أكد مصدر عسكري لمراسلة "بي بي سي" في بيروت ان زياد الحمصي رئيس بلدية سعدنايل السابق اعترف بتعامله مع اسرائيل وضبطت في منزله أجهزة اتصالات. وأوضح المصدر ذاته ان التحقيقات مع الحمصي متواصلة وستظهر ان كانت هناك شبكة تعمل معه ام ان الامر يقتصر عليه. وكانت قوة من الجيش اللبناني معززة بفوج التدخل دهمت فجر اليوم منزل زياد الحمصي رئيس بلدية سعدنايل (البقاعية) السابق، ونائب رئيس البلدية الحالي ويصدر مجلة محلية عنوانها "الإرادة". وعلى الأثر نزل أهالي البلدة إلى الشوارع وقطعوا الطريق الدولية احتجاجاً على هذه الخطوة، كما نصبوا الخيم على الطريق من سعدنايل باتجاه شتورة – زحلة وأمهلوا الجيش ساعتين للإفراج عن الحمصي مهددين باتخاذ خطوات تصعيدية، ما دفع العناصر الأمنية إلى الانتشار في المنطقة، وعمدت وحدات الجيش اللبناني على الفور إلى نشر تعزيزات إضافية في المنطقة منعاً لتفاقم الأمور، وفي محاولة لفتح الطرقات وتفريق الأهالي، فيما سمع دوي إطلاق رصاص في الهواء. وافاد مصدر عسكري ل"أ ف ب" أن الجيش اللبناني أوقف الحمصي في منزله على خلفية التحقيقات الجارية في شبكات التجسس الاسرائيلية، مشيراً إى أن "بعض السكان لم يفهموا سبب التوقيف والتبس عليهم الامر فقاموا برد فعل". ونقلت وسائل الإعلام اللبنانية، أن القوى الأمنية دهمت منزل رئيس بلدية سعدنايل للاشتباه بتعامله مع المخابرات الإسرائيلية. ونقل تلفزيون ال "أن بي أن" عن مصادر أمنية أن الجيش عثر عند الموقوف على أجهزة إسرائيلية تقنية متطورة وشبكة اتصالات موصولة بالأقمار الاصطناعية. وأوضح المحامي خالد الشحيمي إضافة إلى مصدر أمني لل"أل.بي.سي" ان عناصر الجيش التي دهمت منزل الحمصي كانت تفتش عن أجهزة تنصت للاشتباه بتعامله مع الموساد الإسرائيلي. وانتقد محامي الموقوف زياد حمصي، في حديث إلى "أل بي سي" الطريقة التي تمت بها اعتقال حمصي، مشيراً إلى أن فوج التدخل السريع دخل منزل الكادر في المستقبل زياد حمصي وسُُحب من غرفة نومه وعُصبت عيناه وأخذ بطريقة غير قانونية ما أدى إلى عمليات الاحتجاج التي حصلت، مؤكدا أن التهمة زائفة. وأضاف، بعد أن أكد أن موكّله كادر في تيار المستقبل، "لا نقبل أن تُوجه إليه أي تهمة من أي نوع كانت، وسعدنايل خالية من العملاء وإذا أرادوا العملاء فليبحثوا في صور والنبطية والجنوب"، واصفاً التوقيف ب "الحملة على تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري". وكانت معلومات أوردت أن الحمصي هو المسؤول الإعلامي في الماكينة الانتخابية التابعة لتيار المستقبل في المنطقة، إلاّ أن تلفزيون "أخبار المستقبل" نقل عن مصادر في تيار المستقبل أن لا علاقة للحمصي بالتيار وأن تيار المستقبل سيصدر بياناً يوضح فيه ذلك. ومن جهة أخرى أفاد مسؤول اعلامي في تيار المستقبل (أ ف ب) ان "التيار لا يتدخل في هذه المسألة التي هي بحت امنية ومتروكة للقضاء المختص". وفي وقت لاحق أكدت منسقية الإعلام في تيار "المستقبل" أن الموقوف رئيس بلدية سعدنايل السابق زياد حمصي ليس له أي صلة بالتيار ولا بماكينته الانتخابية في منطقة البقاع. ودعت المنسقية في بيان، المواطنين الى التعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية وترك الحكم الى القضاء اللبناني المختص. كما دعا القوى السياسية الى الوقوف خلف الأجهزة الأمنية التي حققت في الآونة الأخيرة انجازات بكشف سلسلة من شبكات التجسس. ويأتي توقيف الحمصي في وقت كشف فيه عدد كبير من الشبكات المتعاملة مع اسرائيل في مناطق مختلفة من لبنان، وخصوصاً في الجنوب. وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية الاربعاء على ستة لبنانيين بينهم اربعة موقوفين بجرم التعامل مع اسرائيل، ما رفع عدد المدعى عليهم منذ نيسان (ابريل) في هذا الملف الى 13 شخصا هم عشرة موقوفين، تسعة لبنانيين وفلسطيني واحد، وثلاثة فارين.ولا يزال هناك عدد من الموقوفين قيد التحقيق لدى القوى الامنية للاشتباه بقيامهم بنشاطات استعلام واتصال مع اسرائيل.