قال مسؤولون أميركيون لوكالة أسوشيتد برس إن رئيس محطة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) في ليبيا أبلغ واشنطن بعد 24 ساعة فقط من الهجوم الدامي على القنصلية في بنغازي، في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، إن هناك أدلة على أن الهجوم شنه مسلحون متشددون وليس جمهوراً غاضباً من فيلم أنتج في أميركا ويسيء إلى الإسلام. وليس واضحاً بعد من عرف ببرقية مسؤول الاستخبارات من خارج ال «سي آي أي». وتمسكت إدارة الرئيس باراك أوباما في البداية بالقول إن الهجوم الذي راح ضحيته السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين، جاء نتيجة تظاهرة غاضبة لمحتجين على الفيلم المسيء. ولكن الرواية تغيّرت لاحقاً وصارت الإدارة تؤكد أن الهجوم قام به «إرهابيون». ويقول مساعدون لأعضاء في الكونغرس الأميركي إنهم يتوقعون الحصول على برقية مسؤول ال «سي آي أي» في ليببا بحلول نهاية الأسبوع كي يمكن بناء جدول زمني بما عرفته الإدارة عن الهجوم خلال الفترة التي سبقت إقرارها بأن ما حصل في بنغازي لم يكن رد فعل تلقائياً على الفيلم المسيء. وقال مسؤولان أميركيان إن رئيس محطة ال «سي آي أي» في ليبيا جمع تقارير استخباراتية من شهود خلال 24 ساعة من وقوع الهجوم على القنصلية، وأن هذه الشهادات أفادت أن مسلحين متشددين بدأوا العنف متذرعين بالاحتجاجات التي حصلت في وقت متزامن أمام السفارة الأميركية في القاهرة. وأضاف المسؤولان أن تقرير مسؤول الاستخبارات أُعد ليل الأربعاء 12 أيلول (سبتمبر) ووصل إلى وكالات الاستخبارات في واشنطن صباح اليوم التالي. ونفى القيادي الإسلامي الليبي أحمد سالم بوختالة الخميس ما أوردته وسائل إعلام انه وراء الهجوم على القنصلية. ونقلت وسائل إعلام أميركية الأربعاء عن مسؤولين ليبيين لم تسمهم اتهامهم لبوختالة بقيادة أشخاص نفذوا الهجوم على مقر القنصلية، مشيرة إلى أن الاتهام مستند إلى شهود كانوا في الموقع وشاهدوا بوختالة يقود الهجوم مع مجموعة من كتيبة «أنصار الشريعة». وقال بوختالة لوكالة «فرانس برس» إن «صحيفة نيويورك تايمز نشرت الخبر ونسبته لمسؤولين ليبيين ولم يذكروا أسماء هؤلاء المسؤولين. هذا خبر كاذب وكل ما ورد فيه ملفق لا أساس له من الصحة والمصداقية». وأضاف القيادي الإسلامي الذي كان آمراً سابقاً لكتيبة أبي عبيدة بن الجراح خلال الثورة على نظام العقيد الراحل معمر القذافي: «هناك من ادعى عدم وجودي في بنغازي وأنني فررت خارج البلاد، وهذا عار عن الصحة تماماً وها أنت في بيتي وتحاورني». وأكد أن «موضوع حادثة القنصلية الأميركية ليس فيه جديد، وما ذكرته الصحيفة جاء لخدمة مصالح معينة». وتابع: «ما يمكننا قوله هو أن مجموعة من الشعب خرجت في التظاهرة، وتعامل معهم بالرصاص الحرس المكلف بحماية القنصلية ولا أعلم إن كان من الجانب الليبي أم من الجانب الأميركي، وحدث نوع من الرماية، وفي آخر المطاف قاموا بحرق مقر القنصلية». وأضاف: «هذا حدث مثلما حدث في أي دولة عربية أو إسلامية استنكاراً للفيلم المسيء للنبي محمد». وأكد أن «ليس هناك أي جهة رسمية تخاطبت معي أو تعاملت معي أو سلمتني أي بلاغ أو استدعاء أو أي شيء بهذا الخصوص، إلا ما نقلته لي صحافية من (شبكة التلفزيون الأميركية) «سي بي أس» عن لسان رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف إنه قال: نتهم أحمد بوختالة بشكل رئيسي في أحداث القنصلية الأميركية». وتابع: «اتصلنا بالمقريف عدة مرات ولم نتمكن من الوصول إليه، وأخيراً اتصل به أحد المعارف فأخبره بأنه لم يقل هذا الكلام». على صعيد آخر، قال رئيس الأركان الليبي إن الجيش يتوجه نحو بلدة بني وليد المعقل السابق للقذافي على أمل فرض النظام بعد اشتباكات دامية فيها. وقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأصيب العشرات حين قصفت ميلشيات ليبية مرتبطة بالجيش بلدة بني وليد وواجهت هجمات مضادة يوم الأربعاء. وينتمي كثيرون من أفراد هذه الميلشيات إلى بلدة مصراتة المنافسة التي ثار غضبها بعد مقتل عمران شعبان بعد شهرين من الاحتجاز في بني وليد. وكان شعبان وهو من مصراتة الرجل الذي عثر على الديكتاتور السابق معمر القذافي مختبئاً في أنبوب للصرف في سرت في 20 تشرين الأول (أكتوبر) 2011. في غضون ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة أن الساعدي القذافي يحظى بدعم في أوغندا وجنوب أفريقيا. وجاء في بيان لوزارة الخزانة الأميركية أن الساعدي القذافي الذي لجأ إلى النيجر عام 2011 يحظى بمساعدة مصرفية جنوب أفريقية تدعى دالين سانديرز.