ما أكثر الأزمات التي تنشأ بين الأهلي والاتحاد، فلا يكاد يمرّ موسم رياضي، وإلاّ وخلق الناديان أزمة أو أكثر، ليوقدا بذلك ناراً لا يمكن إطفاؤها. من الواضح أن الناديين يستجيبان ويتفاعلان مع مطالبات جمهورهما، حتى ولو كانت هذه المطالبات غير مقبولة، أو أنها غير منطقية. قبل أسبوعين نشبت أزمة بين الناديين على خلفية تأجيل اللقاء الدوري بينهما، وأدّى ذلك إلى تصاعد لهجة الخطاب بين الطرفين. واعتقد أن الناديين يخطئان كثيراً عندما يتلقيان آراءً من خارج الإدارة تفرض عليهما فعل هذا وترك ذاك، كما يحدث اليوم في أزمة تقسيم مدرجات الملعب. كان من المتوقع أن ترفض إدارة الاتحاد طلب الأهلي تقسيم المدرجات، وإن كنت أرى بأن التقسيم لو تمّ سيكون في صالح الطرفين، كما كان تأجيل المباراة السابقة في صالحهما. ذلك أن جمهور الأهلي كان سيكون له نصف المقاعد في مباراة الذهاب التي يستضيفها الاتحاد، وسيقاسم جمهور الاتحاد جمهور الأهلي مدرجات الملعب في لقاء الإياب الذي سيكون على ملعب الأهلي بحسابات أفضلية التسجيل خارج أرضك. ولا أدري، هل كانت إدارة الأهلي وهي تكتب خطابها الموجه لإدارة الاتحاد، تعتقد أن الموافقة ستأتي مباشرة من إدارة النادي الجار، وجمهوره لم ينسَ حتى الآن قرار تأجيل المباراة. لا ألوم إدارة الاتحاد على رفضها لطلب الأهلي، بقدر ما ألوم إدارة الأهلي على الطلب المرفوض أصلاً قبل التفكير فيه، وهذا ما كان على إدارة الأهلي التنبه له. وعلى العموم، فالعادة في مباريات الذهاب والإياب أن تكون الكفتان متساويتان بين الفريقين المتنافسين، ما يعني أن الاتحاد سيتفوق جماهيرياً في مباراة الذهاب، وسيتفوق الأهلي جماهيرياً في مباراة الإياب. لكن التجارب علمتنا، أن قدر الأندية المتنافسة ذات القاعدة الجماهيرية، لا سيما إذا كانت من مدينة واحدة، كحال الأهلي والاتحاد، والنصر والهلال، لا يمكن أن تكون على وفاق دائم، ولا على خلاف دائم. وإذا كانت الحال كهذه، فلن يكون قرار هذه الأندية الكبيرة بيد «رئيس النادي»، ولكنه بيد «جمهور النادي» الذي يتصوّر أن أي موافقة من ناديه لناد آخر، هو دليل ضعف، وسيطرة ونفوذ للطرف الآخر. مثل هذه الآراء وهذه التصورات عند الجمهور ليست صحيحة، وهي نتاج تعصب زرعه الإعلام بكل وسائله، وغذته بعض الآراء المتشنجة، وآخرها ما تابعناه من مقالات وتصريحات وآراء إعلامية عن المباراة المؤجلة بين الناديين. واللافت أن قرار التأجيل كان يهدف إلى مصلحة وطنية غابت عن الكثيرين، وكانت النتيجة أن وصل الفريقان إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا، فأين هم الآن، وهل ما زالوا متمسكين بآرائهم؟ ومع مباراتين مقبلتين للفريقين، فهما لم يكونا في حاجة إلى أزمة جديدة، لن تكون على مستوى إدارتي الناديين، ولكنها بدأت على مستوى الجمهور في الطرفين، وسيستمر السجال حتى يوم ال22 من هذا الشهر، موعد مباراة الذهاب! [email protected] @abdullahshaikhi