قرر المكتب السياسي ل «الحركة الشعبية لتحرير السودان» مواصلة مقاطعة جلسات البرلمان للأسبوع الثالث على التوالي، احتجاجاً على «عرقلة» شريكها في الحكم «حزب المؤتمر الوطني»، إقرار حزمة قوانين مرتبطة باتفاق السلام بينهما. وأكدت على لسان أمينها العام باقان أموم رصد خروقات في تسجيل المواطنين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل. وقال أموم للصحافيين في جوبا عاصمة جنوب السودان: «رصدنا خروقات في 13 ولاية في شمال السودان وأربع من ولايات الجنوب العشر». وأكد «وجود ضباط تسجيل ومسؤولين في مفوضية الانتخابات ينتمون إلى حزب المؤتمر الوطني». وأشار إلى «وجود قرار من قبل الأمين العام لمفوضية الانتخابات يوجه بتسجيل الوحدات العسكرية على خلاف قانون الانتخابات». ودعا المكتب السياسي ل «الحركة الشعبية» في ختام اجتماعات طارئة استمرت يومين في جوبا، نوابها إلى التمسك ب «موقفهم البطولي» بالانسحاب من البرلمان، إلى حين التوصل إلى اتفاق على برنامج واضح للمجلس التشريعي لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق السلام. وقال المكتب في بيان أمس إن «الاجتماع ناقش قضايا التحول الديموقراطي، بما في ذلك القضايا المتعلقة بتعديل القوانين المخالفة للدستور الانتقالي والانتخابات والاستحقاقات الضرورية، لجعلها حرة ونزيهة إضافة إلى عملية تسجيل الناخبين». واستنكر «تلكؤ حزب المؤتمر الوطني في تنفيذ البنود الأساسية العالقة في اتفاق السلام الشامل». وتمسك «بإقرار قوانين التحول الديموقراطي اللازمة لانتخابات حرة ونزيهة، وقانون الاستفتاء على حق تقرير مصير جنوب السودان، وقانون استفتاء منطقة أبيي، وقانون المشورة الشعبية لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق». ورحب بالاتفاق على وقف التصعيد الإعلامي بين طرفي السلام، داعياً اللجان من الطرفين إلى «مواصلة الحوار لتجاوز الأزمة، وتفادي تفاقم الأوضاع، ما قد يعرض السودان للانهيار». وكان مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قال إن «الحركة الشعبية» تعمل على «تعطيل الانتخابات في الجنوب بالسلاح، كما تعمل أيضاً على إعاقتها في شمال البلاد». وتحدث عن تعرض عدد من منسوبي «المؤتمر الوطني» إلى «الاعتقال والتعذيب» في ولايات جنوبية. إلى ذلك، أكد رئيس مفوضية الانتخابات ابيل الير إن المفوضية ستنظر في طلبات قدمتها أحزاب لتمديد فترة التسجيل التي ستنتهي نهاية الشهر الجاري. وقال للصحافيين إن «تمديد فترة التسجيل سيؤثر في بقية جداول العملية الانتخابية»، مشيراً إلى أن «عملية تسجيل الناخبين تسير في صورة جيدة في شمال البلاد وجنوبها، منذ بدأت» مطلع الشهر. من جهة أخرى، تجتمع في الخرطوم اليوم الآلية الثلاثية التي تضم كلاً من الحكومة السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، لمناقشة وضع انتشار قوات البعثة المشتركة في إقليم دارفور «يوناميد». وأوضح الناطق باسم القوة الأممية - الأفريقية في دارفور نورالدين المازني أن «الاجتماع سيناقش آخر الترتيبات التي تتعلق باستقبال خمس مروحيات سترسلها حكومة إثيوبيا إلى السودان دعماً للبعثة»، وستتمركز في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.