يتطلع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إلى الفوز بولاية ثالثة، في انتخابات الرئاسة غداً الأحد، لكنه يواجه للمرة الأولى منذ تسلّمه السلطة في العام 1999، تحدياً جدياً ممثلاً بمرشح المعارضة إنريكه كابريليس رادونسكي. وتشافيز الذي ما زال يحظى بشعبية كبيرة، بفضل ما يتمتع به من «كاريسما» ومشاريعه الاجتماعية التي موّلها بموارد النفط، يبقى الأوفر حظاً للفوز بولاية جديدة من 6 سنوات، لكن كابريليس قلّص في الأسابيع الأخيرة الفارق في نيات التصويت، بفضل حملة انتخابية ماراتونية في البلاد. وانعكس ذلك حذراً ليس معهوداً لدى تشافيز، إذ دعا أنصاره إلى «عدم الانسياق إلى الشعور بالانتصار»، مضيفاً: «سنفوز، لكننا لم نفزْ بعد». كما أقرّ ب «ارتكاب أخطاء في تطبيق البرامج التي لم تُنجز كما يجب، خصوصاً في الخدمات العامة»، طالباً من الناخبين مزيداً من الوقت لاستكمال «ثورته الاشتراكية». لكن الوضع الصحي للرئيس الفنزويلي يثير تكهنات، بعد خضوعه لجراحتين في كوبا، عامي 2011 و2012، لاستئصال سرطان في الحوض. وسعى تشافيز (58 سنة) الذي كان مرّر العام 2009 تعديلاً دستورياً يتيح للرئيس الترشح لعدد غير مُحدّد من الولايات، إلى طمأنة الرأي العام إلى قدرته على ممارسة مهماته. أما كابريليس، وهو محام مفعم بالحيوية، فيفخر بأنه لم يخسر اقتراعاً مرة (انتُخب رئيس بلدية ونائباً وحاكماً)، ويعتبر أنها المرة الأولى التي باتت المعارضة في موقع يتيح لها إحراج تشافيز. وبعد حصوله في شباط (فبراير) الماضي على مبايعة 30 حزباً من مختلف الانتماءات، إثر انتخابات تمهيدية مفتوحة وتُعتبر سابقة، وصف كابريليس نفسه بأنه بمثابة «داوود ضد غوليات»، متهماً خصمه بأنه «مصاب بمرض الحكم»، كما رأى أن الشعب «يتطلع إلى تغيير». ونجح كابريليس (40 سنة) في إعطاء وجه جديد للمعارضة التي باتت أقرب إلى الوسط، محدثاً قطيعة مع الأحزاب الليبرالية القديمة والنخبة الحاكمة سابقاً والتي تثير رفضاً شعبياً. وركّز حملته على المشاكل اليومية للفنزويليين، مؤكداً أنه سيواصل البرامج الاجتماعية، لكنها لن تقتصر حصراً على «أصحاب القمصان الحمر»، أي أنصار تشافيز الذي نعت خصمه بأنه يمثّل «البورجوازية التي لا وطن لها». وتعهد كابريليس حلّ المشاكل المتفشية في البلاد، من أزمات المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي، إلى الفساد والعنف، اضافة إلى النهوض بالتوظيف والعودة إلى اقتصاد السوق، فيما بلغت نسبة التضخم 27.6 في المئة خلال 2011. أما تشافيز فجمع مئات الآلاف من أنصاره في كراكاس، في لقاء انتخابي تخلّلته ثلاثة خطابات. وحيا الرئيس المنتهية ولايته «المدّ البوليفاري»، نسبة إلى محرر أميركا اللاتينية سيمون بوليفار، وحضّ مؤيديه على الاقتراع ومراقبة التصويت، كي لا «تشتكي (المعارضة) من تزوير».