ألغى الرئيس السوداني عمر البشير زيارة مقررة الى كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان أمس بعد معاودة متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» قصف المدينة، بينما عرض رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت الوساطة بين الخرطوم والمتمردين. وتجدد قصف المتمردين على مدينة كادقلي للمرة الثانية في يومين، إذ سقطت ليل الثلثاء - الأربعاء ثلاثة صواريخ «كاتيوشا» على أحياء البان جديد والمعلمين والقشلاق، بعد يوم من سقوط 8 صواريخ مماثلة أوقعت 7 قتلى و22 جريحاً، وذلك قبل زيارة معلنة للبشير إلى المدينة كانت مقررة أمس لمخاطبة الجلسة الختامية لملتقى السلام الذي يشارك فيه نحو 600 من السياسيين والمسؤولين والقيادات القبلية. وأجرت طائرات عسكرية من طراز ميغ وهيلكوبتر من طراز «أبابيل» تمشيطاً واسعاً لسماء كادوقلي في أكبر استعراض للقوة، وراجت معلومات عن نجاح السلطات الأمنية في القبض على الخلية التي قامت بتنفيذ عملية «الصيد الثمين» بإطلاق صواريخ «كاتيوشا» على كادقلي عقب مطاردة عنيفة. ويعتقد أن العملية كانت تستهدف مساعد الرئيس نافع علي نافع الذي كان معلناً أنه سيزور المدينة لمخاطبة افتتاح ملتقى السلام. وقال المسؤول الطبي في مستشفى كادقلي جودة صالح لمجموعة من الصحافيين زاروا المدينة، إن غالبية الجرحى غادروا المستشفى بعد استقرار حالهم الصحية عدا ثلاثة في حال خطرة، مشيراً إلى وفاة أحد الجرحى متأثراً بشظايا قذيفة في رأسه. وقال حاكم ولاية جنوب كردفان أحمد هارون إن «الحركة الشعبية - الشمال» عبّرت عن حال يأسها إلى مواطني الولاية ب «رسالة واضحة كتبتها على أشلاء الأطفال والنساء»، مؤكداً أن أهل الولاية يردون على المتمردين عبر وعيهم بقضاياهم والجلوس لحلها. وفي تطور آخر، استدعت الخارجية السودانية أمس الأربعاء سفير النروج المرشح لدى السودان وأبلغته طلب الخرطوم من حكومته سحب أحد ديبلوماسيها من البلاد، وذلك رداً على ابعاد أوسلو ديبلوماسياً سودانياً للاشتباه في تجسسه على اللاجئين السودانيين في النروج.