اقترع الفنزويليون أمس، في انتخابات رئاسية تشكّل أبرز تحدٍ للسنوات ال14 من حكم هوغو تشافيز، في مواجهة مرشح المعارضة الموحدة إنريكه كابريليس رادونسكي. ودُعي حوالى 19 مليون ناخب الى الإدلاء بأصواتهم في 13800 مركز اقتراع، زُوّدت أجهزة إلكترونية للتصويت من خلال بصمة الإصبع، لمنع التزوير. ومراكز الاقتراع لا يمكن أن تُقفل، طالما بقي ناخب واحد ينتظر دوره للتصويت. وأعلنت اللجنة الانتخابية انها لن تعلن أي نتائج، سوى بعد أن «يصبح اتجاهها غير قابل للتغيير». وانتشر حوالى 139 ألف جندي في البلاد، لضمان أمن الاقتراع، فيما مُنع المواطنون من حمل السلاح حتى اليوم، كما حُظر بيع المشروبات الروحية، وأُمرت الشرطة بالبقاء في ثكناتها ووُضعت بتصرف الجيش. وأغلقت فنزويلا حدودها امام «الأفراد والمركبات»، على حدودها مع البرازيل وكولومبيا وغويانا. ولا يشرف مراقبون دوليون رسميون على الانتخابات، لكن فنزويلا دعت وفداً من مجموعة دول أميركا اللاتينية، يضم حوالى مئتي شخص، «لمواكبة» الاقتراع. وتُنظم الانتخابات بإشراف عشرات الآلاف من المراقبين من هيئات مستقلة، ومن حزب تشافيز والمعارضة التي أعلنت أنها سترسل مراقبين الى كل مراكز الاقتراع. وأظهرت غالبية استطلاعات الرأي تقدّم تشافيز (58 نسة)، لكن كابريليس (40 سنة) قلّص الفارق الى حد كبير، وبات يشكل أبرز تهديد انتخابي للرئيس الفنزويلي، منذ انتخابه للمرة الأولى عام 1998، خصوصاً بعد توحّد 30 حزباً معارضاً وراءه. وما زال تشافيز الذي خضع لجراحتين في كوبا، إثر إصابته بالسرطان، يحظى بدعم شعبي ضخم، خصوصاً بسبب البرامج الاجتماعية التي طبقها، والممولة من عائدات النفط. أما كابريليس فتعمد إنهاء الانقسام السياسي بين مؤيدي تشافيز ومعارضيه، ومكافحة الجريمة، والمصالحة بين القطاعين العام والخاص، مستوحياً من النموذج الذي يطبقه يسار الوسط في البرازيل. وقال تشافيز: «تلقينا بالإجماع من القطاعات السياسية ورئيس المؤتمر الاسقفي ومالكي وسائل الإعلام، تأكيداً لفاعلية النظام الانتخابي الفنزويلي وشفافيته وصدقيته». وحضّ في مؤتمر صحافي السبت، «كلّ الأطراف السياسيين الفاعلين، من اليسار واليمين والوسط، الى الاستعداد نفسياً لقبول النتائج، اذ لن تكون نهاية العالم لأي شخص». وأعرب عن «ثقته بأن كل شيء سيتمّ في طريقة سلمية، وبأن الأطراف السياسيين الفاعلين الأساسيين سيعترفون» بالنتائج الرسمية للاقتراع، متعهداً بأن تصبح «الثورة الاشتراكية غير قابلة للتراجع» في السنوات الست المقبلة، إذا فاز في الانتخابات.