أعلنت دمشق امس «ترحيبها» باقتراح روسي تشكيل لجنة أمنية للتواصل المباشر بين سورية وتركيا تقضي بإقامة «آلية لضبط الأوضاع الأمنية» على جانبي الحدود، فيما أقرت واشنطن بأن روسيا لم تنتهك أي حظر على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن بيان لوزارة الخارجية والمغتربين، قوله إن دمشق «ترحب» بما أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام مجلس الاتحاد الروسي في 10 الشهر الجاري «حول ضرورة إقامة آلية للتواصل الأمني المباشر بين سورية وتركيا». وأشار البيان إلى أن الجانب السوري ناقش مع السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمحمدوف «استعداده لإنشاء لجنة أمنية سورية–تركية مشتركة تتولى مهمة إيجاد آلية لضبط الأوضاع الأمنية على جانبي الحدود المشتركة في إطار احترام السيادة الوطنية لكل من سورية وتركيا». وشهدت العلاقات بين سوريا وروسيا من جهة، وتركيا من جهة أخرى توتراً في الأيام الأخيرة، بعد إرغام أنقرة الأربعاء طائرة سورية مدنية قادمة من موسكو على الهبوط لتفتيشها، واتهامها بنقل معدات عسكرية إلى النظام السوري. ونفت دمشق هذه الاتهامات، في حين أكدت موسكو على لسان لافروف أن الطائرة كانت تنقل «معدات رادار مشروعة» بالكامل، وذلك رداً على إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الخميس، أن الطائرة السورية كانت تنقل «معدات وذخائر موجهة لوزارة الدفاع السورية». وكان لافروف شدد الأربعاء، قبل حادثة الطائرة المدنية السورية، على ضرورة وجود «قناة تواصل مباشر» بين سورية وتركيا. وقال للصحافيين في موسكو: «تُظهر التجربة أنه في حال وجود توترات بين بلدين مجاورين، فالسبيل الأفضل لتخطيها هو تأسيس قناة تواصل مباشر»، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية. أضاف: «أعرف أن الطرف السوري مستعد لذلك، وأنا واثق من أن الطرف التركي مستعد أيضاً. ستسمح خطوة مماثلة على الأقل بإلغاء الشروحات والتفسيرات المحوَّرة (...) نتطلع إلى تشجيع شركائنا ليصبح الأمر موضع التنفيذ». وشهدت الحدود بين سورية وتركيا في المدة الأخيرة ارتفاعاً في حدة التوتر بعد تكرار حوادث سقوط قذائف مصدرها الجانب السوري على قرى حدودية تركية، ما دفع أنقرة إلى الرد بالمثل والتلويح بالتصعيد. وأقرت الولاياتالمتحدة، على لسان الناطقة باسم خارجيتها فيكتوريا نولاند، الجمعة بأن روسيا لم تنتهك اي حظر على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها اعتبرت أن «السياسة (الروسية في الملف السوري) تفتقد إلى الأخلاقية». وتتواجه واشنطنوموسكو منذ اشهر بشأن الملف السوري، إذ يأخذ الأميركيون على الروس استخدامهم ثلاث مرات لحق النقض (الفيتو) مع الصينيين لمنع إصدار قرارين في الأممالمتحدة يهددان النظام السوري بعقوبات. وأكدت نولاند أن «كل (الأعضاء) الآخرين في مجلس الأمن يقومون بما في وسعهم بشكل أحادي كي يتأكدوا من أن نظام الأسد لا يحظى بأي دعم خارجي». وأضافت «نقول منذ قرابة العام إن أي بلد مسؤول يجب ألاّ يساعد آلة الحرب لنظام الأسد».