اشتعلت الأحداث الساخنة خارج الميدان بين إدارتي الاتحاد والأهلي قبل خوض مواجهة الذهاب في الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا 2012 ، وعاش الشارع الرياضي في الأيام القليلة الماضية إثارة حقيقية، وتصريحات نارية من مسيري الناديين في أعقاب فكرة تقسيم المدرجات التي تبناها مدير مكتب رعاية الشباب في جدة أحمد روزي وما تلاها من اجتماع عاصف «شب النار» إعلامياً بين الناديين ما بين مؤيد للفكرة، ومعارض لها، لتنتهي فصول القضية الغريبة أخيراً، عند نقطة الصفر من حيث بدأت وتعود الأمور لطبيعتها، وذلك باستفادة الاتحاد جماهيرياً من جولة الذهاب بنسبة 92 في المئة، وبقية نسبة الملعب 8 في المئة لمصلحة الأهلي على أن يحدث العكس في مواجهة الإياب. وتسارعت حدة التوتر بشكل متنامٍ في «القلعة الخضراء» و«المعسكر الأصفر» طوال الأيام الفائتة، ونفى الجانب الأهلاوي أن يكون صاحب مبادرة التقسيم، أو أن يكون له يد في ذلك، إذ أكد مدير الكرة في فريق الأهلي طارق كيال أنهم تلقوا اتصالاً من مدير مكتب رعاية الشباب في جدة أحمد روزي يعرض عليهم فكرة التقسيم ب50 في المئة لكل فريق في جولتي الذهاب والإياب، مؤكداً أن الاقتراح يأتي بسبب النواحي الأمنية، وتم الاتفاق على موعد اجتماع في مكتب الرئاسة للتوقيع على محضر رسمي بهذا الشأن يتم رفعه لاحقاً إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومنه إلى الاتحاد الآسيوي لأخذ موافقته، ولم يكن لدينا مانعاً في ذلك، وعندما ذهبنا إلى الاجتماع فوجئنا برفض الإخوان في نادي الاتحاد لمقترح التقسيم، وهذا من أبسط حقوقهم، وأنتهت المحاولات عند هذا الجانب، وتوقفت كل المساعي لتقسيم المدرجات في المباراتين». وزاد: «هنالك من أقحمنا في الموضوع، وأكد أننا أصحاب المبادرة في التقسيم، وهذا الكلام غير صحيح، فنحن «لا ناقة لنا ولا جمل» في القضية، ولم نبحث عن تقسيم المدرجات، كون الاتحاد سيستفيد من الملعب في المباراة الأولى، ونحن سنستفيد منه في المباراة الثاني، ولكن عندما اخبرنا أن التقسيم لنواحٍ أمنية وافقنا على الفور، وأكدنا رغبتنا في ذلك شريطة موافقة إدارة الاتحاد على التقسيم». من جانبه، شدد نائب رئيس نادي الاتحاد عادل جمجوم أنهم لم يعطوا موافقتهم على التقسيم لمدير مكتب رعاية الشباب في جدة أحمد روزي في بداية الموضوع، وقال: «هاتفني مدير المكتب أحمد روزي وعرض علي الفكرة، وأكد أن الهدف منها أمني في الدرجة الأولى، وطالبته بخطاب رسمي حتى يتم درس الموضوع، وتحديد موعد للاجتماع لإبداء الرأي في ذلك، ومناقشة مواضيع أخرى، وعندما تم تحديد الموعد حضرنا، وأكدنا رفضنا للفكرة بعدما تشارونا في ذلك ووجدنا أن مصلحة الاتحاد تقتضي أن نستفيد من ميزة الجماهير في مباراة الذهاب، ولم يكن حضوري للموافقة على المقترح كما تردد في بعض وسائل الإعلام، وإنما كان تجاوباً مع الخطاب الذي حدد موعد الاجتماع، ولذا أغلق ملف القضية التي وجدت مناخاً مناسباً لشحن الأجواء قبل المباراة، وتفاعلاً غير متوقع من الإعلام الذي فسرها على تفسيرات عدة». وكانت المواقع الإلكترونية الاتحادية شنت هجوماً حاداً على الاتحاد السعودي لكرة القدم متهمة إياه بمحاباة الأهلي وتجاهل الصوت الاتحادي عندما أرسل خطاباً للاتحاد الآسيوي في اليوم التالي لتأهل الفريقين يطلب فيه تقسيم المدرجات بالتساوي بين طرفي اللقاء، إذ اكتشف الاتحاديون هذا الخطاب بعد خطاب وصل إلى النادي من الاتحاد الآسيوي يوضح ضرورة التقيد بتعليمات الاتحاد الآسيوي الخاصة بتقسيم جماهير الفريقين القاضي بمنح المستضيف، وهو فريق الاتحاد 92 في المئة، والفريق الضيف الأهلي 8 في المئة، وبين الخطاب الصادر من الاتحاد الآسيوي في خطابه أن اي تغيير في تقسيم النسب يجب أن يوافق عليه الطرفان، واعتبرت جماهير الاتحاد من جانبها تصرف الاتحاد السعودي غير مسؤول كون الاتحاد المحلي تجاهل الجانب الاتحادي تماماً، وهو المعني بالأمر بصفته مستضيف لقاء الذهاب. وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أرسل أول من أمس خطاباً للأمانة العامة بالاتحاد السعودي يرد فيه على طلب الأخير بتقسيم مدرجات ملعب الامير عبدالله الفيصل بجدة بالتساوي بين الاتحاد والأهلي في مباراتي الذهاب والإياب من الدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا. وقال الاتحاد الآسيوي أنه لا يمانع في أن يتم منح الفريق الضيف نسبة أكبر من 8 في المئة، ولكن يُشترط أولاً موافقة الفريق المستضيف، وأضاف: « بإمكان الفريق الضيف أن يكتب طلباً للفريق المضيف محدداً عدد التذاكر التي يريدها بحد أقصى 8 في المئة، ومن الممكن أن يعطي الفريق المضيف عدد تذاكر أكبر لمشجعي الفريق الضيف، وذلك يجب أن يكون بحسب الاتفاق بين الناديين». واختتم الاتحاد الآسيوي خطابه بقوله: «نرجو ملاحظة أن قاعدة أفضلية الأهداف خارج الأرض ستظل مطبقة، حتى وإن كان الناديان يشتركون في الملعب ذاته، وبالتالي فقد يريد الفريق المضيف أن يبيع تذاكر أكبر لمشجعيه حتى يستفيد من اللعب على أرضه».