مقديشو، نيروبي - أ ب، رويترز - اعتبر الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد لقاءه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المقرر في كينيا على هامش جولتها الأفريقية، «فرصة ذهبية» لوقف تدهور الأوضاع في بلاده التي تمزقها المعارك بين القوات الحكومية والميليشيات الإسلامية، وعلى رأسها «حركة الشباب المجاهدين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وبدأت كلينتون أمس من نيروبي جولة أفريقية تستمر 11 يوماً، هي الأطول لها خارج الولاياتالمتحدة منذ توليها منصبها، استهلتها بمخاطبة منتدى للتجارة والتنمية. وستلتقي الرئيس الصومالي قبل مغادرتها كينيا، لإعلان زيادة المساعدات الأميركية لبلاده، لا سيما العسكرية منها. وقال شيخ أحمد في مؤتمر صحافي في مقديشو أمس قبل مغادرته إلى كينيا، إن «حكومتي تعتبر اللقاء مع الوزيرة كلينتون فرصة ذهبية للشعب الصومالي وحكومته». وأضاف أن اللقاء «يوضح أن الحكومة الأميركية وإدارة الرئيس باراك أوباما والمجتمع الدولي مستعدون لدعم الصومال هذه المرة»، مشيراً إلى وعود سابقة بالمساعدات لم تتحقق. وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا قبل أيام أن إدارة أوباما تخطط لمضاعفة إمدادات الأسلحة البالغة 40 طناً لحكومة شيخ أحمد، كما بدأت الولاياتالمتحدة في سرية تدريب قوات أمن صومالية في جيبوتي المجاورة. ويتوقع أن تحذر كلينتون اريتريا من عقوبات في حال استمرار دعمها الإسلاميين الصوماليين الذين يقاتلون حكومة شيخ أحمد. لكن وزير الإعلام الأريتري علي عبده استبق التحذيرات الأميركية المرتقبة، بتأكيده أن العقوبات لن تجدي مع بلاده. وقال إن بلاده تعتبر أن الوقت الحالي «هو الأفضل» منذ بدء الأزمة الصومالية قبل عقدين، لإطلاق حوار سياسي حقيقي للوصول إلى حل بمشاركة كل بلدان القرن الأفريقي. ورغم أن كلينتون سعت إلى إشراك أسمرا في حل الأزمة والتقت نظيرها الأريتري الشهر الماضي في ليبيا، فإن واشنطن لا تزال تلقي باللوم على اريتريا التي تنفي دعمها «الشباب المجاهدين» لقتال حكومة شيخ أحمد. واستهزأ عبده بالتلويح بالعقوبات. وقال: «لا أعتقد أن فلسفة العصا والجزرة ستجدي نفعاً في القرن الحادي والعشرين»، رداً على سؤال عن رسالته إلى الوزيرة الأميركية. واعتبر أن إثيوبيا، وهي العدو التقليدي لبلاده، هي من يجب أن تفرض عليه عقوبات للتدخل في الصومال. وقال إن اتهامات الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة لبلاده تقف وراءها «جماعات مصالح» ولا تعبر عن سياسة الإدارة الأميركية. ويعتقد محللون أن إثيوبيا واريتريا تخوضان حرباً بالوكالة في الصومال. ورأى عبده أن حكومة شيخ أحمد، الحليف السابق لأريتريا، «محكوم عليها بالفشل» لأنها فرضت بإرادة أجنبية. وقال: «هدفنا أن نرى صومالاً موحداً مستقراً يتمتع بالسلام. ولا يمكن تحقيق هذا بفرض حكومات من الخارج ضد إرادة الشعب الصومالي... ومهما امتلكت من قوة وأموال وسطوة، لا يمكنك فرض تفضيلاتك على الشعب كله. لهذا السبب ينتقل الصوماليون من حرب إلى حرب». جولة كلينتون وتشمل جولة كلينتون سبع دول أفريقية، وهدفها الحض على بذل مزيد من جهود مكافحة الفساد والسعي أيضاً إلى تعزيز التجارة، مع تنامي نفوذ الصين في القارة. وتأتي الزيارة بعد أقل من شهر على زيارة أوباما لغانا حيث قال للزعماء الأفارقة إن المساعدات الغربية يجب أن يقابلها حكم رشيد ومزيد من مساعي إنهاء الحروب والقضاء على الأمراض والفساد. وقال مسؤولون أميركيون إن زيارة كلينتون تهدف إلى تعزيز رسالة أوباما، لكنها تؤكد أيضاً أن الإدارة تعتبر أفريقيا إحدى أولويات السياسة الخارجية، على رغم وجود تحديات أخرى بينها الحرب في العراق وأفغانستان. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية جوني كارسون الذي يرافق كلينتون في جولتها إن «الإدارة ملتزمة تجاه أفريقيا. الإدارة قادرة على التعامل مع قضايا متعددة للسياسة الخارجية في الوقت نفسه». وستزور الوزيرة أيضاً دولاً من كبار منتجي النفط في أفريقيا مثل نيجيريا وليبيريا التي تتعافى شأنها في ذلك شأن أنغولا من صراع طويل، إضافة إلى جنوب افريقيا التي تمثل أولوية استراتيجية أخرى لواشنطن بعد تأزم العلاقات الثنئاية أيام إدارة جورج بوش الابن. وفي شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تمزقها الحروب، تعتزم كلينتون زيارة معسكر للنازحين حيث ستثير قضية الاغتصاب وغيره من أشكال العنف ضد المرأة، وهي قضية وعدت بالتصدي لها بعد توليها المنصب. وستكون الرأس الاخضر آخر محطات جولة كلينتون في 13 آب (أغسطس). وتعتبر واشنطن الرأس الاخضر مثالاً على الحكم الرشيد يجب أن يحتذي به باقي افريقيا. ونادراً ما تشمل رحلات المسؤولين الأميركيين الرأس الأخضر، باستثناء التوقف فيها للتزود بالوقود.