أبدى الرئيس الأميركي باراك اوباما، في مقابلة مع برنامج «ذي ديلي شو» على قناة «كوميدي سنترال»، ثقته بالفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقررة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، نافياً «ارتباك» إدارته بعد الاعتداء الدامي الذي استهدف القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، واسفر عن مقتل 4 أميركيين بينهم السفير. ورداً على سؤال من مقدم البرنامج جون ستيوارت، قال اوباما: «لم أكن مرتبكاً»، وفق ما يقول منافسه الجمهوري ميت رومني، مضيفاً: «نحتاج إلى زيادة أمن البعثات الديبلوماسية في العالم، وسنلاحق اي شخص متورط في الاعتداء». وكان رومني اتهم اوباما بإلقائه اللوم على متظاهرين في مرحلة أولى، قبل أن يقول إن الاعتداء هجوم خططه ناشطون إسلاميون. ورد اوباما خلال مناظرة جمعت بينها الثلاء الماضي باتهام رومني بمحاولة استغلال مسألة تتعلق بالأمن القومي لغايات سياسية. وأصر على إعلانه غداة الهجوم أن اعتداء بنغازي «عمل إرهابي». أبلغ اوباما المقدم ستيوارت أنه اطلع الشعب الأميركي «على كل المعلومات» في هجوم بنغازي فور توافرها. وفيما اعتبر ستيوارت رد الولاياتالمتحدة على الهجوم «غير مثالي، رد اوباما بالقول: «حين يقتل أربعة أميركيين فهذا ليس مثالياً. سنصلح كل الأمور»، في إشارة إلى ثغرات أمنية مفترضة في إجراءات الأمن التي أحاطت الطاقم الديبلوماسي الأميركي في ليبيا. وزاد: «الحكومة عملية كبيرة، وقد يطرأ خلل في أي وقت. ومن واجبك أن تعرف ما هو وأن تصلحه، وهذا ما سيحصل في ولايتي الثانية». وحرص اوباما على التودد إلى الشبان خلال ظهوره السادس في البرنامج الكوميدي الذي يحظى بشعبية كبيرة بينهم، وتطرق أوباما إلى الخطوات التي اتخذها لخفض تكاليف الدراسة الجامعية، ومنح مزيد من الحقوق للمثليين، في حين حذر رومني من إعادة السياسات الاقتصادية التي تحابي الأغنياء، إذا فاز بالانتخابات. ومثل الناخبون دون ال30 سنة جزءاً مهماً من قوة التصويت التي ساعدت اوباما على الفوز عام 2008. وتشير الاستطلاعات إلى أنهم يدعمونه مجدداً هذه السنة، وبفارق كبير عن منافسه رومني. ووعد أوباما بمواصلة جهده للمساعدة في تعافي الاقتصاد من أعمق ركود يواجهه منذ ثلاثينات القرن العشرين، كما كرر أنه لا يزال يريد إغلاق قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، والذي لم يستطع فعله في ولايته الأولى. هدنة وفي مناسبة العشاء الخيري التقليدي الذي ينظمه «آل سميث» في نيويورك سنوياً، لزم اوباما ورومني هدنة قصيرة، وتبادلا الدعابات، وكأنهما زميلان، لدى جلوسهما على طاولة الشرف في فندق والدورف استوريا، وتوسطهما رئيس أساقفة نيويورك للكاثوليك الكاردينال تيموثي دولان. واستهل رومني كلامه بالسخرية من ثروته، وزاد أن «الرئيس المنتهية ولايته لديه شعار جديد بعد صدور بيانات إيجابية حول الوظائف هذا الشهر، هو: أنتم أفضل حالاً الآن مما كنتم عليه قبل أربعة أسابيع». وأضاف أن «الرئيس ينظر إلى الأثرياء حوله، وهو يقول لنفسه لم أعد أملك إلا وقتاً قليلاً لإعادة توزيع كل هذه الأموال». كما هزاً رومني من وسائل الإعلام التي يرى جمهوريون كثيرون أنها منحازة إلى اوباما، وقال «دوري أن أحدد أفقاً إيجابياً لمستقبل البلاد، ودورها أن تعمل كل ما بوسعها كي لا يعلم به احد». أما اوباما، فبدأ بانتقاد ذاتي، مشيراً إلى أنه أظهر حماساً أكبر في المناظرة الثانية، مقارنة بأدائه الكارثي قبل أسبوعين، وقال ضاحكاً: «نلت قسطاً وافرا من الراحة بعد الغفوة الطويلة الممتعة في المناظرة الأولى»، قبل أن ينتقل للسخرية من ثروة البليونير الجمهوري الذي بدأ مسيرته كمستثمر. وقال: «ذهبت للتسوق في بعض المتاجر، بينما ذهب رومني لشراء متاجر».