اكتسح حزب «روسيا الموحدة» الحاكم مقاعد المجالس المحلية، وتمكن من السيطرة على كل مقاعد حكام الأقاليم في انتخابات شهدت عزوفاً عن المشاركة من جانب الناخبين ووصفتها المعارضة الروسية بأنها «كارثية». وأتت نتائج عمليات الاقتراع التي جرت الأحد الماضي، في 77 من أصل 83 إقليماً روسياً، على هوى الكرملين والحزب الحاكم. إذ عززت سيطرة الحزب على غالبية المجالس المحلية في الأقاليم، كما وضعت خمسة محافظين من الموالين للرئيس فلاديمير بوتين على رأس مقاطعات مهمة. وأظهرت النتائج التي أعلنت أمس، تفوقاً كبيراً ل «روسيا الموحدة» زاد في بعض الأقاليم عن نسبة 77 في المئة من أصوات الناخبين، فيما غابت المعارضة تقريباً في كل الأقاليم والمحافظات وحصل أنصارها على نسب ضئيلة جداً في بعضها. وسارع رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف الذي يرأس «روسيا الموحدة» إلى اعتبار النتائج «اختباراً جدياً لمزاج الشارع»، وقال إن هذه الانتخابات أظهرت «خطأ حسابات من راهن على تراجع مواقع الحزب» في الشارع الروسي. ولفت مسؤولون في الحزب الحاكم إلى أن المعارضة الروسية بدت عاجزة عن المنافسة، خصوصاً أن شخصيات معارضة بارزة كانت توقعات أشارت إلى احتمال حصولها على غالبية أصوات الناخبين، فشلت في حشد أكثر من 17 في المئة من الأصوات في مناطق اعتبرت معاقل للمعارضة مثل مدينة خيمكي القريبة من موسكو. وشكلت النتائج انتصاراً كبيراً لبوتين، الذي كان ألغى في العام 2005 تقليد انتخاب حكام الأقاليم بشكل مباشر، واستبدله بقانون يمنح الرئيس صلاحيات تعيينهم. واتخذ قرار العودة إلى النظام الانتخابي قبل سنتين، بمبادرة من مدفيديف عندما كان رئيساً للدولة، واعتبر كثيرون في حينها أن نتائج الانتخابات سوف تشكل مقياساً حقيقياً لسيطرة الكرملين على الأقاليم. تشكيك لكن فرحة النصر عكرها تشكيك قوي من جانب المعارضة الروسية التي أشارت إلى أن نسب الإقبال على صناديق الاقتراع بلغت أدنى مستوياتها في تاريخ روسيا ولم تزد في بعض الأقاليم عن 18 في المئة، بينما بلغت في المتوسط بحسب إعلان لجنة الانتخابات المركزية نحو 30 في المئة. ورأى مسؤول في الحزب الشيوعي أن ذلك «دليل على فقدان المواطنين الثقة بالسلطة أو بقدرة الانتخابات على إحداث التغيير المطلوب». وقال إن عزوف الناخبين «أظهر حقيقة الانتخابات الكارثية». واعتبر نائب رئيس كتلة حزب «روسيا العادلة» في البرلمان ميخائيل يميليانوف، أن «الشعب عبر من خلال مقاطعته هذه الانتخابات عن الاحتجاج على السلطة التي نأت بنفسها عن مصالحه». وحصل حزب «روسيا الموحدة» على أكثر من 70 في المئة من أصوات الناخبين في مقاطعات ساراتوف وبينزا وكوبان، ونحو نصف الأصوات في جمهورية أودمورتيا ومقاطعة سخالين وعلى نحو 40 في المئة في جمهورية أوسيتيا الشمالية وفي مدن فلاديفوستوك وبارناول وكورسك وياروسلافل وتفير وبيتروبافلوفسك كامتشاتسكي.