تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي ساحات حرب ومحاولات إلغاء، فور بثّ خبر اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن في انفجار. نسي بعض اللبنانيين موتاهم وجرحاهم الذين تجاوزوا المئة، والملايين (في الداخل والخارج) الذين أصيبوا بالرهاب مستحضرين أيام الحرب الأهلية السود وسلسلة الاغتيالات منذ عام 2005، وأحداث 7 أيار... ففيما كانت الأوضاع الأمنية تتوتّر على الأرض وخصوصاً في الشمال، حين بدأت طرق البلد تُقطع بالإطارات المشتعلة ولاحظ المواطنون مظاهر مسلحة في أكثر من منطقة، اشتعلت نيران التعليقات على «فايسبوك» و«تويتر» متباينة بين الغاضبة المترحمة على أحد أركان الأمن اللبناني وإعلان النزول إلى الاعتصام لإسقاط الحكومة، وبين شامتة بموت «كاشف الاغتيالات» وبين إشاعات غريبة. فبعد التاسعة من مساء أول من أمس، سرّب بعض من يسمون خط «الممانعة» من المؤيدين لنظام بشار الأسد و«حزب الله»، خبراً مفاده بأن «الحسن قضى منذ 3 أيام باستهداف «أسود المدفعية السورية» على الحدود التركية -السورية وتحول أشلاء هو ومرافقه، في حين أصيب معه (النائب) عقاب صقر في رجله... ومن أجل إخفاء الفضيحة نقلت أشلاء الحسن إلى لبنان وفجّرت بسيارة تويوتا غير مصفحة ومن دون مرافقة وفي المكان نفسه الذي قتل فيه الرئيس الراحل بشير الجميل... وسيحاول الأعداء استغلال هذا الاغتيال في الانتخابات المقبلة والضغط على سورية باتهامها بإشعال لبنان بينما العكس هو الصحيح». عنها تناقل الأصدقاء الافتراضيون الخبر، وبدأت التعليقات مثل «اثنان لا ينفع فيهما شماتة، الموت والمرض»، و«هؤلاء الذين باعوا حياتهم للشيطان مقابل المجد وأقسموا على حماية الفساد وانتشاره في الأرض، لا تجوز عليهم الرحمة أو الحزن أو الشفقة أو حتى الشماتة والفرح»، و«هؤلاء لا يستحقون إلا النسيان وبسرعة»، وغيرها من كلمات الحقد والضغينة. ما جعل بعض الذين اعتبروا هذا الاغتيال جريمة اتهموا به خط الممانعة وسورية تحديداً، إلى إلغاء عدد من أصدقائهم الافتراضيين الذين تطاولوا على حرمة الموت وعلى الحداد الوطني.