بعشرة أفلام لعشر مخرجات شابات من الضفة الغربية وقطاع غزة، انطلقت، في قصر رام الله الثقافي، قبل أيام، فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان شاشات لسينما المرأة، والذي يأتي هذا العام بالشراكة مع مركز المرأة للإرشاد القانوني، وفي إطار مشروع «أنا امرأة من فلسطين». وتناولت الأفلام المعروضة مواضيع عدة، بعضها ذو صبغة وطنية، وغالبيتها ذات صبغة اجتماعية نسوية. ففي فيلمها «هيك القانون» تناولت المخرجة فادية صلاح الدين، المشاكل التي تعتري قانون الأحوال الشخصية، في حين ناقشت المخرجة تغريد العزة في فيلمها «دبلة الخطوبة» فترة عقد القران وما يرافقها من مشاكل «الفسخ»، وتحول المخطوبة إلى مطلقة، بينما لا تلعب المخرجة أميمة حموري في منطقة بعيدة، فهي في فيلمها «فستان أبيض»، تطرح مشكلة الزواج المبكر. ولعبت المخرجة ليالي الكيلاني، في مساحة مختلفة، مسلطة الضوء في فيلمها «لو أخذوه»، على حكاية أم أيمن في قرية بورين قضاء نابلس، والتي تقارع وأبناؤها، وحيدين في منزلهم، المستوطنين، وهم يعرفون انهم لو تنازلوا عن المنزل لسقط الجبل كله، مقدمة صورة مقاومة «شرسة» في وجه المستوطنين وسلطات الاحتلال الداعمة لهم. مشاكل الغزّاويات وقدمت مخرجات قطاع غزة، ستة أفلام، تناولت في مجملها مشاكل يعانين منها في هذا الجزء المحاصر على أكثر من صعيد، ففي فيلم «قطعت» تتحدث المخرجة آثار الجديلي، عن انقطاعات التيار الكهربائي المتتالية هناك، بينما كان ل «ضجة» آلاء الدسوقي حديث عن زاوية أخرى للمعاناة، على وقع أصوات القصف، وصافرات سيارات الإسعاف، والهتافات في جنازات الشهداء. وتراوحت مواضيع الأفلام المتبقية ما بين الحديث عن الانفصال الزوجي كما في فيلم «انفصال» لأريج ابو عيد، ومشكلة قصر القامة في فيلم «أقدام صغيرة» لإيناس عايش، وذاكرة لاعبات الرياضية الغزيات. وكان محور فيلم «أبيض وأسود» لرنا مطر، أحلام الصبايا التي تصطدم بجدار الواقع، أما موضوع فيلم «خارج الإطار» فلرهام الغزالي. وفي كلمة الافتتاح استذكرت مدير عام شاشات الدكتورة علياء أرصغلي تأسيس المؤسسة في العام 2005 «حين استبعد الكثيرون، كما قالت، امكانية نجاح المؤسسة لأننا نعمل في زاوية صغيرة وعلى أربعة مجالات عمل فقط، وليس لنا طموح البرامج الكبيرة أو الشعارات الضخمة، فقلنا، إذا ما استطعنا أن نحقق شيئاً في جزء بسيط من هذه الزاوية نكون أكثر من سعداء»... و «قيل لنا أيضاً إن المهرجان لن يستمر بعد سنته الأولى، إذ لا يوجد جمهور لسينما المرأة خارج جمهور النخبة ومنطقة الوسط، ولكن هذا لم يكن الهدف من تأسيسنا، كان هدفنا يتمثل بالوصول إلى كل فلسطين من بيت فجار والفارعة إلى نابلس ودير البلح والنصيرات وجنين، إذ كنا على يقين بأن الجمهور الفلسطيني قادر ويقدِّر العمل الثقافي الجاد ويهتم بالمعرفة، ولم نشأ أن ننتقص من ميزاته». إرادة المرأة ووجدت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي في المهرجان واستمراريته «دليلاً ملموساً على إرادة المرأة الفلسطينية وقدرتها على الفعل في واحد من أهم الميادين الثقافية والتي تساهم دوماً في نقل صورة وافية صادقة عن واقع المرأة الفلسطينية ونضالها لتحصيل حقوقها». وقالت: عاماً بعد عام يتضح مستوى الاحتراف في اختيار قصص الأفلام ومواضيعها والقدرة على التعبير عنها، لا سيما الأفلام القادمة من غزة والتي تقدم القطاع بصورة مغايرة عما يعرفه الجميع.