أنقذ المرشح الجمهوري ميت رومني حظوظه الانتخابية وحصد زخماً شعبياً بعد تفوقه في مناظرته الأولى مع الرئيس باراك أوباما ليل الأربعاء -الخميس، وبفضل أداء هجومي ومتألق، حشر فيه أوباما في موقع دفاعي ومرتبك. غير أن المناظرة لن تكون كافية لقلب المشهد في الولايات الحاسمة حيث يتقدم الديموقراطيون، وستليها محطات مهمة تتناول الاقتصاد، تحدد مصير الرجلين يوم التصويت في غضون أربعة أسابيع. وهيمن على مناظرة كولورادو الجدل حول الشأن الاقتصادي والمفارقات الضريبية وخطط الضمان الصحي والرقابة على المصارف. غير أن رومني الذي جاء إلى المناظرة مدركاً عمق مأزقه الانتخابي وتراجعه في معظم الولايات الحاسمة، قدم أداء متألقاً وحماسياً، فيما تخبط أوباما وبدا متردداً وطغت على حضوره ك «بروفيسور» النظريات المطولة حول الاقتصاد، بدل مبادرته إلى هجوم مركز ومختصر. ولم تساعد أوباما الإدارة الضعيفة للمناظرة من الإعلامي جيم ليرير الذي قاطعه رومني أكثر من أربع مرات ولم يعقب على كثير من أسئلته. وأجمعت افتتاحيات صحف كبرى مثل «نيويورك تايمز» و»واشنطن بوست» على أن المناظرة اتسمت ب «غياب الوضوح» و»التكرار» في القضايا السياسية، من دون تقديم تفاصيل عن استراتيجية الحكم في السنوات الأربع المقبلة. وأخذ المعلقان البارزان، روجر سيمون في «بوليتيكو» وأندرو سوليفان في «نيوزويك»، على أوباما حضوره الضعيف، وتساءل المقدم في شبكة «أم أس أن بي سي» كريس ماثيوز، إذا كان أوباما فعلاً أراد المناظرة. وسيساعد أداء رومني في إثارة القاعدة الحزبية الجمهورية التي خاطبها بالحديث عن خفض العجز واقتطاع البرامج الحكومية ولو كانت تتعلق بالتلفزيون الرسمي وبرنامج «افتح يا سمسم»! وأشار استطلاع لشبكة «سي بي أس» بعد المناظرة إلى أن 46 في المئة اقتنعوا برومني، في مقابل 22 في المئة لأوباما، و32 في المئة للتعادل بينهما. وحاولت حملة أوباما الدفاع عن أدائه والتأكيد على التزامه الخطوط الأساسية لسياسته وعدم ارتكاب هفوات، فيما انقض الجمهوريون على أداء الرئيس، ووصفوه ب «الخائب» و»بداية النهاية» كما قال المعلق بيل كريستول. غير أن بداية النهاية لم تحسمها المناظرة لأي من المرشحين، وكونه تقليدياً لا يعود للمناظرات حسم السباق. فهي ساعدت رومني في كسب زخم انتخابي، وعلى الأرجح ستضيق هامش الاستطلاعات في الأسابيع الأربعة الأخيرة، إنما ليست كافية لقلب المعادلة في ولايات حاسمة حيث يرتكز الجدل حول مواضيع محددة مثل ضمان الشيخوخة أو قطاع صناعة السيارات. ويتقدم أوباما حالياً في هذه الولايات وتعطيه التقديرات أصوات 290 كلية انتخابية مقابل 190 لرومني (270 مطلوبة للفوز). وستنتظر الحملتان صدور تقرير البطالة اليوم للبناء عليها، كما يستعد المرشحان لمقعد نائب الرئيس جوزيف بايدن وبول ريان لمناظرتهما الخميس المقبل. أما رومني وأوباما، فأمامهما مواجهتان تلفزيونيتان في 16 و22 الشهر الجاري. ونصح المعلق روجير سيمون الرئيس الأميركي باحتساء القهوة قبل المناظرة، فيما ستعمل حملته على المزيد من الجلسات التدريبية لاستعادة حضوره الحماسي الذي تميز به في 2008.