعد استشهاد اللواء الحسن ومرافقه وترافقت مع ظهور مسلح وتوتر أمني في أماكن متعددة». وأضافت القيادة أنها «إذ تتوجه الى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي وعائلة الشهيد وأصدقائه وذوي جميع الشهداء والجرحى بأعمق مشاعر التضامن والمواساة، وتعرب عن استنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي الجبان، تعتبر أن اللواء الحسن شهيد الجيش والمؤسسات الامنية وكل لبنان، وتلفت نظر اللبنانيين كافة، الى ان الشهيد كرس حياته في سبيل الوطن وبذل روحه الطاهرة على مذبحه، ليبقى واحداً سيداً حراً مستقلاًّ»، مؤكدة انها «ستتابع حتى النهاية قضية الشهيد وجميع الشهداء والجرحى الذين سقطوا معه، وإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة».