المدينة، الوكالات - واشنطن في لحظة صعبة من المناظرة الرئاسية الثانية هاجم الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما منافسه الجمهوري ميت رومني بسبب انتقاد المرشح الجمهوري لتعامل إدارة أوباما مع الهجوم القاتل على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية محاولا تصويره على أنه لا يصلح لمنصب القائد العام الأمريكي. وبدا رومني الذي هيمن على لقائهما السابق مذهولا بينما شن أوباما هجومًا مضادًا على منافسه الجمهوري في قضية ليبيا التي تحولت إلى قضية محورية في الحملة الانتخابية الأمريكية. وحدثت هذه المواجهة قرب انتهاء المناظرة الرئاسية الثانية التي جرت في جامعة هوفسترا في هامبستيد بنيويورك الليلة قبل الماضية وهيمنت عليها في الأغلب قضايا الاقتصاد والوظائف والضرائب هم الناخبين الأول في انتخابات السادس من نوفمبر المقبل. وحاول رومني ومساعدوه استغلال هجوم بنغازي وأيضا الاضطرابات المناهضة للولايات المتحدة في دول أخرى في العالم العربي للنيل من رصيد أوباما فيما يتعلق بالأمن القومي واتهامه بانتهاج سياسة فاشلة في الشرق الأوسط. لكن أوباما صال وجال وهاجم رومني واتهمه بمحاولة استغلال هجوم بنغازي ومقتل السفير لتسجيل نقاط سياسية. وقال أوباما «بينما كنا لانزال نتعامل مع المخاطر التي تهدد دبلوماسيينا أصدر الحاكم رومني بيانا صحفيا محاولا تسجيل نقاط سياسية وهذا ليس من شيم القائد العام» ، مشيرًا إلى مسارعة الجمهوريين إلى انتقاد رد فعل الإدارة الأمريكية قبل أن تتكشف الأبعاد الكاملة للهجوم. وتشاحن أوباما ورومني بشدة أمام مجموعة من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي قد توصل بالسرعة الكافية إلى أن هجوم بنغازي هو هجوم إرهابي. وقال أوباما «وقفت في حديقة البيت الأبيض وقلت للشعب الأمريكي وللعالم إننا سنعرف ما حدث تماما وأن هذا عمل إرهابي.» وسارع رومني إلى التعبير عن تشككه وتحدى تأكيدات أوباما غير مدرك فيما يبدو بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي في الصباح التالي لهجوم بنغازي. وقال أوباما لرومني فيما يشبه ضربة قاضية في مناظرتهما التي استمرت 90 دقيقة «عد إلى النص.» وقالت كاندي كرولي منسقة المناظرة موجهة حديثها لرومني ومصدقة على أقوال أوباما «لقد فعل ذلك حقًّا يا سيدي. لقد وصف الهجوم بأنه عمل إرهابي». وأعلن أوباما أثناء المناظرة ولأول مرة مسؤوليته عن هجوم بنغازي. وقال إنه «مسؤول في نهاية الأمر» عن سلامة وأمن الأمريكيين الأربعة الذين قتلوا في هجوم الشهر الماضي. وقال أوباما «أنا الرئيس وأنا المسؤول دائما». وحاول رومني تفادي الخطأ الذي وقع فيه وقال «استغرقوا وقتًا طويلاً للقول إنه عمل إرهابي نفذته جماعة إرهابية.»!! وأظهرت استطلاعات الرأي أن الأمن القومي من نقاط قوة أوباما خاصة بعد مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وواصل أوباما هجومه على رومني فحاول تصوير منافسه الجمهوري الذي يفتقر للخبرة في السياسة الخارجية وبدا غير واثق خلال ظهوره المحدود على المسرح العالمي بأنه لا يصلح لشغل منصب القائد العام في عالم محفوف بالمخاطر. ورد رومني الهجوم قائلاً: أن حادثة بنغازي «تشكك في مجمل سياسة الرئيس في الشرق الأوسط.» واستطرد «انظر لما يحدث في سوريا ومصر وليبيا الآن. فكر في المسافة بيننا وبين إسرائيل.» وأشار إلى أن إيران اقتربت من امتلاك قنبلة نووية في السنوات الأربع الأخيرة. من جهة أخرى حقق الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتصارًا قضائيًا يمكن أن يكون حاسمًا في ولاية أوهايو (شمال) التي تشهد تنافسا شديدًا، سيسمح للمزيد من الناخبين المعروفين عادة بميولهم الديموقراطية بالتصويت مبكرًا في الانتخابات الرئاسية. فقبل بضع ساعات من المناظرة، رفضت المحكمة العليا طلبا للجمهوريين في أوهايو يهدف إلى الحد من الحق في التصويت المبكر في الأيام التي تسبق الانتخابات الرئاسية، وهي فترة يعول عليها الديموقراطيون لتحقيق تعبئة شاملة في قاعدتهم وخصوصًا في المدن.