حفل برنامج زيارة الأوروغواي، المحطة الرابعة في جولة الرئيس اللبناني ميشال سليمان في أميركا اللاتينية، بلقاءات رسمية، جدد سليمان خلالها مواقفه من الربيع العربي والقضية الفلسطينية. وأجرى سليمان محادثات مع رئيس الأوروغواي خوسيه موخيكا الذي لفت إلى أن سليمان «الرئيس اللبناني الثاني الذي يزور بلده منذ عام 1954»، واعتبر «أن مساحة لبنان الجغرافية الصغيرة سبب مهم يجعلنا نناضل معه من أجل تحقيق الأهداف التي نلتقي عليها في القضايا الإنسانية العادلة وتلك المطروحة في المحافل الدولية»، مشدداً على الدور الإيجابي الكبير الذي تلعبه الجالية اللبنانية في الأوروغواي لتفعيل الحياة اليومية في هذا البلد والمساهمة في تطويرها وازدهارها. وكان سليمان الذي انتقل من الأرجنتين إلى الأوروغواي مساء أول من أمس، بتوقيت بيروت، أقيم له استقبال رسمي في مقر الرئاسة، وعقد وموخيكا لقاء شارك فيه عن الجانب اللبناني وزير الخارجية عدنان منصور والقائم بالأعمال اللبناني في الأوروغواي نمير نور الدين. وجرى التشديد بحسب بيان صادر عن اللقاء، على «أهمية تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين والتركيز على سبل تطوير الاقتصادية منها في شكل خاص، وإيجاد مساحات جديدة من التعاون في المجالات كافة، وإنشاء غرفة للتجارة والصناعة، وإقامة منتدى لرجال الأعمال. كما أثنى موخيكا على دور الجالية اللبنانية في تنمية الاقتصاد الأوروغواني». وكان توافق أيضاً «على ضرورة التعاون في المحافل الدولية والوقوف إلى جانب القضايا العادلة والمحقة». وبعد تبادل الهدايا، عقد اجتماع موسع في قاعة مجلس الوزراء حضره أعضاء الوفد الرسمي اللبناني المرافق ومسؤولون أوروغوانيون. ولفت موخيكا في تصريح إلى الصحافيين بعد اللقاء إلى أن «عدد اللبنانيين في الأوروغواي نحو 50 ألف شخص، وينشطون في الحياة اليومية. وجرى الاتفاق على العديد من النقاط المشتركة كما وضعنا الخطوط الأولى لبعض المهام التي من شأنها تطوير التبادل التجاري والعلمي والفني والتقني بين بلدينا». وأكد الالتقاء «على دعم قضايا كبرى عادلة وإنسانية في العالم ونسعى من أجل الأهداف نفسها ونقف إلى جانب القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى ضرورة إصلاح النظام العالمي والمؤسسات الدولية التي تعنى به». ووصف سليمان جولة المحادثات ب «المفيدة والبناءة، وأكدنا أهمية العلاقات الإنسانية الخاصة التي تربط لبنان بالأوروغواي، ودور الجالية اللبنانية العريقة في توسيع آفاق التواصل والتكامل، وشكرت الرئيس موخيكا على دعم الأوروغواي الدائم للبنان ولسيادته واستقراره وسلامة أراضيه، وخصوصاً تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701». مواجهة الإرهاب وقال إنه ركز «على ضرورة استمرار السعي لإيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام التي أقرت في بيروت عام 2002، بما في ذلك ما يتعلق منها بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم بعيداً من أي شكل من أشكال التوطين. وجرى التوافق على أهمية التوصل إلى مثل هذا الحل لتعزيز فرص الإصلاح والديموقراطية الناشئة في العالم العربي بعيداً من أي شكل من أشكال العنف. وأكدنا في مجال إدانة الإرهاب، على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي والدولي لمواجهة هذه الآفة العالمية الأبعاد». وتحدث عن توافق على «تفعيل الاتفاقات السابقة والتحضير للتوقيع على اتفاقات جديدة من أجل توسيع دائرة التعاون بين بلدينا». وقال إنه «تم البحث في الحاجة إلى إصلاح الأممالمتحدة وأجهزتها والهيئات المالية الدولية». وبعد زيارة النصب التذكاري للجنرال خوسيه جرفاسيو ارتيغاس بطل الاستقلال الأوروغواني، حيث صافح سليمان أطفالاً ومواطنين تجمعوا في المكان حاملين الأعلام اللبنانية، بحث الرئيس اللبناني مع نائب رئيس الجمهورية دافيلو استوري في أوجه التعاون القائمة بين البلدين، واتفق على ضرورة تفعيل العمل البرلماني المشترك. وعقد في مقر السلطة التشريعية اجتماعاً مع أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية الأوروغوانية - اللبنانية بحضور أعضاء الوفد الرسمي. وكان تأكيد على ضرورة تعزيز الروابط الثنائية. وتحدث سليمان عن أهمية التواصل مع الاغتراب اللبناني، مشدداً على «أهمية الانتماء إلى الوطن، فهناك شعب بكامله في الشرق الأوسط، شعب عربي فلسطيني فقد أرضه ولم يحصل بعد على دولة. وهناك شعوب في الدول العربية تبحث عن ديموقراطية تعيش في ظلها بأمان وسلام». وقال: «سمعتم بالربيع العربي في الدول العربية، وهو لن يصبح حقيقياً، ما لم تفرض الديموقراطية على إسرائيل ويعاد الحق للشعب الفلسطيني. وحتى العضوية في الأممالمتحدة لم تمنح للفلسطينيين على رغم تأييد 145 دولة من ضمنها الأوروغواي، فعن أي ديموقراطية يتحدثون؟»، مجدداً القول إن «لبنان البلد المتعدد لم يحظ بالهدوء والاستقرار بسبب عدم إعطاء اللاجئين الفلسطينيين الحق بالعودة إلى الأرض التي هجروا منها، وإن القضية الفلسطينية في أساس الاضطراب العالمي». وأعلن النائب ادواردو فارتينيز هويلمو الموافقة على اقتراح لبنان إقرار قانون يحرم أو يجرم الإساءة للأديان والأنبياء. وأثنى النائب من أصل لبناني باولو عبد الله على الديموقراطية في لبنان حيث «تعيش الطوائف والمذاهب كافة فيه بسلام». والتقى سليمان في مقر إقامته وفد التجارة والصناعة اللبنانية - البرازيلية برئاسة ألفريدو قطيط. ولبى وزوجته وفاء دعوة إلى مأدبة عشاء رسمي أقامها الرئيس موخيكا على شرفهما في قصر سواريس، وأكد موخيكا أن بلاده «هي الميناء المفتوح للعالم كله، ترغب في أن يعم السلام أرض لبنان وأن ينعم به أيضاً الشعب الفلسطيني». وشدد سليمان على «أن اللبنانيين اعتادوا على الانفتاح على الآخر منذ القدم، ويقفون إلى جانب الانفتاح في مواجهة الانعزال وسينتصرون في الصراع القائم بين هذين المفهومين، واليوم يبحث إخواننا في الدول العربية عن الديموقراطية ويدفعون الدم ثمناً لها، وهي لن تستقر ما لم تطبق على الجميع».