ألقت مباحث الأموال العامة المصرية القبض على سعوديين وإماراتيين ومصريين بتهمة ترويج تأشيرات حج مزوّرة، بغرض التربح والكسب غير المشروع. وكشفت تحقيقات النيابة المصرية عن قيام كل من طلعت نجيم وأحمد مصطفى (سعوديين) بتزويد أحمد الجندي ومهنته محام وعلي محمد علي (مصريين) بتأشيرات حج شك الأخيران في صحتها، فتوجها إلى السفارة السعودية في القاهرة للكشف عنها، فأكد القسم القنصلي في السفارة أنها «مزوّرة»، ووجّه القنصل العام السعودي لدى القاهرة خطاباً إلى مدير مباحث الأموال العامة جاء فيه: «نود إفادتكم بأنه قدم إلى القسم القنصلي بالقاهرة يوم الأربعاء 3 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري الساعة 3.5 عصراً كل من أحمد الجندي ومهنته محام بحسب تعريفه وعلي محمد علي، وأفادا بأنهما حصلا على تأشيرات حج من أشخاص سعوديين وإماراتيين ومصريين في مقابل مبالغ مالية، ومن خلال الكشف على التأشيرة المرفقة، اتضح أنها مزوّرة، وليست صادرة عن القسم القنصلي، لذا آمل تكرم سعادتكم بتعميد من يلزم اتخاذ اللازم، بحسب توجيهات السفير». كما وجّه سفير الرياض لدى القاهرة مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد قطان، خطابين إلى مدير مباحث الأموال العامة المصرية، أكد فيهما عدم حمل المتهمين العاملين في سفارة الرياض لدى القاهرة أية صفة ديبلوماسية وقال: «أود الإفادة بأن طلعت حسين نجيم (سعودي الجنسية) يعمل كمتعاقد بالسفارة السعودية لدى جمهورية مصر العربية، ولا يحمل الصفة الديبلوماسية»، وأشار في خطابه الثاني إلى أن «أحمد مصطفى عبدالواحد عبدالجواد (سعودي الجنسية) ليس مقيداً على القائمة الديبلوماسية التابعة لسفارة المملكة لدى مصر». وأوضحت مصادر ل«الحياة»، أنه تم إلقاء القبض على صاحب شركة سياحية مصرية يدعى مؤمن ذكي، بعد كمين أعدته الجهات المعنية أمام جروبي في ميدان طلعت حرب (وسط القاهرة)، وألقي القبض عليه وبحوزته 25 جواز سفر مصرياً، يقوم بتسليمها إلى علي محمد علي (مصري)، تتضمن تأشيرات حج، وبعد مواجهته أقر بأنها مزوّرة، وأنه حصل عليها من أحمد مصطفى (سعودي)، في مقابل 12 ألف جنيه لكل تأشيرة. وأشارت المصادر إلى أن المتهم السعودي أحمد مصطفى اعترف أمام النيابة بأنه يعمل مسؤولاً للشؤون القنصلية في القنصلية السعودية بدبي، وأنه تعرف على المتهم المصري مؤمن ذكي صاحب شركة السياحة منذ سنوات عدة إبان عمله في السفارة السعودية في القاهرة، وأنه طلب منه ترويج التأشيرات المزوّرة في مقابل 12 ألف جنيه لكل تأشيرة، بعد حصوله على «استيكرات» التأشيرات من المدعو طلعت نجيم (سعودي). فيما اعترف المتهم النجيم (وفق تحقيقات النيابة) بأنه سلم أحمد مصطفى خمسة جوازات بها تأشيرات حج مزوّرة. ورداً على سؤال حول كيفية حصوله على التأشيرات قال نجيم: «أنا أعمل موظفاً في قسم المراسم بالسفارة، وحصلت عليها من خلال عملي داخل السفارة، وهي عبارة عن استيكرات تأشيرات خالية البيانات، سلمتها للمدعو أحمد مصطفى لبيعها، واقتسام قيمتها مناصفة». وبعد مواجهته من النيابة بأنه متهم هو وبقية أفراد الشبكة بتزوير تأشيرات حج، وترويجها للتربح قال وفق التحقيقات: «أنا غلطان».